و الصلاة و السلام على أشرف الخلق و المرسلين ،، سيدنا و حبيبنا و قائدنا و قدوتنا محمد علي أفضل الصلاة و أتم التسليم ..
في هذا الموضوع سنتحدث في ثلاثة جوانب مهمة ،، المرونة التكتيكية و ربطها بواقع الكرة الخضراء ،، اللاعب الاوحد بالفريق و مسألة النضوج التكتيكي ،، إيجاد التوازن بين البطولات و المنافسات و دكة البدلاء و كيفية بناءها ..
المرونة ..
كل مدرب يعرف قدرات لاعبين و امكاناتهم عليه ان يعتمد أسلوب لعب أول PLAN ONE كخطة أساسية يبني عليها كل خططه ،، مستمدا ذلك من معرفته التامة بما يملكه لاعبيه ،، هذه الخطة لا بد من تغييرها وفق احتياجات المباراة و ظروفها ،، فمثلا انت تقابل خصما بمستوى متقارب من فريقك ،، عليك بالبداية ان تغلق مناطقك و تقوم بالبناء الهجومي التدريجي و تحاول ان تراعي نقاط قوة هذا الخصم و تجاريه ،، أمام عندما تباري فريقا أقل منك مستوى و خيارك هو الفوز و لا بديل عن ذلك لا بد منك ان تبدأ بأسلوب هجومي نوعا ما و ان تغلب عناصرك الهجومية على الدفاعية ..
في هذه النقطة أريد أن أربط ما ذكرته سابقا بواقع الكرة الوحداتية ،، فماذا بالنسبة للمرونة التكتيكية لدينا و هل فعلا نملك المرونة التكتيكية ؟؟ الجواب بلا شك لا ،، لماذا !! أحترم فلسفة الكابتن عدنان حمد التدريبية فهو مدرب لا يحب المغامرات و التغيير الكبير ،، دائما ما يراعي الانضباط و محاولة المحافظة على التوليفة دون إجراء تغيير جذري ،، تماما .. لكن أليس من المجحف يا كابتن عدنان ان تلاقي الوحدة الاماراتي بطريقة 4\2\3\1 و بنفس الوقت تلعب بنفس الطريقة و الاسلوب أمام فرق الدوري بالوقت الذي نحتاج فيه إلى من يقدم الدعامة الهجومية !
لا أختلف مع الكابتن عدنان بأن طريقة 4\2\3\1 هي طريقة عصرية متوازنة تقدم الزخم و الزاد البشري في خط الوسط و تمنح الافضلية للفرق التي تريد ان تبدأ هجماتك من العمق و ان تدافع بشكل جيد في مرتدات الخصم ،، لكن انت بالمقابل و كما ذكرت فإنك تخسر لاعب بالجانب الهجومي و هو ما نعاني منه منذ فترة طويلة .. اللاعب الذي يزيد للأمام .. اللاعب الذي يتقدم من الخلف و يصنع الفارق و يخفف الضغط عن المهاجمين ..
أصبح مصطلح التكتل الدفاعي يذكر كثيرا عندما يكون الوحدات طرفا بالمباراة ،، و الجانب الهجومي مغيب في كثير من الاوقات و لا شك أن سبب عدم نجاعة توريس و حسن و اي قلب هجوم هو عدم القدرة على امتلاك الكرة و أغلب الكرات مصيرها القطع و عدم الوصول ..
إذا ما الحلول المقترحة للتخلص من هذه المشكلة .. !!!
لا أريد الرجوع للوراء كثيرا والتكلم تحديدا عن المنظومة الهجومية الصاخبة ( حسن ، عامر ، رأفت ، شلباية ، السباح ، عوض ) و الادوار التي كان يقوم بها هؤلاء اللاعبين .. من عرضيات عامر المتقنة من الميمنة و كرات و تسديدات رأفت السحرية و انطلاقاته و تمريراته الخادعة من الميسرة ،، و لا تحركات شلباية الدؤوبة و اهدافه المتنوعة ,, و لا دور حسن عبد الفتاح كمهاجم وهمي و غيرهم من ذلك الجيل .. و لكن حديثي ينصب على الواقع .. في تكتيك كرة القدم هناك ما يسمى .. بمرونة اللاعب .. و مرونة التشكيلة ..
• مرونة التشكيلة : في بعض المباريات كنا بحاجة لاعب إضاقي يعطي الزخم بالمناطق الامامية حتى لو قابل ذلك الاستغناء عن لاعب ارتكاز ،، فمثلا سيناريو التأخر بهدف و انت ما زلت في بداية الشوط الثاني و بحاجة لتحقيق الفوز و تلعب بطريقة 4\2\3\1 .. المنطق يقول عليك الاستغناء عن احد لاعبي الارتكاز و اشراك مهاجم .. و تتحول الى طريقة 4\4\2 بحيث يكون لديك مهاجمين داخل الصندوق يخفف كل منهما العبء و الضغط عن الاخر و يتبادلان المراكز كما ( شلباية و عوض ) هذه التحركات من شأنها ان تخلخل اي دفاع .. أفكار لا تحتاج الى الكثير من " التخبيص " بالتشكيلة و سيكون اثرها ايجابي على الفريق لا سلبيا .. فثنائية حسن و توريس او توريس و بهاء او احمد ماهر و توريس و من خلفهم حسن او اي حلول اخرى قد تكون مساهمة الى حد كبير من مشاكل العقم الهجومي و التكتلات الدفاعية من قبل الخصم ..
• مرونة اللاعب : و هي قدرة اللاعب على إشغال اكثر من مركز ،، لعل أكبر مثال على ذلك اللاعب محمد مصطفى كيف اسطاع حمد توظيفه في مركز ليس جديد عليه و هو المحور الدفاعي بعد ان كان قلب دفاع ،، أيضا بالنسبة لادهم القريشي اللاعب هو بالاصل جناح ايمن و كيف تم توظيفه كظهير ايمن ،، و احمد ماهر الذي تناقل بين مركز الهجوم الصريح و الجناح الايسر و بنفس الصفة لبهاء فيصل .. هناك تجارب أخرى لم يستخدمها حمد برأيي كإشراك احمد هشام مكان حسن عبد الفتاح و برأيي المتواضع بأن احمد هشام يملك كل المقومات التي تجعله يبدع في هذا المركز لما يملكه من قدم قوية و دقة تمرير و القدرة على اكتساب الاخطاء .. ايضا انتيتش و مركز الظهير الايسر ..
ربما مصطلح النجم الاوحد سلاح ذو حدين للمدربين ،، و هو امتلاكك لاعب واحد بالفريق يكون جل الاعتماد عليه و الجماهير تعول عليه الكثير و حتى زملاؤه اللاعبين يفضلون دائما ان تبدأ الهجمات من تحت قدميه ،، بالمقابل فإن فرض الرقابة او احكام السيطرة و الرقابة او غياب اللاعب سيعرض الفريق لحالة عدم توازن تؤثر على الفريق ككل ،، قبيل اعتزال الاسطورة رافت علي و حتى الان باتت الجماهير تتغنى بأسماء لاعبين قد يكون احدهم خليفة البيكاسو ابتداءا بصالح راتب ،، احمد سريوة و انتهاءا بمنذر ابو عمارة و لعل الاخير حمل على عاتقه مسؤولية الفريق هذا الموسم في ظل غياب لاعبين آخرين قادرين على إحداث الفارق ،، فهل نجح منذر في ذلك ؟؟!
منذر في بداية الموسم كان يميل كثيرا لمركز الجناح و لا يتحرك نحو العمق ،، أحس الجهاز الفني بأنه من الضروري ان يقترب منذر للعمق اكثر و ان يقدم الخطورة المطلوبة و الاستفادة من مهارته و ترك العرضيات للاعب الظهير الايمن كما هو معتاد ،، و هو ما حدث و كان أثره ايجابي على الفريق ،، لكن في كرة القدم اللاعب المهاري أحيانا تطغى عليه الصبغة الفردية على حساب اللعب الجماعي و الاعتماد على المهارات الفردية و التسديدات المبالغ بها و تصبح التمريرات امر ثانوي لدى اللاعب ،، و هو ما كان ينقص منذر حتى نحس بوجود رأفت علي اللاعب المهاري الجماعي الذي و على الرغم من انه ايضا كان لاعبا مهاريا فرديا الا انه جمع النوعين من المهارة فكان يقدم التمريرات البينية المباغتة و التسديدات غير المتوقعة بنفس الوقت مما يشكا عملية ارباك لخط دفاع الخصم بأكمله ..
من هنا فإن النضوج التكتيكي للاعبينا الشباب امر بغاية الاهمية و الهحوم عليهم و النقد السلبي بحقهم لن يحل مشكلة خصوصا بهاء فيصل الذي اعتبره احد نجوم الفريق و المهاجمين القادمين بقوة .. اللاعب الشاب بشكل عام يريد اثبات ذاته بأي شكل من الاشكال و لا شك ان ما ينقص لاعبينا هو الثقة و الدعم النفسي و الشحن الايجابي و التوجيه السليم و ان اللعب الجماعي هو المطلب الاساسي دون اغفال المهارة الفردية و لكن بعقلانية اكبر ..
-------------------------------------------------
تعدد المشاركات و دكة البدلاء ..
امر بديهي ان يعرف كل مدرب ما هو الهدف الذي يصبوا له كل فريق ،، مع قدوم مدرب كبير كـ عدنان حمد و بتجربة ثالثة بالملاعب الاردنية عمد بداية الى دراسة وضع الفريق و البطولات التي سيخوضها و التحديات و ضغط المباريات الكبير و الشعبية الجارفة للفريق ناهيك عن توقفات المنافسات و الاصابات و الايقافات التي تلحق بالفريق مستقبلا ،، 21 لاعب شاركوا حتى الان بمختلف المنافسات و لا شك و نحن ندخل في منعطف مصيري أن اللاعبين قد استنفذوا بدنيا و ها نحن ما زلنا نعاني من غيابات قسرية للاصابة كعبد الله ذيب الركيزة الاساسية الذي غاب عن مباريات حاسمة في اغلب اوقات الموسم و كذلك بالنسبة لمحمد مصطفى الورقة المهمة و لا ننسى بعض الغيابات التي استمرت و هو امر طبيعي في كرة القدم ..
الجنرال حاول قدر الامكان ان يراعي هذه الغيابات و العوامل البدنية للاعبين لكن تكررت المشكلة التي عانى منها خلال تدريبه للفيصلي قبل 10 مواسم تقريبا ،، ففي تلك الايام لم يستطع الكابتن عدنان ان يوازي بين المنافسات المحلية و الخارجية و كان النتاج التركيز خارجيا الامر الذي ادى الى غياب الالقاب محليا .. و هذا ما نعاني منه حاليا ليس بدنيا فحسب و لكن نفسيا و ذهنيا مع قلة الموارد البشرية و عدم استغلال الميركاتو بالشكل المناسب .. فكانت الاسماء الموجودة التي نملكها متوفرة كما و ليس نوعا ..
دكة البدلاء عانت من غياب لاعب الوسط المؤثر القادر على احداث الفارق بعد غياب احمد الياس ،، ايضا عدم وجود المهاجم صاحب الافضلية بانهاء الهجمات مع عدم تواجد توريس ،، ما ميز دكة البدلاء هذا الموسم هو تواجد الحارس الرائع تامر صالح و الذي كان خير بديل لعامر شفيع و الذي غاب للايقاف و الاصابة ..
دكة البدلاء الوحداتية بالوقت الحالي ينقصها بالدرجة الاولى لاعب وسط بنزعة هجومية قادر على احياء خط الوسط في الشوط الثاني حيث الانحدار البدني و تحديدا عند نزول مستوى حسن و منذر و الياس .. مهاجم وهمي ثاني يستطيع ان يتلاعب و يتمركز داخل منطقة الجزاء مهما كانت النتيجة ..
مشكلة الوحدات في البدلاء فالاستغناء عن سمير رجا وبعد ذلك صالح راتب وبعد ذلك الحج مالك وعدم وجود بديل للدميري. كل ذلك سبب إرهاق للاعبين وفي ظل إصابات بعض الاعبين
وهذا الأمر يتحمله الجهاز الفني الذي لم يأخذ الإرهاق والمشاركة على أكثر من جبهة.