لأنه الوحدات.. - لأنه الوحدات.. - لأنه الوحدات.. - لأنه الوحدات.. - لأنه الوحدات..
في أزقة المخيم.. لا يجد الصبية ملاعب عشبية.. ولا يجدون مرافق باذخة.. ولا يرتدون أرقى الأحذية والملابس.. ويعيشون -كأي مخيم- في ظروف إنسانية صعبة.. تستحق التوقف والاحترام.. لا يجد هؤلاء الصبية.. حلما بوظيفة مرموقة.. أو تعليم في جامعات خاصة كبيرة.. ولا يحلمون كثيراً بالسيارات الفارهة.. او العيش الرغيد.. فتكون متعتهم الوحيدة.. كرة القدم...
الساحرة الجلدية المستديرة.. يركلها الفتية ليل نهار.. في الأزقة والشوارع.. وحول البيوت القديمة.. وفي الساحات الفارغة إلا من صيحاتهم.. حيث ينصبون حجرين كبيرين.. او برميلين.. أو أي شيء تصل إليه أياديهم ليصنعوا مرمى يستهدفونه.. وهكذا تتلخص الحياة.. يتنفس الفتية وطناً ضائعاً.. وأحلاماً بأن يصبحوا يوماً "رأفت علي" أو "عامر شفيع"...
هناك.. في نفس المخيم.. حلم جميل.. بات يعرفه القاصي قبل الداني.. والعربي قبل الأردني.. والجاهل قبل المتابع.. حلم يحمل نفس الاسم.. ونفس المعنى بطريقة أخرى.. حلم حملته أجيال لأجيال أبنائها.. اسمه الوحدات.. وبت لا أدري أيهما يحمل الاسم قبل الآخر.. النادي.. ام مخيم اللاجئين..
كان أبي رحمه الله.. وأعمامي.. من عشاق النادي ولا زالوا.. وكانوا أعضاءه آنذاك.. ومنذ طفولتي -وانا الثلاثيني اليوم- عرفت أسماء سليم حمدان وعزت حمزة وعبد الرحمن النجار وزياد شلباية ونادر زعتر وخالد سليم وباسم تيم كأصدقاء لعائلتي.. وضيوف دائمين في محل عمي في جبل اللويبدة.. وتشربت الوحدات.. كمصل في الوريد.. كأي طفل يكبر على صورة أبيه..
في طفولتي المبكرة.. وبتمردي المعهود في سن الثالثة.. قررت أن أشجع الرمثا.. ربما تمرداً.. او ربما تماحكاً مع أبي رحمه الله.. وكنت أبكي لخسارة الرمثا من الوحدات.. كان ذلك في عز تفوق الرمثا في أوائل الثمانينيات.. وحين تفتح الوعي قليلاً.. ربما في سن الرابعة أو الخامسة.. كنت في عيادة طبيب.. وسألتني الممرضة أي فريق أشجع.. فأجبتها ببراءة الأطفال بأنه الرمثا.. فابتهجت هي.. "لا أدري لماذا".. ولكنني ببراءة الأطفال أيضاً.. وربما بالجينات التي في دمي.. أخذت القرار الحاسم.. "منذ اليوم (آنذاك) سأشجع الوحدات.. تماماً كأهلي.."
بدأت الحكاية الطويلة.. التي أصبحت حباً.. بعيداً عن أي أفكار عنصرية أو كراهية للآخر.. فقط حب.. ينتشر في الأجواء.. للكرة الجميلة.. ولما يمثله النادي من حق المظلوم في الحياة.. كبرت الحكاية.. أكثر من كرة قدم.. وأكثر من مجرد ناد يفوز ويخسر.. كبر لتصير حالة من الهوى والانتماء.. حالة يجب أن نبعدها عن أي إقليمية أو عنصرية ضد شركاء الأوطان.. لتكون حالة من الحب لهم.. ومن يبث الحب.. لا يتلقى سوى الخير في النهاية..
الليلة.. وأنا أرى الوحدات يتجلى.. بالمسافة الأكبر مع الخصوم.. بـ 17 نقطة.. وبفوز عريض بثلاثية.. وبموسم بلا خسارة وبثلاث بطولات حتى اللحظة.. وبمدرب كاريزماتي.. وحالة باهرة من النجاح المتواصل.. تغمرني حالة من الشجن.. وأحس بأن روح أبي الرائع رحمه الله.. تحلق حول النادي وتحتفل.. وتحلق حولي وتطالبني بشيء ما.. بأن أقول كلمتي.. تجاه هذا التاريخ المسطر.. والحب الذي لا ينتهي..
حين أرى آلاف الجماهير.. في زفة الفرح... وهم في أغلبهم الناس البسطاء الذين يطاردون لقمة العيش.. وفي نخبتهم خيرة الشباب والمحبين من كل المهن والخلفيات.. حالة من التوحد مع المخيم.. وسكانه.. ومحبيه.. الذين باتوا اليوم ملايين حول العالم.. لا فقط من الفلسطينيين او الأردنيين.. بل من كل الجنسيات.. حالة حب نسجها النادي للمخيم.. فكل من لم يكن يعرف الوحدات.. صار يحب الوحدات.. وكل العرب اليوم.. يعرفون ما هو الوحدات.. ومن هو الوحدات.. ومن هم الوحدات..
إنه أنجح صرح رياضي لمخيم للاجئين الفلسطينيين في العالم.. وهو أفضل صرح رياضي في الأردن.. وهو بإمكاناته الضئيلة.. وموقعه في قلب المخيم.. بات أحد أكبر وأهم الصروح الرياضية العربية.. وبات جمهوره مضرب المثل دوماً.. هل غير الوحدات يكون جمهوره في أرض الخصم.. أينما كان.. أكبر من جمهور الخصم؟؟ هل غير الوحدات.. تشجعه بعض جماهير البلدان الأخرى.. وهنا لا أقصد الجاليات الأردنية أو الفلسطينية.. هل غيره يشجعه الناس ضد فرقهم؟؟
هو - بأبنائه - الذين أتشرف أنني أحدهم.. وبعشاقه الذين يملأون العالم..
هو الوحدات..
و لكن يا اخي لديهم الإرادة و لديهم تاريخ كالوقود يدفعهم
للتفوق و الارتقاء لأننا ليس لنا غير ايدينا و خراريف جداتنا
و بطولات أجدادنا
و فوق كل ذلك إيماننا العميق و الأكيد بالله الواحد الأحد
الذي وعد بنصرة المظلوم
من خلال موضوعك يا كبير , أوجه كل التحية والحب والتقدير والاحترام لأهل مخيم الوحدات ,,, أهل العز والكرم ,,, المخيم الي بنفتخر فيه ,, وبنرفع راسنا لما نحكي إسمه ,,, وفعلا مسكين اللي ما عنده وحدات
كلامك اسعدني وحرك مشاعري...و قسما اولادي يعشقون الوحدات منذ صغرهم كما حال ابيهم.... اتعلم لماذا.... لاننا نرضع حب فلسطين والوحدات .....ونقسم اننا سنستمر بارضاع هذا الحب لكل الاجيال.... فتحيه حب لكل وحداتي والف مبروك يا صناع المجد والتاريخ.