صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام.
صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام. - صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام. - صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام. - صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام. - صحيفة الغد تبكي بحرقة فراق الراحل صلاح الدين غنام.
صحيفة الغد
الغد تبكي بحرقة فراق الزميل الراحل صلاح الدين غنام
منى أبو صبح
عمان - حالة من الحزن الشديد ملأت وجوه صحفيي وموظفي وعمال "الغد"، إثر تلقيهم خبر وفاة صلاح غنام، الصحفي في ملحق "التحدي الرياضي" الذي انتقل إلى جوار ربه مساء يوم الاثنين، في أعقاب حادث سير.
رصدت "الغد" المشاعر الأولى لأفراد الجريدة التي كان صلاح واحدا من عائلتها، وآثار الصدمة الكبيرة التي كان وقعها أشبه بالصاعقة على كل من عمل وعاشر وأحب هذا الزميل الذي أخلص للجريدة إخلاصه للناس جميعا، وإخلاصه للرياضة، ولنادي الوحدات الذي عشقه وشغف به، وضحى من أجله.
كان فقدان رحيل صلاح مفاجئاً وموجعا. رحل على حين غرة، فكان من الصعب أن يصدق أحد رحيله. بكاه الجميع، بكته القلوب قبل العيون، لأنه لم يكن مجرد زميل، بل صديق وأخ وفي، ورفيق يحبه الجميع. رحل في صمت، وترك وراءه مساحة من الأسى، وبصمات راسخة تشهد على مواقفه النبيلة وروحه الجميلة.
توشحت الزميلة عزيزة علي/ القسم الثقافي، بالسواد في هذا اليوم وبالنظارة السوداء. لم تستطع إيقاف دموعها أثناء جلوسها على مكتبها في العمل، وقالت، "لم ننته بعدُ من شرب فنجان القهوة الذي طلبته لي. أنتظر هناك في قاع الفنجان بقايا من صورتك، انتظر! أريد أن أرتشفها حتى أتممها معك... في لحظة الوداع".
وأضافت، "صلاح، أحلامك نادي الوحدات ينتظر التطورات التي وعدت بها، ووليد ينتظرك تأخذه إلى النادي.
لا يا زميل، لا، لم ترحل وتتركنا هكذا بدون وداع، صلاح، رأيتك أمس لم تقل لي "وداعا أنا رحلت!" الغد لا تحتمل كل هذا الحزن الذي تركته خلفك، فأنت صديق الجميع، وداعا، وداعا، وداعا".
وذات الحال للزميلة هبة العيساوي/ قسم الاقتصاد التي عبرت عن حزنها قائلة، "إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت، إنها قضية الباقين، وهكذا نحن يا أبا الوليد".
وأكملت "موتك أوجعنا، نحن زملاؤك وأصدقاؤك في "الغد". ففي كل ركن في الجريدة لك ذكرى لن ننساها. لن ننسى صاحب الدعابة الدائمة، والابتسامة التي لا تفارق محياه. بعد موتك لن أجد من يخبرني عن أخبار نادي الوحدات، ويشاركني الفرحة بانتصاره، ويقدم لنا الحلويات. لن أستطيع بعد اليوم المرور بقسم "التحدي" في جريدة الغد، وأنظر إلى مكتبك، وأغراضك، والرسومات التي وضعتها عليه، فأنا لا أقدر على ذلك... وداعا!"
علاء الدين أبو زينة/ رئيس قسم الترجمة قال، "لم أصدق موت صلاح غنام، من الصعب أن تترك أحدا مليئا بالحياة، وأن تقرأ خبر موته بعد ساعتين على المواقع. بالنسبة لي كان صلاح من أولئك الأشخاص الذين يشعرك وجودهم بنوع من الأمن. كان يمكنني الاستنجاد به في الأشياء البسيطة، مثل تفقد خراب السيارة، إلى الأشياء المعقدة، مثل مقاسمته سرا شخصيا كبيرا، وطلب مشورته. ودائما كان يحمي ظهري، وأطمئن إليه. أعتقد اليوم بأن خسارتي فيه كبيرة، وبأنني أصبحت أقل أمنا. إنه من الناس النادرين الذين يمرون في حياتنا ونركن إليهم، وإذا غابوا لا يشغل مكانهم أحد".
وأما الزميل يوسف ضمرة/ قسم الاقتصاد، فتحدث قائلا "يوم أمس كنا نعمل في الصحيفة، وعندما جاء الخبر لم نستطع استيعابه. فقبل ساعات كان موجودا بيننا. فمن الدعاء له بالشفاء وتجاوز أثر الحادثة، حتى تأكيد نبأ الوفاة حزن عميق".
وأضاف: "الراحل أبو الوليد رجل معروف بأخلاقه، وعلاقته المميزة مع جميع الزملاء دون استثناء، فوفاته مأساة كبيرة لا توصف، وفراغ شاسع نشعر به.
الزميلة رهام زيدان/ قسم الاقتصاد، لم تستطع التحدث، وإنما كتبت، لا يمكن الاقتناع بسهولة أن زميلا غاب فعلا عن هذه الحياة... وأن صوته الذي كان يملأ ممرات الجريدة وغرفها لن يعود مسموعا بعد الآن. صورته وهو يحمل أطباق الحلوى، يوزعها على زملائه بعد كل فوز يحققه فريقه الرياضي المفضل لا تفارق خيالي... نكاته ودعاباته ما تزال ترن في أذني...
زميل عمل... نعايشه في كل يوم أكثر من أهلنا وأسرنا يغيب فجأة إلى الأبد... بالنسبة لي ما أزال أعتقد أنه في رحلة عمل، ولا بد أن تنتهي ويعود من سفره.
ليس بالسهولة وصف شعور تلقي نبأ وفاة زميل كنت معه قبل ساعات قليلة من رحيله، نمازحه ونضحك معه، ونقول له نراك غدا، عندما يأتي الغد ولا يأتي زميلك.
رداد ثلجي القرالة/ قسم الاقتصاد قال "لا يمكن وصف علاقتي "بأبي وليد". فهو إنسان لا يمكن لاثنين أن يختلفا عليه. اخاله ما يزال بيننا يتمشى في أروقة "الغد". كنت أراه يوميا بين ممرات الصحيفة، كثير الاتصال بالآخرين عبر الهاتف. وكان جميع الزملاء يحذرونه من المهاتفة الكثيرة بالهاتف النقال. لم يعرف الزملاء في الصحيفة، وأنا منهم، لمن يهاتف "أبو وليد"، لكنني عرفت بعد موته أن ابنه الوليد كان يتصل به يوميا... 30 مرة".
ريم العبداللات/ قسم التدقيق اللغوي قالت، "عندما سمعت خبر وفاة الزميل صلاح لم أصدق الخبر فكان صدمة كبيرة بالنسبة لي، فنحن كل يوم نراه معنا، فبوفاته فقدنا أخا وصديقا عزيزا، ولم نعرف منه إلى الطيب، إنا لله وإنا إليه راجعون".
وكذلك الحال للزميلة ميساء أبو سليم/ قسم الأرشيف، قالت"خبر وفاته صاعقة لنا جميعا، كان يجلس في القسم المقابل لنا، ونسمع صوته وضحكاته مع زملائه في القسم، رحمة الله عليك أيها الزميل، وألهم الله عائلتك وأحبابك الصبر".
توجه مدني قصري/ القسم الثقافي بالقول "زميلنا صلاح كان طيب القلب، يتعامل مع الناس بكل أريحية، وبدون عقد. كان يضفي بخفة روحه جوا من المرح في أرجاء الجريدة. كان رياضيا في أفكاره وفي تعامله مع الآخرين، يتفاعل في حب مع الجميع، ويقف مع كل زميل وصديق في الأزمات والمصائب، كان رجلا سويا وفحلا. صلاح غنام لم يكن يضع حاجزا بينه وبين الناس، وهذا ما جعلنا جميعا نحبه بلا حدود، محبة في الله ولله".
منار الرشواني/ رئيس قسم الآراء وقف حائرا لا يدري ما يقول. تعطلت كلمات الحزن في صدره، وبعد صمت طويل تلفظ ببضع كلمات كدنا نجرها من لسانه جرا "لم أصدق الخبر لحظة سماعه، فعندما أبلغني أحد الزملاء بوقوع حادث السير مع صلاح، تبادر لذهني لحظتها بأنه حادث سير خفيف، وبقيت ألتمس الصبر لنفسي، وأدعو له بالشفاء. صدمتي فيه كبيرة، لقد رأيته في الصباح، وسمعته يطلق وعده لأحد الزملاء بأمر ما، لكن الموت غيبه فحال دونه ودون الوعود التي لم يخذل بها أحد. صلاح قريب مني جدا، لذلك يستحيل علي أن أتخيل موته".
صمتت نادين النمري/ قسم المحليات، ثم تنهدت وقالت "عرفت الموضوع متأخرا. كذّبت الخبر ولم أصدقه، لأنه مفاجئ. وفي ذات اللحظة راودتني صور أولاده. وفكرت في الأثر العميق الذي سيتركه في صحيفتنا، فلقد كان محبوبا من قبل الجميع".
زايد الدخيل/ قسم المحليات الذي توجه مسرعا لحظة سماعه الخبر إلى المستشفى ليفاجأ في الطريق بخبر وفاة زميلنا صلاح، قال، "علمت وأنا في الجريدة بأن صاحبه توفي، وأنه ما يزال حيا. وعندما علمت خبر وفاته في الطريق، توجهت لحظة وصولي إلى المستشفى للثلاجة، لاتأكد من الخبر، وكانت الصدمة. فكشفت عن وجهه وقبلت جبينه. لا يمكنني وصف حالي وحال عائلته وأصدقائه حينها".
وأضاف زايد "اتفقنا أنه بعد أن ينهي مشواره سيأتي لمنزلي لنشرب القهوة معا.
عبد الرحمن أبو حاكمة/ قسم المحليات قال، "قبل توجهه أمس إلى مشواره الأخير كان صلاح بيننا هنا في قسم المحليات كعادته، يداعبنا ويبتسم ويتمازح معنا. ولم نشعر بأن هذه اللحظات ستكون آخر مشاهدتنا لصلاح. رحمك الله أخي صلاح، لقد كنت وفيا لأصدقائك، ولعل دورك في مساعدة الزميل مصطفى بالو في مصيبته احتراق منزله كانت أكبر دليل على ذلك. لقد كنت وفيا لناديك، ولجمهورك، ولشعبك. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه".
استقبلنا خبر وفاته بصدمة كبيرة، هكذا قال زميلنا ساهر قدارة/ قسم التصوير. لم نكن نتعامل معه كمجرد زميل في العمل، فهو الأخ والصديق، وهذا يرجع لأخلاقه وصفاته، فكان يخدم ويتفاعل مع الجميع، ويهتم بالآخرين. ورغم أن عينيه بدا عليهما الحزن والتعب لكن الابتسامة لم تفارق وجهه، وهذا جعله قريبا منا جميعا.
وقال أسامة الرفاعي/ قسم التصوير "شعور صعب أن نفقد زميلنا في العمل. جمعتنا وإياه لحظات كثيرة من السعادة والمزاح. فقد اعتدنا على بعضنا البعض، فكانت علاقته ودية مع الزملاء، وتقاسمنا الزاد والملح في أقسام الجريدة برفقته، وحتى هذه اللحظة لا يمكنني استيعاب موته".
سحر هندي/ قسم التدقيق اللغوي قالت "خبر وفاة زميلنا في العمل صلاح الدين غنام، هذا الزميل الذي نتعامل معه يوميا، يدمي القلب. كان لخبر وفاته وقع كالصاعقة، لم أصدقه عندما سمعت. واليوم عند حضوري إلى مقر الصحيفة، أول مكان وقعت عليه عيناي قسم التحدي، إذ بصورة صلاح أمامي، موشحة بالعلامة السوداء التي عهدناها على صور الراحلين. وبعد توجهي إلى قسمي رأيت صورة أخرى له، معلقة على حائط مقابل لي، فزادت صدمتي في تلك اللحظة، وبدأت دموعي تذرف من عيني، حزنا على فراق أبي الوليد".
نبيل بدير/ قسم الصف قال، "عرفناك أبو الوليد شعلة من التواضع والأخلاق العالية، وحبك للناس ومساعدة الآخرين، فأنت رجل المواقف. رحمك الله زميلنا العزيز".
وعبرت الزميلتان أنوار الطباع، وعبير الجعبري/ قسم الصف والتنفيذ، عن حزنهما بالقول، "نفتقد صوتك بذات الطابق، زميلنا صلاح، ومزاحك المتواصل معنا، أثناء إنجاز صفحاتك بأسرع وقت. ستبقى ذكراك في صحيفتنا حاضرة. تغمدك الله بواسع رحمته".
وكذلك الزميل هيثم عبد الغني/ قسم التنفيذ الذي قال "تعجز الكلمات التعبير عن الحزن. زميلنا صلاح أخ وصديق عزيز، سنفتقده كثيرا، رحمه الله وألهم عائلته الصبر والسلوان".
وقال موفق كمال/ قسم المحليات "كان رحيلا مؤثرا في قلوبنا وذكرياتنا، لاسيما وأننا خسرنا شابا اتسم بطيبة القلب وبعشقه للوطن، وللكرة الأردنية، وولعه الدائم بنادي الوحدات."
وأضاف "تبادلنا المزاح سويا، كان يداعبني وهو يقول انه ينحدر من أسرة مناضلة، فوالده كان شخصية مناضلة، وكذلك ابن شقيقته. كنا نتواصل من خلال لقاءات التدخين، بشكل دائم، ونجلس على طاولة واحدة لنستمع إلى دعابته ومزاحه حول جماهير الكرة الأردنية. سنفتقد روح الحياة التي كان يتسم بها فقيدنا غنام".
الزميلة حنان الكسواني/ قسم المحليات تستذكر مواقف الفقيد بالقول "لم يأل جهدا في دعم الأسر العفيفة في أغلب المخيمات الفلسطينية، فكان بمثابة حلقة الوصل بين الأسر العفيفة وبين الإعلاميين والجهات الداعمة، وفي صمت. لديه دائما روح المبادرة، ويسعى دوما لدعم نادي الوحدات، وخاصة في الانتخابات، فأحبننا النادي من خلاله، وأحببنا عالم الرياضة!
سمير سعادة/ رئيس قسم التدقيق اللغوي تحدث قائلا "كنت أرى الموت يأتي فجأة دائما، بلا استئذان، ولا مقدمات، وقد فوجئت عندما رأيت والدي يموت بين يدي منذ عشر سنوات، على الرغم من أنه كان يعاني منذ سنين، قبل وفاته".
ولكن أمس فاجأنا الخبر حين علمنا أن صلاح غنام قد مات في حادث سيارة. ما يزال أثره وحركاته ومرحه تلاحقنا في أروقة الجريدة، يضع هاتفه على أذنه ويرفع صوته حينا، سائلا عن صفحات التحدي الدولي، وحينا أخرى معلقا على إحدى المباريات، أو منتقدا أداء لاعب ما، أو مدربا ما.
رحل صلاح تاركا طيبة عند كل زملائه الذين عرفوه خلُوقا، حسن المعشر، خدوما إذا سألته، محبا لأسرته، متفانيا في خدمتها.
رحمك الله، صلاح، وأمد أولادك وزوجتك بالصبر واليقين، إنا لله وإنا إليه راجعون."
اللهم ارحم اموات المسلمين جميعاً
والله ان العين لتدمع وأن القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابو الوليد لمحزونون وانا لا نقول الا ما يرضي ربنا لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم