ذات صباح - ذات صباح - ذات صباح - ذات صباح - ذات صباح
ذات صباح
سيجارتي مشتعلة
القهوة في الفنجان
كانت امامي خيال
كان صمتاً وكان صراخ
لكن الهواء كان يحاصرني
كان يخنقني
كان يبعثرني
يتقاذفني بعيداً عن نفسي
وكنت اذهب هناك
اتامل سحر العيون
اسبح في فضاء الجفون
استأذن نفسي الثكلى
والملم قواي وأنهض
لكن لا ابوح
يا صيفاً يرسم فتنة
يا مطراً يأتي غفلة
يا قلباً ينبض عشق
يا داراً تهرب غصبا
سنابل القمح أهزمها
أقهرها وأرسمها
ولكن لا ابوح
يا قمراً شاحباً باكياً
لمن ابوح !!
في لمح البصر
أهرب من عيناها
اهرب من منفى
اهرب اليها
ولكن هيهات أن ابوح
الأن أستعد للخروج
لملمت أوراقي ولبست عمامتي
كان هزيلاً وهو يخطب في الجموع :
ستعود للمجدلية الحياة
سندمر الهيكل
سيعود الكحل في العيون
يتثأب ينام وينسى
ونصفق معه لبيروت والشام ونهتف
بلاد العرب اوطاني
وفي مصر انساني
هذا اليوم حزين
هذا اليوم كئيب
هذا البؤس مغموسٌ فينا
لا شباب هنا
والورد مثل القمح سأهزمه
وأهزم روحي ولا ابوح
يموت من لا يستطيع الركض في الحارات
ويموت من يصل أولاً
لا تسأل المهزوم حاجةً
لا تنادي عليه في السرداب
من عاش يحلم
لا تسأله
أقترب الأن , أبتعد , أنتفض , أعترض
لكن وحيداً صامتاً والا فانت الهزيمة والخنوع
عادت هي الأن زاهية الألوان
منتشية مع الأقحوان
ولكن لا يمكن أن ابوح
لا يمكن أن اعود
سقطت مغشياً عليّ
وغادرت الأريكة
وأنتفض صوتي صامتاً
لكن لن ابوح , لن ابوح
من ينظر الي ... ينادي كان هناك !!
الجو هنا حار وخانق ، حتى إنني لا أكاد أتنفس ، فالمساء قد حل بكامل قسوته ، وعادت القهوة إلى مكانها الطبيعي المؤلم ، فوق ذات العين الملتهبة ، والسيجارة ، آآآآآآآخ من تلك السيجارة التي لا تريد أن تنتهي معلنة سطوتها على آخر أنفاسي..
وسنابل قمحك أيها الهيثم ما زالت منحنية تلبية لرغبة منقار عصفور جائع ، ووحدها الوحدة المجبولة بالصمت ما يجعلني أنفجر ضاحكا من شدة الوجع ،، تخيل !! أضحك من شدة الوجع يا سيدي !!
وماذا بعد ؟!!
هيثم قمر حزين أنت ، هيثم المنفى ، هيثم العين وهيثم الكحل ، هيثم كل الأوجاع والآلام ،،
أراك قمحا نثرت حباته هنا لتنتظر الموسم الأكثر حصادا !!
لم يكن تأخري بالدخول هنا تقصيرا ...
كان عجزا عن خط الحروف وترتيبها أمام ما رأيت من إبداع يا هيثم
قلمك من الأقلام الرائعة والتي تنبض بالأحاسيس الجياشة
ربما لا تليق حروفي بما كتبت ...لكنها محاولة يائسة بأن أقول لك بأن إبداعك لا ينتهي...
رائع أبو أحمد..وأكثر