كانوا هنا ................. - كانوا هنا ................. - كانوا هنا ................. - كانوا هنا ................. - كانوا هنا .................
قصة قصيرة ....
ساعات الظهيرة توشك على النهاية في يوم ٍ دمشقي ٍ مثقل ٍ بالهموم وبحياة يجب أن نحياها رغم ما تحمله من لهاث ٍ نحو مجهول ٍ لا ندري ما هو فاعل ٌ بنا ..
قاعات الدراسة تستقبل طلابا ً وتودع آخرين يلوذون إلى استراحة ٍ قصيرة ٍ قبل المغادرة .
طاولات ٌ مكتظة ٌ يحتشد حولها زملاء الدراسة بعد يوم ٍ جامعي ٍ مرهق .. تلك تهاتف خطيبها وتخبره عن فستان الزفاف الذي شاهدته في إحدى المحلات الراقية وآخر يسهب في الحديث عن مشروع التخرج وثالث ٌ يختلس من الجلسة ِ برهة ً فيداعب أصابع محبوبته ويناغيها همسا ً ونظرات ....
يتجول النادل بين الجالسين يسجل طلباتهم ويفرغ الطاولات ِ من الكؤوس المستعملة .
تشغر كراس ٍ وتمتلئ أخرى بالقادمين الجدد والصخب لا يزال يتصاعد ....
يقفز أحدهم شاهرا ً هاتفه الجوال طالبا ً من المجتمعين أن يستعدوا حتى يلتقط صورة لهم لينشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ...فجأة ً ودونما مقدمات ٍ يقتحم المشهد َ أزيز ُ طائرة ٍ يصم ّ الآذان َ وهي تستبيح الأجواء الهادئة بسرعة البرق فترسل حممها دون اكتراث ٍ لمستقرها . انفجار ٌ ضخم ٌ يهز المكان ودوي هائل ٌ يترافق مع تناثر الأشلاء .
صرخات ٌ وفزع ٌ وذهول ٌ يختلط بالدماء المنتشرة على الجدران , أنين الجرحى وقطع اللحم المتفحم وأحلام ٌ وآمال ٌ امتزجت بقسوة المشهد الدامي ........
بعد دقائق َ خبر ٌ عاجل ٌ على الشاشات وأعداد ُ الضحايا التي تتغير في كل لحظة ٍ يرافقها جدل ٌ حول حصيلتهم النهائية .............