ليالي الشتاء في عمان - ليالي الشتاء في عمان - ليالي الشتاء في عمان - ليالي الشتاء في عمان - ليالي الشتاء في عمان
ليالي الشتاء في عمان
بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
كان الشتاء في الماضي له وقع خاص في قلوبنا و كان يسحرنا بجمال لياليه و كنت أستمتع بتجمعنا حول مدفئة ( الفوجيكا ) و أختلافنا على الخبز المقرمش و البلوط و البطاطا ، صوت المطر يداعب الصفيح و الزجاج و أكياس قمامة تركت في الخارج على عجل ، و صوت الرعد يهز أركان غرفتنا الوحيدة و بركة ماء صغيرة تكونت عند الباب و أبن عم أتى للتو ليشاركنا الدفئ و البلوط .
التلفاز في زاوية الغرفة و غطته أمي خوفآ عليه من نقاط الماء التي تدلف من السقف و شاشة متعرجة ومشوشة تشير للقناة الأردنية و كنا لا نعرف غيرها في الشتاء حيث أن قناة ٦ كانت تتوقف مع حبات المطر و أصوات الرعد ، كانت نشرة الأخبار مملة و كنا ننتظر المسلسل بشغف مع أننا حفظنا مشاهده عن ظهر قلب لكثرة تكراره .
برد قارص ، ضباب ، التصاق ، وقوف بجانب الشباك لمشاهدة مناظر اندفاع الماء من قمة جبل يقابلنا ، و صوت خريره يداعب أسماعنا ويصدح فيها مثل صوت فيروز في صباحات عشقً , مراقبة حثيثة لتحركات الناس من حولنا حيث يزيد الطلب على الخبز و الكاز و الغاز والدفيء . في الصباح تنطلق العصافير من حولنا مطلقةً زقزقاتها الجميلة وباحثة عن رزقها بين أفنان حييّنا الفقير وننطلق نحن لتفقّد أطراف بيتنا و سطحه من أثار الأمطار و كل في يوم شتاء كان لابد لنا من تعديل مسار الشلالة التي تتدفق على باب بيتنا وتحضر معها الطين والأحجار والأشواك , وتتدفق المياة من المناهل و المصارف وتعج حارتنا بالفوضى و الذهول . تعطل المدارس و ينادي احد كبار المسؤولين عبر الاذاعة ( كل رئيس جامعة مسؤول عن دوام جامعته وحسب مقدار الشتاء ) و تعلن حالة الطواريء و يقف بك اب ذي نمرة حمراء مقابل بيتنا و فيه اربعة موظفين مناوبين لمراقبة الخلل الذي يحدث كل شتاء ويتكرر في الشتاء الذي يليه و تلف في شوارعنا سيارة اخرى حمراء لشركة الكهرباء و تنقطع الكهرباء . تنقطع أخبار العالم عنّا ولم نعد نشاهد التلفاز ولا ندري ما يحدث في وسط البلد أو حي نزال و نلملم ما نجد من بطاريات لمحاولة سماع الاخبار من راديو عتيق خبئناه لحاجة أو لحرب , وفي الصباح يصرح الناطق بأسم دائرة الارصاد الجوية بأن الأمطار التي هطلت على عمان كانت 20 ملم , ونصاب بالدهشة , لابد أنه يمزح , لابد يقصد 120 ملم , يا الله كم هي جميلة عمان وكم كان خدها ناعماً و يخدشه المطر .
قبل صوبة الفوجيكا كان البابور اللي بعمل على الكاز وكنا نتجمع حوله بعد ان نضع على وجه البابور صفيحه مطعجه او علبه سمنه قديمه عليها ماء ثم اتى دور صوبا البواري والتي كانت للاغنياء لانها تعمل على الديزل وتمديد البواري مكلف بعض الشئ ودائما ما ترى عند فتحة البوري الاخير صفار وسواد الدخان المتصاعد منها
ثم اتى دور الكستنا والبطاطا طكما تفضلت وكثيرا ما كنا نشوي الجبنه البيضاء على الصوبا لتصبح اطعم مع كاسة الشاي والمطر يتساقط
اخي هشام عمان جميله جدا في الشتاء وعندما نذهب الى المدرسه في الصباح الباكر والطلاب منتشرين على الارصفه يمشون بحذر والطالبات خوفا من ان يتسخ مريول المدرسه الاخضر الجميل
يا الله ما اجمل شتاء عمان قديما والجزمه اكرمكم الله السوداء او الملونه للبنات والكبود الطويل ابو طاقيه
والشمسيه والمشي تحت المطر بمنظر ولا اجمل والاجمل عندما يتساقط الثلج يا اللـــــــــــــــــــــــــــــــه ما اجمل الثلج بعمان وعلى جبال عمان
خلتك للحظات وكانك كنت تقيم معنا في بيتنا القديم في وسط البلد فنقلت الصورة بحذافيرها واعدتني الى الوراء ما يقرب من 20 سنة واكثر ،،،،،
اغبطك على ملكة الكتابة وتصوير الواقع كما هو فعلا وبشكل سلس يدخل الى القلب والوجدان دون استئذان ،،،،،