الحياة مسرح كبير - الحياة مسرح كبير - الحياة مسرح كبير - الحياة مسرح كبير - الحياة مسرح كبير
يقال ان الحياة مسرح كبير، ولكن السؤال، هل نحن متفرجون ام ممثلون؟ هل نحن على خشبة هذا المسرح نعيش احداث المسرحية ام اننا نتابعها من مقاعدنا؟
سأترك الاجابة لكم
ما اعرفه ان لكل مسرحية بطل، هل شاهد احدكم يوما المسرحية الفردية (one man show)، انها مسرحية يؤديها ممثل واحد، احيانا يتقمص اكثر من شخصية، فيحاور نفسه، وعلى هذا الممثل ان يكون على قدر كبير من المهارة وان يمتلك موهبة كبيرة، وبغير ذلك لن يكون مقنعا
هناك ايضا مسرحيات طويلة، تمتد لسنوات، الى درجة ان الممثل يصاب بحالة من الفصام، فتتداخل شخصيته المسرحية مع شخصيته الحقيقية، فلا يعرف من هو في نهاية المطاف
بعض المسرحيات تنتهي نهاية حزينة، ولا اقصد هنا سيناريو المسرحية، بل اقصد ان الجمهور يكتشف ان هذا الممثل لم يعد صادقا في ادائه، فيبتعدون عنه، يخاف، يرتعد، فقد تعود على حرارة اضواء الشهرة، ويرعبه ظلام النسيان
يرى امامه نارا اوقدها احد الاغبياء، بامكانه ان يطفئها، ولكن الفكرة الشيطانية تقفز فورا الى رأسه، لم لا؟ انها فرصة اتت من السماء، او من الارض، لا فرق، المهم انها فرصة
يسكب وقودا على النار، فتنتشر في كل مكان، تحرق كل شيئ، حتى المتفرجون، تصيبهم السنة اللهب، ولكنهم تعودوا على التصفيق للمشاهد المثيرة، فيعلوا صفيرهم، ويعلوا هتافهم، ولكنهم لا يدركون ان هذه النار ستحرق مسرحهم، بستائره وخشبته ومقاعده، وستحرقهم، من اجل ماذا؟ من اجل ان يبتسم ذلك الممثل ويعلن النصر على نار العدو
إذا ما صدق ظني فيما رميت له .. فأتفق معك جملة و تفصيلا ...
بالتأكيد أننا جمهور لهذه المسرحية .. و أحياناً تغلبنا العاطفة .. فترانا نتحمّس لهذا الممثل أكثر من المعقول .. فنبدأ بالتصفيق بلا إدراك .. لنجد أنفسنا بعد نهاية المسرحية .. أننا كنا نضحك على أنفسنا لا على أدائه ...
الطامة الكبرى يا صديقي .. أن هذا الممثل قد وجد من يصنع له شهرته بمساعدة الحظ في أغلب الأحيان .. إلاّ أن الممثلون غالباً ما تكون نهاياتهم في العدم .. فبعد أن يدرك الآخرون عدم مقدرته على صنع الإبتسامة من جديد .. سيهملونه .. فيبدأ تائهاً في نهايته .. كونه تعوّد على التصفيق و التهليل ...
ادمان حب سماع المديح هو السبب الرئيسي لهذا المرض العضال ...
قال تعالى : : "لا تحسين الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب اليم "
نحن لسنا سوى متفرجين بل نحن على خشبة المسرح و في صلب المسرحية و نؤدي الدور الاكبر ونحن لا نعلم وعلينا ان نتوقع اي شئ من اي شخص في زمن هيمنة المصالح الشخصية وحب السلطة و المال.
نعم الحياة مسرح كبير اخي محمد .....كل واحد فينا له دوره فيه (المسرح)ولا تنسى بان هناك مخرج للمسرحية , ومخرج منفذ , ومساعد مخرج , وكاتب سيناريو , وشركة انتاج ومدير تصوير (لرؤية المسرحية) ومهندس صوت (لسماع الاصوات)!!!!! ....لا يمكن ان يخرج اي عمل مسرحي للمشاهد بدون هذا الطاقم ....المشكلة بان الممثل ممثل دوره لا يخرج عن تقمص شخصية ما فمنهم من يلعب الشخص اللطيف ومنهم من يلعب شخصية الشيطان وبكلتا الحالتين ليس لنا الا اخذ الظاهر لان بواطن الامور لا يعرفها الا خالق النفوس ولا يمكن لاحد مهما بلغت قوة ذكاءه بمعرفة ما تخبأه نفس بشرية (تمثل امامه)