الليل ُ حبيب ُ أوراقي ......... - الليل ُ حبيب ُ أوراقي ......... - الليل ُ حبيب ُ أوراقي ......... - الليل ُ حبيب ُ أوراقي ......... - الليل ُ حبيب ُ أوراقي .........
برغم الجفاء بيني وبين النوم إلا أنني أحسد نفسي على لحظات ٍ لا أظن أحدا ً قد حاز عليها . كل الناس -إلا أنا- ينعمون بالنوم ويستلذّون بأحلام ٍ تداعب خيالاتهم , لكنني في نفس اللحظة أوقظ أحرفي وأُرضع الأسطر بما تيسر من حلو الكلام وشهي النبضات .
لا أروع ولا أبهى من هنيهة ٍ أقتنصها من هذا الليل الساحر المبهر . أشعر بسعادة ٍ تستعمر أوصالي
-رغم قلة نومي - وأنا أعتصر من قواميس العشق بعض قوافي الألق وأستفز بين الجوانح خفقات ٍ تزرع نجوما ً تضيء دربا ً أعتز بأن الكلمات هي أول رفاقي فيه .
قد تجاوزت الساعة الآن الرابعة قبيل الفجر وأنا والقلم نداعب الليل الذي زهى وطرب لهذا الغناء العذب الأنيق !
ليلة ٌ دافئة ٌ رشيقة بعكس كل ليالي كانون القاسية الكئيبة . تعود الذاكرة إلى ليال ٍ لا تفتأ تزورني كلما شعرت ُ بالضباب يكسو ساعات العمر حيث الناس كلهم نائمين والمطر يرقص على النوافذ ويجلب معه فرحا ً وخيرا ً وعطاء . لم أكن حينها لأفكر أنني أحتاج للنوم ما دمت أهرب من كل عذابات الروح إلى حيث فضاءات الحلم والطهر والنقاء .
حينها فقط كنت أدرك روعة العشق الذي أدمنت والعرش َ الذي اعتليت والثروة التي امتلكت .
كنت أعيش دقائق أطير بها فوق الجراح وتسمو الأضلع عندئذ ٍ وتكبر وتهزم ألمها . ها أنا أسلب من الزمن بضع ثوان ٍ لا حزن فيها . العصافير سكانها . البنفسج و قوافي الفرح ضيوفها وقلم ٌ وورقة ٌ والأحرف ُ عروس ٌ تُزف في ليلة ٍ لا نظير لها .
حتى العصافير والبنفسج تهجر حدائقها وتسافر إلى مواعيد الفتنة والعشق .
لطالما تمنيت أن أقضي الليل كله أناغي الأسطر وأداعب النجوم وأزرع بين الأوراق كل ما اختبأ في النفس , حلوه ومره لتزيد حلاوة الأيام ولأقتلع الأشواك التي تجثم في الشريان شبحا ً لا يرحم .
لا أ‘تقد أنني أقدر على كبت الفرح الغامر وأنا أقدم ولائي لليل الرائع . لا أتخيل نفسي أصدّ ُ الأحرف لأحوز على لحظة نوم ٍ لن أهنأ بها وأنا أطعن العشق الأغلى .
كيف سيزورني النوم ومن أين ستأتينني الراحة وأنا أرى الأحرف بكل حلتها وأرشق زينتها وأبهى ملامحها وأنا أجحد هذا الجمال وأنكر الود الذي منحتني إياه الكلمات ؟
لا النوم ولا الأرق يحول بيني وبين ليل ٍ خلاب ٍ بكل تفاصيله وأوراق ٍ فاتنة ٍ كالعروس يوم زفافها .
ليت هذا السحر يختطفني من ركام الهموم وأوحال الحزن المقيت . أحتاج لليل ينير أوقاتي ويزيل رمادا ً يضطجع بين الأوردة .
أحتاج للأحرف كي تبقى كل لحظات العمر مزدانة مشرقة .
يا أيها الليل الأثير للفؤاد . القريب من الشرايين . يا حديقة القوافي وفردوس الروح ازرع بسحرك هذا الكون سوسنا ً ويبادر عشق ٍ وسنابل مرح . لتظل وحدك حبيب القلب والأوراق ونبض الأغنيات .........