ذكريات كثيرة داهمتها تلك اليلة وهي تري إبنها الوحيد وفلذة كبدها قد تجاوز الثلاثن بعدة شهور .. كيف تعبت وسهرت في تربيته ونشأته .. وتركت الخطاب يطرقون بابها كل يوم ورغم كل الوساطات كان ردها بكل رفق أنا سأعيش من أجل إبني ولا أريد أن يقتحم حياتنا أحد .. وبمنتهي الرفق وبكلمات تنم عن أدب جم وتربية صالحة رفضت أعمامه واحدا تلو الآخر .. سنوات طويلة قاست فيها الأمرين وهي تلعب دور الأب والأم .. تحسست خصلات من شعرها بدأ يغزوها الشيب .. إبتسمت وهي تراه في كامل زينته .. وفي أجمل ليالي العمر وقفت وسط الضيوف ترحب بهذا وتحتضن أخري .. وبإبتسامة كبيرة تملأ كامل وجهها ترد علي المحمول .. ورغم كبر سنها ها هي تقف لثلاث ساعات متواصلة لم تشعر خلالها بألم الركبتين الذي كان يداهمها كل ليلة .. شعور غامر بالسعادة يحيط بها وهي تري فلذة كبدها مع عروسه التي تركت له حرية إختيارها من بين عشرات الأسر التي رشحتهم له وعليه أن يختار وستوافق علي كل شروطهم وكان الإختيار .. ذهبت تخطبها له .. رأت في عينيها كبر وإعتزاز وثقة بالنفس لا حدود لها وجمال لا يوصف وقد أرعبها كل هذا .. وعندما رأت علامات السعادة في وجهه لاذت بالصمت ولم تنطق ببنت شفة .. ومساحة كبيرة من الأحزان دخلت قلبها عندما إشترطت سكن مستقل لها .. وعلي مضض رضيت الموافقة لهما بالإنتقال بعيدا عنها وفي بيت مستقل لم يكن لها حق الإشراف علي تأسيسه .. إنتزعتها قبلة حانية من إبنها وهو يدعوها لتقف معهم لأخذ صورة جماعية مع العروس وصرخت العروس وسط الجميع وبهستيرية أمك لا تقيف معانا تراها بتخرب الصورة علينا .. سكون عجيب لف الحضور وهو يري نظرات غريبة في أعين الجميع إلتفت إليها ليتأكد من مصدر الصوت وأنه لم يخطئ صوتها وبكل غضب الدنيا وقف وسط الحضور وبصوت أراد له أن يكون عاليا حتي يسمعه الجميع
مين يشتري أمي
مين يدفع أكثر
أمي في السبعين من العمر أمية بس تراها ست بيت من الطراز الأول تعرف كل أعمال البيت وعرفت تربيني صح بس اليوم تراني بعرضها للبيع
مين يشتري أمي .... مين يدفع أكثر
نظر في عيون كل الحاضرين لعله يجد من يرحمه من هذا العذاب
الا أونه ألا دو ألاترري
ووسط وجوم الحضور خلع عباءته وألبسها لوالدته وهو يرفع صوته مرة أخري
تراني إشتريت أمي وبدفع فيها أغلي شيء لأنها وهبتني كل شيء ونظر لعروسه نظرات صارمة وهو يقول إنت تقولين أمي بتخرب الصورة
بس أمي هي الصورة التي تملأ حياتي كلها
إنت ... طالق ... طالق ... طالق
وهنا وقف أحد الحضور وأمسك بكلتا يديه وهو يقول له هدول بناتي أربعة إختار أي واحدة منهن واللي تختارها أنا متكفل بكل المصاريف ...
( القصة حقيقية )
امـــــــك ثم امـــــك ثم امـــــــــك ......صدق رسول الله.......
ما اجملها من قصة انا بصراحة خفت يتناذل ويفضلها على امه
هادي شريرة اذا في يوم العرس قدام الناس عملت فيها هيك
بكرا لما تعيش معها شو راح تعمل فيها
والعريس هاد احلى شي عملو يخسر كل شي بس ما يخسر
اغلى شي موجود عند الانسان
الام...
اللهم ياربي احفظ امهاتنا ومد في اعمارهم ياربي
ويشفي كا ام مريضة
شكرا يا نونو لموضوعك الرائع