نهاية حزينه لشاب ثلاثيني "غسان " ... - نهاية حزينه لشاب ثلاثيني "غسان " ... - نهاية حزينه لشاب ثلاثيني "غسان " ... - نهاية حزينه لشاب ثلاثيني "غسان " ... - نهاية حزينه لشاب ثلاثيني "غسان " ...
بينما كنا صغارا ونحن نتوجه برفقة الكتاب والدفتر إلى مدارسنا كان ذاك الطفل يتوجه إلى" الكراج" ليستقي منه "حرفة "تعينه على ويلات وصعوبة الحياة ,بينما نحن نحمل أحلام الطفولة واللعب بالمدرسة وترافقنا الكرة كانت ترافقه "بالكراجات " جميع الملوثات والمواد الكيماوية المنبعثة من الدهان والتنر وغيرها من تلك المواد الكفيلة بفتك أحلام الطفولة , بدأ غسان والذي اختار والده هذا الاسم والذي يعني "الشباب وحدة الشباب وروعته "وكأن لاختيار الاسم دلالة على مغادرته لهذه الدنيا الباليه وهو بريعان الشباب .... رغما علمي أن والده لايعرف معنى هذا الاسم أو لماذا اختار لولده ذاك الاسم .
.
مرت السنوات ومضى بالكراجات سنوات كانت الروائح والمواد الكيماوية المنبعثة من الدهان ومشتقاته كفيله بانتهاء عمره بالصنعة مبكرا وهو لا يتجاوز العشرين ربيعا ,أصبح لايقوى على العمل بهذه الحرفة ونصحه الأطباء بتركها خوفا على الرئتين وفعلا أيقن هذا الشاب ذلك وبدأ يبحث عن وظيفة أخرى ليكمل مشواره بهذه الحياة الصعبة بأحد مصانع الأعلاف وبدأ يشق طريقه بوظيفة جديدة بعيده عن المخاطر ومرت السنوات وبدأ يفكر بإكمال نصف دينه ليأتي الربيع الماضي معلنا عن زفافه الذي رافقه بيوم زفافه حالة من الغياب عن الوعي شخصها أطباء المستشفى الحكومي "أو المسلخ كما يطلق عليه " أنها حاله من الوهن والضعف والتفكير وقلة الطعام كونه مقبل على حياه جديدة .
تسارعت الإحداث وبدأ هذا الشاب "الثلاثيني " العريس في هذه الحياة دون أي معيقات سوى حاله من الخمول والتعب ترافقه أينما حل وارتحل .
أتى عيد الأضحى يحمل الكثير من المعاني والألفة للناس بينما استقبل الشاب غسان هذا العيد بوعكة صحية عادية شخصت من قبل الأطباء أنها أنفلونزا والتهابات بالقصبات الهوائية بينما مستشفى " المسلخ"يرفض استقبال الحالة كونها لاتعدو
سوى رشح وأنفلونزا حادة وعلى مضض وافق " أطباء المسلخ " على استقبال هذه الحالة العادية لتبدأ إجراءات اكتشاف المرض من أول تحليل للدم على انه يشتبه أن يكون المرض الخبيث "سرطان بالدم " وفعلا بدأت آهات الشاب بالخروج إلى أن تقرر نقله الى مستشفى آخر هو مستشفى البشير ليوضع في غرفه العناية الحثيثة
وقبل دخوله إلى هذه الغرفة أحس هذا الشباب بصعوبة المرض دون علمه بمرضه
وتناول هاتفه النقال واخذ يتحدث مع بعض الأصدقاء الذي يعتقد أنهم " زعلانين" منه واخذ يطلب منهم الصفح وان يدعوا له بالصحة وزوال المرض الذي اخفي عنه وكأنه يدري أن المنية اقتربت ومع أول حبيتين من أقراص مكافحة هذا المرض تعرض جسمه النحيل لحاله كبيره من الإعياء والتعب وخصوصا بالرئتين بينما يئن هذا الشاب ويطلب رشفه ماء باردة لايقوى على شربها نتيجة عطب بالرئتين تسارعت الأخبار عنه بسرعة فالمرض الخبيث مرض مخيف ومرعب وفعلا استطاع أن يفتك به بغضون أسبوع وينتهي اجله وينتقل إلى رحمة الله تعالى,
لاادري لماذا تذكرت غسان العشق الأول غسان كنفاني وكيف امتدت يد الغدر إلى هذا الإنسان الرائع وذهب شهيدا برفقه لميس الطفلة بينما غسان الشاب ذهب شهيدا برفقه المرض الخبيث تاركا طفلا بأحشاء زوجته لم يعرف بعد أن كانت طفله أو طفل ...
ربما سأطلب من أهله اذا رزق بمولده أن تسمى لميس وان رزق بمولود أن يسمى غسان ليكون من رائحة ذاك الشاب الرائع ....
إلى روح غسان كنفاني الشهيد وغسان الجمزاوي الأخ ...