يا نفس دنياكٍ تُخفى كل مبكية
وإن بدا لكِ منها حُسنُ مُبتســـــــــــم
صلاحُ أمرِك للأخلاق مرِجعُه
فقوم النفسَ بالأخلاقِ تستقِــــــــــــــمِ
والنفسُ من خيرِها فى خير عافيةٍ
والنفس من شرّها فى مَرْتع وخــــم
تطغى إذا مُكنتْ من لذة وهوًى
طَغى الجِيادِ إذا عضت على الشُكم
إذا جَل ذنبى عن الغفران لي أملٌ
فى اللهِ يجعلني فى خير معتصـــــم
ألقى رجائي إذا عز المُجيرُ على
مفرج الكرْب فى الداريْن والغُمَـــم
إذا خفضت جَناحَ الذل أسألٌهٌ
عزِ الشفاعِة لم أسألْ سوى أمَــــم
وإن تقدم ذوى تقوى بصالحةٍ
قدّمتُ بين يديه عَبرةَ النـــــــــــــدَم
لزِمتُ باب أمير الأنبياء ومن
يُمْسِكْ بمِفتاحِ باب الله يغتنـــــــــــــمِ
محمد صفوة الباري ورحمتُه
وبغُيَة الله من خلْقٍ ومن نَسَـــــــــم
اللهم صل وسلم وبارك على محمد وآل محمد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محمد سيد الكونين والثقليـ ـن والفريقين من عرب ومن عجمِ
نبينا الآمرُ الناهي فلا أحدٌ أبر في قولِ لا منه ولا نعم
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبلٍ غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ غرفاً من البحر أو رشفاً من الديمِ
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم أو من شكلة الحكم
فهوالذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النسم
منزهٌ عن شريكٍ في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعثه النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف وانسب إلى قدره ماشئت من عظم
فإن فضل رسول الله ليس له حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفم