متى تسقط كرامتك ؟
إذا ارتفع صوتك
على من تعب في تربيتك ...
اقرأها مليون مرة !!
* إمرأة صالحة
عمرها فوق التسعين ..
يقول ابنها :
في يومٍ من الأيام
جاءني قريب لنا
وأمي جالسة عندي
فلما دخل قال ما شاء الله
الوالدة عندك ؟
يعني في البيت
فقلت : لا أنا عندها
" من باب الاكرام لها "
فقالت الوالدة : لا يا بني
عندما كنت صغيراً
كنت عندنا
ولكن لما كبرنا
صرنا نحن عندك
ألم تقرأ قول الله تعالى :
( إما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلاهما )
يقول الابن :
كأني لأول مرة أسمع هذه الآية
كل شيء في الوالدين يضعف
مع تقدم السن ورقّة العظم..
إلا عاطفة الأبوة والأمومة..
فلا تزداد إلا قوة .
فاحذر أن تطفئ هذه العاطفة
ببرودة مشاعرك !!
لا ترهق أبويّك بعصيانهم
فوالله إن دمعة واحدة
تجرى على خد أم
أو لحية شيبة أب متحسرة
كفيلة باغراقكم فى ظلمات الحياة !!
اكثر من قول :
{ ربِّ اغفر لي ولوالديّ }
فإنها تجمع بين ثلاث عبادات:
الدعاء، والبرّ، والاستغفار
بر الوالدين
البر بالوالدين معناه طاعتهما وإظهار الحب والاحترام لهما ، ومساعدتها بكل وسيلة ممكنة بالجهد والمال ، والحديث معهما بكل أدب وتقدير ، والإنصات إليهما عندما يتحدثان ، وعدم التضجر وإظهار الضيق منهما، وبِرُّ الوالدين هو أقصى درجات الإحسان إليهما،وديننا الحنيف قد اكد على هذا الامر سواء في القران الكريم او السنة النبوية الشريفة ، ومن الايات الكريمة التي اكدت على اهمية بر الوالدين قوله تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا )، ومن الاحاديث الشريفة قوله ( صلى الله عليه وسلم)(من أرضى والديه فقد أرضى الله، ومن أسخط والديه فقد أسخط الله )،حتى اصبح بر الوالدين من روائع هذا الدين في تمجيده للبر حتى صار يعرف به ، فحقا إن الإسلام دين البر بالوالدين ولا يوجد هناك ما هو اجمل ولا اعذب من بر الوالدين ، فهو يبعث في النفس راحة وطمأنينة وسعادة ، برالوالدين من أحب الأعمال إلى الله ،فرضا الله فى رضا الوالدين وهما أحق الناس بالمعاملة الحسنة ، وقد فضل الاسلام بر الوالدين على الجهاد كما جاء في الحديث الشريف ،كما ان بر الوالدين يُطيل العمر ويوسع الرزق ، فمن بر والديه فقد قرب نفسه من الجنه، و بر الوالدين يجعل لك بابين مفتوحين من الجنه، كما ان الاسلام قد جعل البر بالوالدين فرض عين وليس فرض كفاية ، فلا يجوز ان تقول لنفسك ان اخي قد قام بالواجب تجاههما فلا حاجة اذا لهما بي ، فيجب علينا ان نكون دائمي التبسم في وجههما ، واستعمال أعذب الكلمات وأجملها عند الحديث معهما، والتواضع عند الحديث معهما ، وعدم ازدراءهما في اي موضع كان. فهذا اقل واجب تجاه والدينا فالام التي حملت وسهرت الليالي وعانت الامرين في سبيل تربية ابناءها والاب الذي يمثل الأصل والابن هو الفرع، الذي أمضى حياته وشبابه وأفنى عمره بكد واجتهاد للحفاظ على أسرته وتأمين الحياة الهانئة لأولاده، فتعب وخاطر واقتحم المشقات والصعاب في هذا السبيل، وفي ذلك يقول الإمام زين العابدين ?: "وأمَّا حق أبيك فتعلم أنَّه أصلك وإنَّك فرعه، وإنَّك لولاه لم تكن، فمهما رأيت في نفسك مِمَّا يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه، واحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله".
ومما يدمي القلب هو ما نراه او نسمع به من عقوق للوالدي، وقد حذر ديننا الحنيف من عقوق الوالدين وأوجب طاعتهما وبرهما ومن هذه الصور التي تدمع العين ، قيام الابناءبإبكاء الوالدين وتحزينهما بالقول والفعل ، او نهرهما وزجرهما ، ورفع الصوت عليهما والتأفف من أوامرهما،او العبوس وتقطيب الجبين أمامهما، او ذم الوالدين أمام الناس وتشويه سمعتهما، وقد يصل العقوق بالابناء الى درجة ايداعهم دار العجزة ، او حتى تمني موتهما ، فمثل هؤلاء الابناء قد خالفوا اوامر الله - سبحانه وتعالى - واحاديث نبيه - صلى الله عليه وسلم - ، فهم سيكونون في شقاء في الدنيا حتى لو ظهر عليهم علامات السعادة وعقابهم في الاخرة شديد . لذلك يجب ان نفهم ان سعادة الفرد تكون في ارضاء ربه ورسوله ومن اعظم هذه اعظم الاعمال لكسب هذا الرضى هو بر الوالدين ، ليس فقط في حياتهما بل حتى بعد موتهما ، بالدعاء لهما بالرحمة والمغفرة .
لا اعلم خلفيات الموضوع، ولكن أشد ما أمقته في هذه الحياة عقوق الوالدين ورؤية شخص يعق والديه.
اذكر انه اثناء الجامعة، دكتور أمريكي قال انه عندما زار منطقتنا لم يلفت نظره الا بر الوالدين واحترام الصغير للكبير حتى وان لم يكن يعرفه.
ارجو ان تظل هذه الخصلة الطيبة فينا الى يوم الدين.