فلسطين في العهد الاموي والعباسي - فلسطين في العهد الاموي والعباسي - فلسطين في العهد الاموي والعباسي - فلسطين في العهد الاموي والعباسي - فلسطين في العهد الاموي والعباسي
فلسطين في العهد الاموي والعباسي
العهد الاموي :
كانت فلسطين في العهد الاموي تابعه لدمشق يحكمها سليمان بن عبد الملك ومن اعظم اثار تلك الفترة قبة الصخرة التي بنها عبد الملك بن مروان في الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم الى السماء ليلة الاسراء والمعراج والمسجد الاقصى الذي اتم بناءه الوليد بن عبد الملك وهو البناء الذي ما زال قائماً حتى اليوم ومدينة الرمله التي بنى فيها سليمان بن عبد الملك قصره الشهير والمسجد الابيض .
العهد العباسي :
بعد انتهاء حكم الدوله الاموية اصبحت فلسطين تابعه للدولة العباسية , وزارها الخليفة المأمون وولده المهدي وفي ظل الدولة العباسية إزدادت عملية التعريب ونشأت اجيال جديده نتيجة التزاوج بين الفاتحين العرب واهل البلاد
وفي عام 786م اصدر الخليفة هارون الرشيد رحمه الله بالسماح للامبراطور الروماني في بيزنطه " شرلمان " بترميم كنائس القدس وسمح له كذلك بأن يرسل البنائين والاموال لبناء كنائسهم كما يريدون , فبنيت الكنائس ثم اصدر قراراً يقضي بفرض حماية لكل مسيحي يريد زيارة الاماكن المقدسة المسيحية في القدس , فصار جنود مسلمين يحمون الزائر المسيحي من اي اذى يمكن ان يصيبه حتى يقضي زيارته ويعود من حيث جاء .
هل عرف التاريخ فاتحاً اعظم من العرب والمسلمين ..؟ وانظروا الى هذه الشهامة والسماحة وقمة الاخلاق في التعامل مع المسيحيين , هل قابل الصليبيون هذا الاحسان بمثله ..؟ وهل عرفوا معنى لرد الجميل والفضل لأهله ..؟ ان الوقائع تشهد مجتمعة بعكس هذا ونقيضه . ومن الغريب اليوم ان تجد اناس يثقون باليهود بل الاغرب ان تجد من النصارى من يثق باليهود وهم الذين يقولون على مريم عليها السلام قولاً عظيماً ويسبون المسيح ويقولون دجال وكافر , كيف يثقون بهم بعد هذا بينما نحن الذين نعظم الانجيل ونعظم المسيح عليه السلام .؟
الطولونيون :
وفي القرن الثالث الهجري ونتيجة لضعف قبضة الدولة العباسية على اجزاء كثيرة من فلسطين , استطاع الطولونيون الاستقلال سياسياً عن الكيان العباسي والسيطرة على لبنان وسوريا ومصر وفلسطين . ومن الآثار الشهيرة خلال فترة حكمهم تحصين ميناء عكا . وما لبث ان عاد الصلح بين الطولونيين والعباسيين في عام 271 م .
القرامطه :
يعتبر المؤرخون القرن الرابع الهجري قرناً للاضطرابات السياسية , فقد اغار القرامطة المتدفقون من الخليج العربي على ديار الشام واحتلوا فلسطين بعد ان احدثوا فيها من الدمار والخراب , وبعد ذلك توالى على فلسطين انظمة حكم متعددة من الإخشيديين والسلاجقة والفاطميين ( العبيديين ) فكان بحق قرناً للفوضى .
حركة الاصلاح الديني :
من ابرز العلماء الذين قادوا هذه الحركة الإصلاحية الإمام المجدد حجة الاسلام " الغزالي " والذي كان له دور هام جداً في إحياء الامه , ولذلك يعتبره كثير من المؤرخين مجدد الأمة في تلك الفترة , وبتحرك ابي حامد الغزالي تحرك عدد كبير من العلماء , وبدؤوا بنشر الافكار المحرضه للشعب للنهوض من غفلته وأدخلوا ما يسمى بالسياسة الشرعية الى مفاهيم الناس ومفهوم الحاكم المسلم وكيف تكون سياسة الدنيا والدين وصار الغزالي رحمة الله عليه يهاجم العلماء المتقاعسين ويطلب إليهم توجيه الخطاب الى عموم الأمة وليس فقط نحو تلاميذهم واتباعهم , وجعل يلوم العلماء لابتعادهم عن قضايا الأمة وانتقد فيها التعصب المذهبي والتخلف عن اصول الدين والاهتمام بالفروع والجزئيات بينما الامة الاسلامية كانت تغرق وتتمزق وتتآكل تحت تأثير الفرق المنحرفة والخارجين عن العقيدة الصحيحة , ثم انه هاجم اهتمام السلاطين والساسة بالدنيا ورفاهيتهم وإعراضهم عن امور الرعية والدين , واخذ رحمه الله يؤسس مبدأ العدالة الاجتماعية والتكافل الاسلامي .
وقد بقي هذا النهج مستمراً يتبعه العلماء وطلاب العلم مائة سنه كاملة حتى اتت هذه الحركة ثمارها , فنشأ جيل جديد من الحكام من امثال عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي وصلاح الدين الايوبي .