على ضفاف اليأس - على ضفاف اليأس - على ضفاف اليأس - على ضفاف اليأس - على ضفاف اليأس
قصة قصيرة
حمل أحزانه ومشى . تأبط كل آلامه واحتضن اليأس الذي زُرع على جبينه وراح يسير حيث تقوده قدماه . قد أكلت الأحزان حشاشة قلبه ولم تترك إلا فتات أمل تبعثر كأوراق الخريف . انه يائس من حياته حتى الثمالة . لا يعنيه كيف تمر ولا يضيره لو انتهى عمره في أية لحظة .
وصل به القنوط إلى التفكير بجدية كي يضع حدا ً لهذه التراكمات المجحفة من شتى صنوف اليأس وشتات الروح ومعاناتها . انه يموت ببطء ٍ شديد ٍ وقد آن الأوان ليودع حياة يرى نفسه غير جدير ٍ بها فالموت أهون عليه من هذا الانتحار المقيت .
طفق يبحث عن وسيلة تنهي أرق لحظاته وتختصر ساعاته وتجتث اسمه من قائمة الأحياء الذين دفنوا ووئدت أفراحهم وبطشت الهموم بأزاهير سنينهم .
" هل أشرب السم بكمية كبيرة فأموت دون أدنى ألم ؟ أم أن حبلا ً يلتف حول عنقي ويخنق أنفاسي المتهالكة ينهي المسألة ؟ يبدو أن طلقة ً واحدة ً تفي بالغرض " كان يحدث نفسه وهو يمشي في طريق لا يدري نهايتها .
" سأختار ميتة ً تذيع في الآفاق ولا مثيل لها . لقد كنت أعيش على هامش الحياة وهذه فرصتي لأن أصبح مشهورا . سأربط نفسي على سكة الحديد لتأكل عجلات القطار الجائعة من لحمي وليشهد على موتي ثلة من الناس سيؤلفون قصصا ً وأحاديث وسأدخل التاريخ من أبوابه المشرعة ِ فتكتب عني الصحف وأصبح قضية ً دسمة ً ينشغل بها الناس لبعض الوقت .
استمر في البحث عن الطريقة المثلى علّه يصبح تحت الأرض .
بينما كان يهم بقطع الشارع وهو يترنح تحت وطأة أفكاره المتلاحقة ِ فاجأته حافلة ٌ ضخمة ٌ تنهب الطريق بسرعة هائلة .
لم يشعر بنفسه إلا وهو يرتمي برشاقة ٍ مذهلة ٍ على جانب الطريق ليتفادى قبلة مميتة من هذه المركبة المجنونة والتي يفغر الموت من خلالها فاها ً مسعورا ً .
تمالك نفسه وراح ينفض الغبار عن ملابسه ومضى في طريقه .
التفكير بالانتحار شيء مخجل جدا ومدعاة للسخرية ولا استطيع التخيل بما يفكر به من ينتحرون ان لم تقدم شيئا للحياة ليتذكرك الناس بعد موتك فانت لا تستحق الحياة وكن على يقين بان داخل كل شخص مننا بطل ينتظر دوره
لضعاف الإيمان فقط هو الانتحار
مهما بلغت الأحزان ومهما بلغت الهموم
إيمانك بالله وحده من يزيح تلك الغمة من حياتك
فلا تقنط من رحمته ...لا تقنطوا منها يا عباد الله