عندما تَطَلقت أمي - عندما تَطَلقت أمي - عندما تَطَلقت أمي - عندما تَطَلقت أمي - عندما تَطَلقت أمي
عندما تَطَلقت أمي …… نص للشاعر/ محمد زياد الترك
عندما تَطَلقت أمي وراحت في حال سبيلها ، أجبرنا والدي على عدم زيارتها ، وكانت الأيام كفيلة بأن أنساها
وأعتاد على زوجة أب سيئة..
أخي الذي كان يغيب عن المنزل لليلةٍ
أو اثنتين .. لم يأبه حين يعود
للعقاب الذي ينتظره ، ومع الكثير من الركل والصفع كان يتظاهر أنه فاقد للوعي ، فينفذ من الاعتراف عن مكان غيابه ؛
كنت صديق أخي الوحيد
مع ذلك لم يخبرني أيضاً
أين كان يقضي الأيام التي يغيبها
ربما لأني كنت جباناً
وأخاف من ظلي ..
يوماً أتذكر أنه دام على غيابه أكثر من ثلاث أيام
وكان والدي يشتاط غضباً
ولكثرة ما أغدقت زوجته برأسه
أراد أن يسبب له موتاً مؤقتاً
ما هي إلا ساعة واحدة
كان ممدداً على أرضية الغرفه غارقاً بدمائه
عندها أدركت أن الوحدة كفيلة أيضاً
بجعلي أنساه هو الآخر..
في ليلةٍ باردة
وجدت تحت وسادته
رسالة خائفة قال فيها:
” واصل زيارة أمنا فهي عمياء
ولن تفرق صوتنا
واصل رعايتها تحت التعذيب
ولا تشعرها أن أحدنا قد رحل ” .