"حكمة ما يجري في مصر" - "حكمة ما يجري في مصر" - "حكمة ما يجري في مصر" - "حكمة ما يجري في مصر" - "حكمة ما يجري في مصر"
السبيل|
كم فرحنا لمصر أن تخلصت من طاغية عميل مختلس عدو للعرب والإسلام والمسلمين! وكم فرحنا لها إذ اختارت الإسلام، على ظل العميل وتابعه ورئيس وزرائه وذخره المدعو أحمد شفيق وهو أكذب الكاذبين إذ حاول التنصل من وقعة الجمل التي تلبس بها هو وبلطجية نظامه، وحاول إلصاقها بأهل غزة وبحماس، معتقداً أن الناس بلا عقل.
كم فرحنا للتجربة الديموقراطية في مصر، وكيف جرت انتخابات نزيهة شفافة حقيقية لأول مرة ربما في تاريخ مصر، أو منذ ستين سنة على الأقل! وكم فرحنا لسلاسة انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين! وكم فرحنا لأن مصر أم العرب والدنيا، عادت لتقوم بواجبها في الريادة والقيادة بعد تهميش وتطنيش وتطفيش للكفاءات!
ولكن، وفي ليلة ليلاء تم التآمر على كل هذا الإنجاز وكل هذه المكتسبات، وإذ بعش الدبابير العجزة عن الخير، وإذ بهم مؤثرون فعالون في الشر بالسر! وإذ بالثالوث المكون من حمدين المرتبط بإيران (المرتبطة بدورها بأمريكا و»إسرائيل» في محاربة مرسي وسوريا والإسلام!) وعمرو موسى الذي اجتمع في رام الله بليفني وفي نابلس برامي ليفي، وثالثهم أبو بردعة! مدمر العراق والمؤمن بـ»الهولوكوست»، والمستغرب المتعجب كيف يثق بكتّاب الدستور المصري وهم لا يؤمنون بأركان الإيمان التي يؤمن بها البرادعي، وأهمها الإيمان بـ»الهولوكوست»!
أقول في ليلة سوداء ظلماء ليلاء تم التآمر الآثم على الثورة والذي تديره أمريكا و«إسرائيل». وهذا غير مخفي ولا منكر من قبل «إسرائيل»، فمدير مخابرات إسرائيلي سابق يقول جواباً لسؤال سأله له صحفي عبري عن فوز المسلمين، فضحك المدير وقال: إن أمامهم عقبات لا قبل لهم بها، وسيفاجؤون بما لا يتوقعون!
وإذ بأبواب الشر كلها تفتح على مصر، والدول التي كانت تابعة بلا عقل لمبارك الذي هو بلا ذكاء ولا خلق ولا عقل، إذ بها تفتح خزائنها لتمويل التآمر على مصر؛ لتحطيم هذا الأمل الذي أوشك على الازدهار والإثمار!
فقام الذين وصفهم مرسي بحق بأصحاب الصوت العالي، وصدق في وصفه، وإنما علا صوتهم لأن أمثال الـ»بي بي سي» لا تنفك تجري المقابلات معهم بلا توقف وغيرها مثلها.
أقول: قام هؤلاء بتحريك الحزب الوطني المباركي الخؤون وفلوله وبلطجيته وموظفي رجال الأعمال الذين أنشأهم عهد مبارك، وكل من جندتهم الأجهزة والفاسدين والمفسدين، وفريق من الحاقدين والعلمانيين والمغرر بهم أخيراً قاموا يحاولون تدمير مصر وإفساد التجربة، بزعم أن الدستور مخز، كما وصف المخزي البرادعي! علماً أن الدستور هو أحسن دستور عربي بإطلاق! وحتى لو لم يكن فهو ليس قرآناً لا يمس، بل يغير! أليس مبارك قد عطل الدستور عملياً فما سمعنا من تكلم! إنما قاموا ينبحون الآن على الدستور ويرفضون الاحتكام إلى الشعب ورأيه، ويريدون قطع الطريق ويتذرعون بأنه كيف نقبل دستوراً انسحبت منه الكنيسة وبعض الشخصيات؟ وهذه حجة عليكم لا لكم؛ فالكنيسة إذاً ممثلة حاضرة كانت، ولكن أي قوة حركت هؤلاء جميعاً لينسحبوا في توقيت مريب مشبوه واحد؟!
أقول كم حزنا للشهداء والجرحى والعنف والحرق والتدمير والتخريب! ولكن إن للمسألة وجهاً آخر، وهذا ما نحاول مطالعته في هذه العجالة. إن ما يبدو شراً ومؤلماً ومحزناً ومبلبلاً ومربكاً ومنذراً ومثيراً للإحباط في ظاهر الأمر، وشراً كذلك ومكروهاً فيما نرى ونحكم، عسى أن يكون في ما وراء الظاهر على نقيض هذا الظاهر كما قال مولانا: (لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم)، وكما قال أيضاً: (وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم)، فهل في هذا الشر من خير؟ وما هو وكيف نراه؟
فأولاً: هذا التقارب بين التيارات الإسلامية، ومن أسف وجود التباعد بين القوى الإسلامية، مع أنه من الطبيعي وجود التباين في الاجتهاد وفي وجهات النظر. لقد أدركت هذه القوى أن الأمر ليس متعلقاً بفصائل أو أحزاب أو تجمعات أو تنظيمات، وإنما متعلق برفض الإسلام جملة، وأن الإسلام هو المستهدف، وأي فهم غير هذا خداع للذات! هذا الوعي أوحى بالتقارب وأزال الفوارق وجسّر الفجوة وردم الهوة، وجعل الكل يستعلي على الذات والخصوصيات ليلتقي الجميع على الجوامع والكليات وأمهات المسائل؛ لدرء الأخطار المحدقات بكل الجماعات! وقد استغرب كاتب في صحفنا هذا اللقاء بين السلفيين والإخوان. والغريب ألا يلتقوا لكن بعضنا يتمنى ألا يلتقوا، هذا لعله من أهم فوائد هذا الذي يجري، ومن حكم ما يحدث، ومن الخير المستكن في قلب الشر، وإن خطراً وحد الجهود لهو خطر محمود!
وثانياً: هذا الانكشاف المخزي للعلمانيين، لقد تبين أن جلهم حتى لا أقول كلهم مرتبط بالخارج مستقو به متحزم بحزامه، وكلنا يذكر تحريض البرادعي الغرب على بلده ونظامه، أو ذاك الذي استنجد بـ»إسرائيل» لتخلص مصر من مرسي ومن الإخوان.
بات الأمر أوضح من أن يجادل فيه، ولن نكرر ارتباطات عمرو موسى ولا جماعته، ولكن هذا الجيش من الإعلاميين الذين يتطاولون على الرئيس ورئيس وزرائه، بأسلوب مسف خال من أدنى تهذيب أو ذوق معتمد لمنهج الأكاذيب، هذا الجيش من الإعلاميين يعمل كفرقة يوحي عملها بأن «مايسترو» يديرها.
وتجلى هذا الارتباط في الدفاع المستميت من محطة يُزعم مصداقيتها وموضوعيتها وحياديتها كـ»بي بي سي»، وإذ بها لا تُحتمل من شدة الانحياز إلى ما يسمى المعارضة، وما هم معارضة. ولقد سمعت على أيام متتالية سعد الدين إبراهيم تسأله هذه المحطة ومعروف رأيه بالطبع.
إن الفكر التابع غير النابع من الأمة يظل تابعاً، والذيل لن يكون رأساً، والعلمانية نحن فيها تلاميذ للغرب تابعون فمتى نصبح فيها أساتذة ورؤساء؟
العلمانية التركية هي أسوة العلمانيين العرب وجل الزعماء العرب أعلنوا أن مثلهم الأعلى مصطفى كمال أتاتورك، وهو يهودي سكير مدمن منحل عميل تابع للغرب والصهيونية دمر تركيا. هذا أسوة الزعماء العرب من السادات وغير السادات، حتى رئيس باكستان «برويز غير المشرف» أعلن الإعلان ذاته، وكأنه مطلوب منهم هذا الإعلان ليعلنوا على الملأ تبعيتهم للصهيونية، وعميلها أتاتورك.
وكاتبة عندنا تقول «العلمانية هي الحل» في مقال صحيفة كبيرة محلية. ولقد جربنا العلمانية سبعين سنة هي عمر ما يسمى الاستقلالات العربية فما كنا إلا تبعاً للاستعمار كما كنا زمنه! فكيف تكون هي الحل؟
وثالثاً: إن ارتفاع ثمن الشيء يجعلك أكثر محافظة عليه، وكان يخشى أن الثمن السهل –نسبياً- الذي دفعه الشعب في إسقاط الطاغية ربما يجعلهم هذا يعتقدون أن الأمر بسيط يسير وهو ليس كذلك، بل الأمر صعب وخطير، والصراع مع الباطل قاس ومرير! فالله قد جعل في كل قرية أكابر المجرمين، وجعل فيها المتآمرين والماكرين والمتأمركين والعتاة والمنتفعين والفاسدين المفسدين وهؤلاء جميعاً ومجتمعين لا يستسلمون بالسهل والهين، فالأمر بالنسبة لهم حياة أو موت، وهل يسلمون ببساطة ببطلان فكر ومذاهب درجوا عليه وعليها عشرات السنين، وفنيت فيه أعمار بعضهم، وضعفت أبصارهم من كثرة ما طالعوا في مثل هذه الكتب.
باختصار ما جاء غالياً يظل غالياً ولا يتنازل عنه بالسهولة، ومن يخطب الاستقلال لم يغله ما يقدم من الضحايا وخيرة الرجال! الحرية أغلى ما في الدنيا فتقدم المهج لتحصيلها.
هذا بالنسبة إلى القابضين على الجمر والمستمسكين بحبل الله ومنهجه ودينه، وبالنسبة إلى أولئك المستفيدين فهم متشبثون بمصالحهم ومكتسباتهم وعوائدهم وعاداتهم والانخلاع منها كنزع الروح وقلع الأظافر، وحكم على أنفسهم –كما يرون- بالإعدام.
من هنا يحتدم الصراع، وكان الأولى أن يكون الولاء لله أولاً، ثم للوطن ثانياً لا للذات ولا للمصالح!
على كل حال إن التدافع سنة الوجود، ولن تجد لسنة الله تبديلاً، ولا رادّ لما أراد الله.
ورابعاً: أن ندرك الفرق بين الأماني والواقع العملي، وبين الوهم والحقيقة، والسراب والماء الزلال العذب الصالح للشراب، وبين الاستقلالات الخداعات والاستقلال ذي الاستقرار الضارب الجذور في أعماق الأرض إلى الصخر. وأن تأسيس البنيان على شرف جرف هار مؤذن بانهيار. من هنا كانت الهزائم تلاحقنا في حروبنا مع عدو أوهى من بيت العنكبوت. لأننا لم نكن جادين ولا صادقين، بل كنا هازلين وكنا نعمل ضمن المخطط الذي صاغه العدو، وإلا فكيف استطاع مئات من الهواة غير المحترفين أن يقفوا لدولة تطورت عن سنة 48 وسنة 67 مئة ضعف على الأقل؟ كنا نعيش الوهم وكانت الحرية في الأذهان مفهوماً فجاً طفولياً لم تلفحه الحرارة فكان كالطوب النيء، يكفي المطر لهدم البنيان دون زلازل. أما الطوب الذي لفحته النار وصلبته فلا ينهار بإذن الله.
ستولد الدولة الحرة المستقلة بعد هذه المعاناة، وما أصدق كلمة قالها مالك بن نبي المفكر الجزائري: إن أسوأ مراحل الاستعمار (كما عايشناها على الأقل) هي مرحلة ما بعد الاستعمار (أو ما يسمى مرحلة الاستقلال). (العبارة بالمعنى) ولعل عبارته كانت: ما بعد الاستقلال أسوأ مراحل الاستعمار!
وخامساً: أن ندرك مقدار هيمنة «إسرائيل» وأمريكا على دولنا ظاهراً وباطناً سياسة واقتصاداً وإعلاماً وإدارة وموازنة وقرارات.
وهما اللتان قطعاً تلعبان الآن هذه اللعبة القذرة في تمزيق نسيج مصر والعبث بمكوناتها وحرمانها، أو محاولة حرمانها من الديموقراطية التي يدين بها الغرب ولا يريدها لنا، بل يريد أن تظل ترسف في الدكتاتوريات إلى قيام الساعة.
وسادساً: خطورة سلاح الإشاعة، فالعدو أستاذ في هذا الفن يوظفه أكفأ توظيف، ويستغله أبشع استغلال، وجمهورنا من أسف وعيه قليل في مسألة الإشاعة.
وإدراكاً لخطرها فقد كتبت في مطلع السبعينيات كتاباً عن الإشاعة؛ لأنبه على شديد خطرها وفاتك أثرها.
وأهم من هذا الإشارة إلى ما نبهنا عليه القرآن إذ قال: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، وقوله في سورة النساء: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به..)، وقوله في سورة النور عن حديث الإفك: (إذ تلقونه بألسنتكم..).
وبعد، فإن الدروس التي نستفيدها ونتعلمها من هذه الأحداث المؤلمة أكثر من أن تحصر أو تحصى، مع الألم في البدايات. أما رأيت كيف قص الله علينا قصة موسى والعبد الصالح في سورة الكهف، لنتعلم هذا الدرس أنه كم من ظاهر مؤلم في أعماقه ودواخله باطن مفرح وكم من ظاهر خشن في داخله جواهر نفيسة، فلما علم موسى الكليم الكريم ما في بواطن الأشياء سكنت ثائرته، وهدأت نفسه وقر عيناً.
ومن الدروس التي نتعلمها درس الوحدة الوطنية، وكم عبث المخلوع وجماعته وأضرابهم بهذا النسيج حتى تهلهل وأصبح المجتمع قاسياً على بعضه كحجارة الطاحون، وكم نحتاج من مجهود لإعادة اللحمة إلى المطلوب.
ومن الدروس أن العيون التي اعتادت الظلام صعب جداً أن تخرج إلى النور، وأن تنظر في عين الشمس أقصد مجموعة الفلول وبلطجية النظام. أما رأيت إلى بني إسرائيل وكيف لم يتعافوا إلى الآن من حكم فرعون، فظلت الذلة مضروبة عليهم كأنها جزء من تكوينهم وجيناتهم، فما ينفكون عنها ولا تنفك عنهم، والذي تقوس ظهره من الانحناء صعب عليه السير مستقيماً. وعلى الرغم من كل ذلك ستخرج مصر وشعبها وجمهرتها معافاة من الجراثيم التي تركها وراءه مبارك، وستعطيها أيام العلة هذه مناعة للمستقبل، والتضحيات تهون متى استشرفنا الآتيات.
اللهمَّ يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد بعد الرضى، ولك الحمد أبدًا أبدًا..
اللهمَّ صلِّ على النبي محمد، صلاةً ترضيك عنا وترضيه يا رب العالمين، واحشرنا تحت لوائه يوم الدين..
اللهمَّ إنَّ نبيك صلى الله عليه وسلم علَّمنا أن ندعو لأئمتنا وزعمائنا الصالحين، فقال: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ.." قال النووي: يصلُّون أي يدعون..
اللهمَّ إني أخصُّ بهذا الدعاء عبدك مرسي، والذي اخترتَه يا رب، بمنٍّ منك وفضلٍ، ليكون رئيسًا لوطننا مصر، في هذا الوقت الذي تتزلزل فيه البلاد، ويُفتتن فيه الناس، ويبيت فيه الحليم حيرانًا، والمعصوم مَنْ عصمتَه يا رب العالمين..
اللهمَّ إنك تعلم أن صلاحه يقود إلى صلاح الأمة، وهدايته تعود بالنفع على المسلمين..
اللهمَّ نوِّر له بصيرته، واشرح له صدره، ويسِّر له أمره، واهده إلى الرأي الحكيم، والقول السديد، وافتح لكلامه قلوب العالمين، وألقِ حبه في أفئدة الناس، واجعل الحقَّ في قلبه، وعلى لسانه، وبين يديه، وأخلص نيَّته لك، واجعل اعتماده عليك، وثِقَته فيك، ولقِّنه الحجَّة البالغة، وارزقه دقَّة الفهم، وسعة العلم، وحُسْن البيان، واجعله من عبادك الصالحين المصلحين، العالِمين العاملين، الساعين – بتوفيقك – لنصرة دينك وأمتك.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ وفِّقْه إلى تطبيق شرعك، وإعزاز دينك، وإقرار المعروف، وإزاحة المنكر، ويسِّر له نشر الفضيلة، ومحاربة الرذيلة، واجعل القرآنَ العظيم هاديًا له ولشعبه، والسنَّة المطهرة دليلاً له ولأمته، واجعله سببًا في جمع كلمة الأمة، وتوحيد شتات المسلمين.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ أعنْه على رفع الظلم عن المظلومين، وتفريج كرب المكروبين، وتخفيف آلام المستضعفين والمنكوبين، ويسِّر له توفير الأمن والأمان لكل أفراد شعبه، مِن المسلمين وغير المسلمين، وبارك له في قوت بلده، وارفع عن وطنه المحن والبلايا، وضَعْ في قلبه الرحمة على شعبه، وارزقه القرب منهم، والاختلاط بهم، وحبِّبه فيهم، وحبِّبهم فيه.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ اجعله مُعْليًا لشأنِ الجهاد في سبيلك، زارعًا لهذه العقيدة النبيلة في قلوب جيشه وشعبه، معظِّمًا لأمر الشهادة، مدافعًا عن حرمات الدين، منقذًا لأهلنا في فلسطين وسوريا، وسائر بلاد المسلمين، ناشرًا للحقِّ في ربوع الدنيا، رافعًا لرايات التوحيد، موحِّدًا لجيوش الإيمان، معزًّا لهذه الأمة، وناصرًا لها، لا يطلب في ذلك أجرًا إلا منك، ولا يرجو في ذلك أحدًا إلا أنت.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ ارزقه البطانة الصالحة، التي تأمره بالخير، وتحضُّه عليه، وابعد عنه بطانة السوء، التى تأمره بالشرِّ، وتحضُّه عليه، واجمع حوله الأقوياء الأمناء، الأصفياء الأتقياء، ونقِّ صفَّه من المنافقين والمـُدلِّسين، وابعد عنه الأدعياء والمفسدين، وأيِّد كلمته بالمؤمنين، واجعل وزراءه ومستشاريه ممن لا يريدون الدنيا، ولا يحرصون عليها، ولاتجعل أحدًا ممن كان معه وتَرَكَه عينًا عليه، أو طاعنًا فيه، وعوِّضه عمن تَرَكَه مَنْ هو أفضل منه، وأقرب إليك، وأرضى لك، وأنفع للأمة والدين.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ أنزِل على نفسه السَّكِينة، واملأ روحه بالبشر والتفاؤل، واجعله في نصرك من الواثقين، ولفرجك من المنتظرين، وألقِ الطمأنينة في قلبه وقلوب شعبه، وازرع السعادة في نفسه ونفوس أمته.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ زهِّده في الدنيا، واصرفه عنها، ولا تجعله من الطامعين في منصب أو جاه، أو مال أو شهرة، بل اجعله طالبًا لرضاك في كل كلمة، باحثًا عن طاعتك في كل فعل، مُتذكِّرًا للموت دائمًا، مترقِّبًا للحساب أبدًا، أمله في الفوز بالجنة، والنجاة من النار، لا يطلب من عبادك شيئًا، ولا يرجو بسخطك رضاهم أبدًا.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ إنك ترى أن كثيرًا من الأحزاب قد اجتمعوا لحربه، ورغبوا في إفشاله، وتعلم أنهم ما فعلوا ذلك إلا رفضًا للإسلام، وكُرهًا في تطبيق الشريعة، وتعلم أنهم تعاونوا مع المفسدين والمجرمين، والمرتزقة والمأجورين.. اللهمَّ إنك تعلم المفسد من المصلح، وتعلم المتقين من الفجار.. اللهمَّ لا تجعل لاجتماعهم هذا سبيلاً إلى النجاح، ولا طريقًا للفوز، بل انصر عبادك الصالحين، وأعْلِ كلمتي الحقِّ والدين، وانصر عبدك مرسي على المتآمرين والماكرين، واكشف أباطيلهم وزيغهم، وامنع شرورهم ومكائدهم، ومَنْ كان في قلبه منهم مثقال ذرة من خير فرُدَّه إلى دينك وشرعك ردًّا جميلاً، واقلب عداوته للإسلام حبًّا له، واجعل مكان حربه على أولياء الله نصرة لهم، وتأييدًا لصفِّهم.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ إننا رأينا في تاريخنا أنك نصرتَ عبدك "قطز" على جحافل التتار عندما قال: "اللهمَّ انصر عبدك قطز على التتار".. اللهمَّ نصرك الذي وعدت.. انصر عبدك مرسي على المفسدين والمجرمين، في داخل مصر وخارجها، وأيِّده بمددك، وثبِّته بجنودك، فإنَّ لك جنود السموات والأرض.. اللهمَّ إنه يعترف بعبوديته لك، ويُقِرُّ بخضوعه لأمرك، فإني قد رأيتُ ذلك وسمعتُه منه، وأنت أعلم بما في القلوب.. اللهمَّ إنَّه يحفظ كتابك في قلبه، ويسعى لتطبيقه في أرضك، فكن له عونًا ونصيرًا، فإنه لا حول له ولا قوة إلا بك.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهمَّ إني أشهدك أني رأيت كثيرًا كثيرًا من عبادك الصالحين، في مصر وخارجها، ومن المصريين وغيرهم، يدعون له بالتوفيق والسداد، ويرجون له الفلاح والنجاح، فاستجب لدعائي ودعائهم، يا أكرم الأكرمين، ويا رب العالمين.. اللهمَّ كما ألهمتني هذا الدعاء وأنا أطوف حول الكعبة المشرفة، وعلمتني إياه وأنا أسعى بين الصفا والمروة، ورزقتني كتابته وأنا في صحن مسجدك الحرام، أنظر إلى بيتك المعظَّم.. اللهمَّ فتقبَّله بفضلك، وأوصله إلى خيار المسلمين برحمتك، واجعلهم يدعون به أو بمثله أو بأعظم منه، فإنه إذا صلح الراعي صلحت الرعية، وإذا اهتدى الدليلُ وَصَلَ الركب، وإذا أحسن الربَّإنَّ قيادة السفينة نجا، ونجا الناس معه أجمعون.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
وصلِّ اللهمَّ وبارك على النبي محمد، وعلى آله وصحبه وسلِّم تسليمًا كثيرًا..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين..
اتفق مع الكاتب فيما كتب لكن لي ملاحظه واحده :
لا افهم علي اي اساس ربط الكاتب ايران بامريكا واسرائيل .
.لا ادري لماذا يصر بعض الاخوان المسلمون لانهم يخلتفوا دينيا مع الشيعه فيقومو بخلط الوقائع فقط لانهم يكرهوا الشيعه ..يا اخي الفاضل اكره الشيعه كما تريد لكن لا تجعل هذه الكراهيه تؤثر علي فكرك وقرارتك.
لقد تجاهلت الحلف الغير معلن بين قطر واسرائيل وامريكيا والسبب هو دعم قطر للاخوان المسلمون في نواحي دون ان يؤثر هذا الدعم علي اسرائيل ..فنري انه قطر تدعم بعض فئات الثوار في سوريا ولكن تخاذلت عن دعم حماس في مواجهتها مع اسرائيل!
لهل وجود القرضاوي في قطر دور يؤثر علي فكر الاخوان المسلمون ؟
اتفق مع الكاتب فيما كتب لكن لي ملاحظه واحده :
لا افهم علي اي اساس ربط الكاتب ايران بامريكا واسرائيل .
.لا ادري لماذا يصر بعض الاخوان المسلمون لانهم يخلتفوا دينيا مع الشيعه فيقومو بخلط الوقائع فقط لانهم يكرهوا الشيعه ..يا اخي الفاضل اكره الشيعه كما تريد لكن لا تجعل هذه الكراهيه تؤثر علي فكرك وقرارتك.
لقد تجاهلت الحلف الغير معلن بين قطر واسرائيل وامريكيا والسبب هو دعم قطر للاخوان المسلمون في نواحي دون ان يؤثر هذا الدعم علي اسرائيل ..فنري انه قطر تدعم بعض فئات الثوار في سوريا ولكن تخاذلت عن دعم حماس في مواجهتها مع اسرائيل!
لهل وجود القرضاوي في قطر دور يؤثر علي فكر الاخوان المسلمون ؟
لو تابعت مقالات الكاتب وتمعنت بها ولو عرفت أكثر عن كيفية تعامل تنظيمات الإخوان المسلمون مع إيران لأنصفتهم بكلامك
شكرا لك أخي الكريم على مرورك وقرائتك للموضوع..
زغلول النجار:سأقول نعم والرافضون للدستور يضعون أيديهم فى يد الصهاينة
أعلن الدكتور زغلول النجار عن موافقته التامة على دستور مصر الجديد، مؤكدًا أنه سيقول "نعم" للدستور، وأنه أتى من الخارج خصيصًا للمشاركة فى الاستفتاء، داعيًا الجميع إلى الموافقة على أعظم دستور فى تاريخ مصر.
ووصف النجار من يروج للدستور المزور، ومن يدعو إلى النص فى الدستور على "البوذية" بأنه أمر "معيب"، مشددًا على أن الرافضين إما من فلول الحزب الوطنى المنحل أو من يضعون أيديهم فى أيدى أعداء الوطن وفى مقدمتهم الصهاينة.
وأكد فى حواره على فضائية (مصر 25) أن الهدف من رفض الدستور هو إفشال حالة الاستقرار فى مصر، وإفشال تطبيق الشريعة الإسلامية، مصنفًا الرافضين إلى ثلاثة أصناف، إما حاقدين على الرئيس بنجاحه ويعيشون حالة مرضية بسبب رفض الشعب لهم، أو فلول الحزب الوطنى المنحل الخائفين على أموالهم المسروقة من الشعب، وإما أعداء للإسلام ولا يريدون للأمة الرفعة المرهونة بتقدم مصر.
وأضاف النجار: "الدستور الجديد من أفضل دساتير العالم إن لم يكن أفضلها على الإطلاق، وطباعة المعارضين لنسخٍ مزورة ومغلوطة من أكبر الأدلة على أن الدستور رائع للغاية".
وقال النجار: "من ظل فى الجمعية التأسيسية 5 أشهر ثم انسحب هو "خائن للأمة"، مؤكدًا أن العالم كله يتابع الثورة المصرية، لأنها كانت أكثر الثورات سلمية، والتى قامت ضد النظام الاستبدادى الفاشل، لافتًا إلى أن الاستعمار الغربى هدفه القضاء على الإسلام، وهو ما فعله وكون جيلا فى البلدان الإسلامية يرفض تطبيق الإسلام ويحاربه.
وشدد على أنه لا يمكن أن تقام دولة حديثة بدون دستور قوى، مناشدًا المصريين قائلاً "إذا كنتم حريصين على هذا البلد الذهاب إلى الصناديق يوم السبت القادم، والذى يليه، والتصويت لصالح الدستور لأنه بداية الاستقرار فى مصر، ووضع حد لهذا الفوضى التى يمولها الخارج المعادى للإسلام، وينفذه أعداء الوطن فى الداخل".
وناشد دعاة الإسلام إلى النزول للشوارع والنجوع لشرح الدستور والدعوة إلى الاستقرار، لافتًا إلى أن الدستور عمل بشرى ينتابه بعض النواقص، ولكن فى مجمله يؤسس لدولة حديثة متقدمة.
واستطرد النجار: على كل عاقل يريد مصلحة مصر التصويت بـ"نعم" لصالح الدستور لبدء عملية بناء حقيقية، مؤكدًا أن الجمعية التأسيسية بذلت الكثير من المجهود فى 6 أشهر، وأن سلق الدستور الذى يروجون له كذب وافتراء.
وتابع: كل محاولات لإثارة الفوضى تزيد حالات البطالة، وتهدد الاستقرار، وكلها لا تصب فى صالح الوطن، موضحًا أن دول الغرب الذى تنادى بالديمقراطية هى التى دعمت كبت الحريات والتضييق على الحريات فى بلاد الشرق الإسلامى.
وأضاف د. زغلول النجار أنه بعد 60 عاماً من الفساد والحكم الشمولى يوجد الكثير من سارقى ثورات الوطن، ويدافعون بقوة عن مصالحهم، داعيًا لاستقطاب العلماء المصريين وتوفير المناخ الجيد لهم. كما شدد على أن أعداء الإسلام والوطن، وفى مقدمتهم الصهاينة، لا يريدون لمصر الخير، ويعملون ليل نهار لإفشال الثورة وعرقلة مسيرة الاستقرار، مشيرًا إلى أن هناك فى داخل مصر من يتعاملون مع الصهاينة ضد مصر.
لو تابعت مقالات الكاتب وتمعنت بها ولو عرفت أكثر عن كيفية تعامل تنظيمات الإخوان المسلمون مع إيران لأنصفتهم بكلامك
شكرا لك أخي الكريم على مرورك وقرائتك للموضوع..
اخي الكريم : الكاتب ربط ايران باسرائيل وامريكا دون سبب فقط لانهم شيعه . وهذا ما انتقده
طالب فضيلة الشيخ العلامة المحدث أبو إسحاق الحويني الشعب المصري بجميع طوائفه بضرورة المشاركة في عملية الاستفتاء على الدستور وعدم التقاعس عن ذلك لأن التصويت على الاستفتاء هو من قبيل الشهادة التي أمر الله بأن يؤديها كل من طلبت منه.
جاء ذلك في لقاء خاص مع نجله الشيخ حاتم بن أبو إسحاق الحويني الذي قال: سألت والدي الحبيب الشيخ أبو إسحاق الحويني - شفاه الله وعافاه- عن الدستور هل نخرج لنصوت بنعم ؟ فقال : نعم.
قلت: ولماذا؟ فقال: لأن هذا هو المتاح الآن وإخواننا بذلوا جهداً كبيرا مع معارضيهم ممن لا يريدون شرع الله ، ونحن نريد لشرع الله أن يسود ويحكم الأرض.
يقول الشيخ حاتم الحويني فسألت أبي: البعض يقول أن الدستور أهدر الشريعة الاسلامية؟
فقال: الدستور منصوص فيه أن ( الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع )، وطبيعة الدستور أنه يضع الخطوط العريضة ، أما القانون هو الذي يحدد ويقنن ويضيق ويوسع كما أن هناك مادة أخرى توضح بالتفصيل معنى الشريعة الإسلامية.
فقلت: البعض يقول أن الدستور لم يقنن الشريعة؟
فقال: هذا مصطلح خطأ ، ولا يصح أن تقنن الشريعة ؛ لأننا في هذه الحاله سنلزم الأمة بقول عالم أو بقول مذهب ، لكن يترك المجال مفتوحاً للفصل في الخلاف بالمذاهب المعتبرة المعروفة وإن كان هناك إجتهاد مبني على أسس حُكم به إذا لم يوجد دليل ، والدستور ما هو إلا الغطاء العام أما القانون هو الغطاء الخاص الذي سيحتكم الناس إليه ، ونحن نسعي أن تطبق الشريعة بأكملها ، ونحن نفعل ما في وسعنا ، واللهَ نسأل الإعانة.
ويسأل الشيخ حاتم الحويني المحدث أبي إسحاق الحويني سؤالا صريحا هل نوافق على مشروع الدستور الجديد فيجيب فضيلته:
نعم أنا مؤيد للدستور وموافق عليه، وهذا من باب أخف الضررين، والله أعلم".
رام الله - دنيا الوطن
وصف الشيخ عبد الله بدر، الإعلامي ابراهيم عيسي بأنه معدوم الدين لإساءته لكتاب الله ولصحابة رسول الله موجها له رسالة: انت الآن مُعدم الأمن لمحاصرة مدينة الانتاج الاعلامي.. نهددك بعواقب وخيمة".
وأقسم عبد الله بدر خلال كلمة ألقاها أمام المعتصمين بمحيط مدينة الانتاج الاعلامي أنه سيكلف الأسود المعتصمين أمام مدينة الإنتاج بالإمساك بإبراهيم عيسى، إذا لم يكف عن الإساءة لكتاب الله وسنة رسوله.
وقال بدر: "والله الذي لا اله الا هو.. إن لم تحترم نفسك يا أبو حمالات يا شوال قطن.. سنكلف الأسود المعتصمين أمام المدينة أن يمسكو بك قبل أن تدخل مدينة الانتاج الاعلامي واحضرنا لك جيبة نسائية وبدي وسنكتب عليك سامية جمال كما شبهت الشيخ حازم بليلي مراد".
ووجه لإبراهيم عيسى رسالة تحذير مفادها: "احترم نفسك والتزم الأدب وإلا ستكون العاقبة وخيمة لن نسمحك لك بالتطاول علي شيخ من شيوخنا.. احفظ لسانك أنت وكلاب الإعلام وإلا العاقبة وخيمة عليكم".
فليعذرني الإخوة الكرام على هذا الإهتمام بأخبار مصر في المنتدى العام
لكني والله لا أجد أخباراً في جميع أنحاء العالم أهم مما يحدث في مصر الآن
فمصر هي أكثر دولة ذكرت بالقرآن الكريم وقد أوصى النبي صلّى الله عليه وسلّم بها خيرا
فهي دولة إسلامية وهي أم الدنيا وهي أصل الحضارة ومنبع العلم ومنبت العلماء والفقهاء والدّعاة والقرّاء
مهما حاول أعداء الدّين والأمة أن يفسدوا فيها ويبثوا سمومهم وأفكارهم الخبيثة على أرضها..
كم أحب أهل مصر حفظني القرآن مصري، وأجازني بتلاوة القرآن مصريان، ودرسني بكلية الشريعة مصريون، وناقشني الدكتوراه مصري، ودربني إعلامياً مصريون..
فيا أهل مصر يا رجال القرآن والعلم: وحّدوا صفكم، واجمعوا كلمتكم، واستعينوا بالله، واطلبوه العون والسداد، وإخوانكم في كل الدنيا معكم
د محمد بن عبد الرحمن العريفي
الحمد لله وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه، أما بعد:
فقد بلغني ما وقع من اختلاف بين إخواننا أهل السنة في مصر حول مسألة التصويت على «الدستور» الذي سيطرح للاستفتاء؛ واختلافهم في حكمه: تحريماً وجوازاً ووجوباً، ومعلوم أن لكل منهم استدلالات يؤيد بها ما ذهب إليه، وقد نظرت فيما وقفت عليه من استدلالاتهم فوجدتها كلها استدلالات قوية في تأييد مذهب المستدل، يحار الناظر فيها، ومنشأ النزاع:
1ـ ما في الدستور من المواد الكفرية التي لا يختلف إخواننا في بطلانها وتحريم وضعها اختياراً.
2ـ ما في الدستور من المواد الحسنة المقربة لتحكيم الشريعة، والتي من أجلها لا يرضى المعارضون لتحكيم الشريعة بهذا الدستور.
والذي ظهر لي بعد الوقوف على وجهات نظر إخواننا أهل السنة أن التصويت على هذا الدستور إن لم يكن واجباً فهو جائز، وليس في ذلك إقرار بالكفر ولا رضا به، فما هو إلا دفع شر الشرين واحتمال أخف الضررين.
وليس أمام المستفتَين من المسلمين إلا هذا أو ما هو أسوأ منه، وليس من الحكمة عقلاً ولا شرعاً اعتزال الأمر بما يتيح الفرصة لأهل الباطل من الكفار والمنافقين من تحقيق مرادهم.
ولا ريب أن الطامحين والراغبين في تحكيم الشريعة ـ وهو مطلب كل مسلم يؤمن بالله ورسوله ـ مع اختلافهم في هذه النازلة؛ مجتهدون، فأمرهم دائر بين الأجر والأجرين، ولكن عليهم أن يجتهدوا في توحيد كلمتهم أمام العدو الذي لا يريد أن تقوم للإسلام في بلادهم قائمة.
ولا أجد كبير فرق بين التصويت في انتخاب الرئيس والتصويت لهذا الدستور؛ فإنه يعلم كل عاقل مدرك للواقع أن الرئيس المسلم المنتخب غير قادر على تحكيم الشريعة بقدر كبير، فضلاً عن تطبيقها بالقدر الذي يطمح إليه المخلصون الصالحون، لما يُعلم من قوة وتمكن رموز الفساد في البلاد، ولما يُعلم من حال المجتمع الدولي الذي تديره الأمم المتحدة بقيادة أمريكا.
فالرئيس المصري المنتخب -حفظه الله ووفقه- ليس له في المجتمع الدولي من يناصره، فناصروه على مقدوره من تحكيم الشريعة، وأمِرُّوا هذا الدستور الذي لا يقدر الرئيس أن يصنع في الوقت الحاضر أفضل منه.
وأنتم تعلمون أن ترك التصويت للدستور مما يسر العدو في الداخل والخارج فكلهم يرتقبون ذلك منكم؛ فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم.
ومعلوم أن أحداً منكم لا يقر ما في الدستور مما يناقض الشريعة ولا يرضاه، ولكن يُمِرُّه ضرورة؛ لدفع ما هو أسوء.
ولو خيِّر واحد منكم أن يحكم البلاد إما شيوعي وإما نصراني؛ فالشرع والعقل يقضي باختيار أخفهما شراً وعداوة للمسلمين.
ومن المعلوم أن ما يعجز عنه المكلف من الواجبات فهو في حكم ما ليس بواجب.
والمسلمون معكم بقلوبهم وجهودهم؛ فلا يكن اختلافكم سبباً في خيبة آمالهم، أسأل الله أن يلهمكم الرشد، وأن يؤلف بين قلوبكم.
وإذا قُدر أن يبقى الاختلاف بينكم؛ فيجب الحذر من تثبيط الناس من التصويت له، ومن البغي بالتكفير والتخوين والتجهيل؛ فليس الإثم باختلاف المجتهدين وإنما الإثم بالبغي، أعاذكم الله منه، وأصلح قلوبكم ونياتكم، وسدد رأيكم، ونصر بكم دينه.