محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة - محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة - محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة - محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة - محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة
محمد جميل عبد القادر: صمت وصليت في السابعة
عمّان:ماهر عريف
يثق محمد جميل عبد القادر رئيس الاتحادين الأردني للإعلام الرياضي والعربي للصحافة الرياضية وعميد التعليق على المباريات الكروية أن بره بوالديه وصبره على وفاة ابنه الشاب وتشييده مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم مفاتيح طريقه إلى الجنة مؤكداً تأثير الدين في سلوكياته في محاولته اتباع مسار الاستقامة وعدم الانجراف خلف «منزلقات» الشهرة في أوج نجاحه.
عبد القادر «70 عاماً» مقدم برامج متنوعة يوصف بأنه «صانع الإعلام الرياضي» في الأردن سواء من خلال إسهامه في تأسيس إدارات متخصصة بهذا المجال في التلفزيون الرسمي وجرائد يومية أو ارتباطاً بتدريبه أسماء أصبحت معروفة عربياً على الفضائيات فضلاً عن توليه سابقاً أمانة سر اتحاد كرة القدم ورئاسة نادي عمان وتحقيقه صدى واسعاً بتعليقه على مباريات كأس العالم في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي ودورات ألعاب أولمبية وبطولات دولية.
يعقب:لم أصب بغرورالشهرة ولم تبهرني الأضواء إطلاقاً وعندما كان يطلب أحدهم في الشارع والأماكن العامة التصوير أو الحصول على توقيعي أفرح لأنني تركت أثراً طيباً لدى الآخرين وأردد بيني ونفسي «اللهم اجعلني في عيني صغيراً وفي أعين الناس كبيراً» وهذا التوازن ناتج عن مخافتي الله وإدراكي أن التعالي على النعم يزيلها.
عفة اللسان والقلب واليدأمضى عبد القادر جل طفولته في مسقط رأسه في جنين،وانخرط منذ الصغر في لعبة تنس الطاولة وحقق بطولات مدرسية من خلالها قبل توجهه إلى القاهرة لدراسة التربية الرياضية ضمن عشرة شباب فقط على مستوى الأردن وفلسطين،وعاد من هناك حاملاً درجة الماجستيرفي تخصصه وبدأ مشواره الوظيفي مفتشاً تعليمياً قبل انتقاله إلى ميدان الإعلام المكتوب والمرئي والمسموع.
يقول: نشأت وسط أسرة«فِلاحية»بسيطة مكونة من خمسة أشقاء وأختين.والدي كان يملك مطعماً صغيراً وحرص منذ البداية على تعليمنا السلوك الديني القويم .يضيف: الصلاة والصيام ركنان أساسيان اقترنا معنا فور ولوج سبع سنوات من العمر وأتذكر انتظارنا «المسحراتي» في رمضان وتكرارنا ما ينشده وبعدها نتجه إلى المسجد لأداء صلاة الفجر أما أثناء وجودي في مصر فقد عشت أجواء الشهر الفضيل سنوياً طوال ستة أعوام لإنهاء الدراسات العليا بشكل مختلف حيث الروحانيات والنسمات الإيمانية سائدة في كل مكان.يتابع: عام 1967 أدى والدي الحج وليلة رجوعه فقد إحساسه بيده أثناء الوضوء وأصيب بشلل أقعده الفراش لاسيما بعد احتلال العدو«الإسرائيلي» مدينة جنين ووقتها كنت أتلمس تمكين نفسي في الإعلام وشرعت في كتابة المقال الأسبوعي وعلى الفور أحضرته إلى عمان وتوليت مهام حمله ونقله حيثما يريد والجلوس أسفل قدميه وتوفير ما يمكن والسهرعلى راحته .ويسترسل: والدي كان عفيف اللسان واليد والقلب صلباً مع الحق وحنوناً على المظلوم قوي البنيان وعندما اقترب أجله استدعينا جميع أشقائي إلى منزلي بقصد توديعه ولمحت في عينيه نظرات موجهة صوبي تحديداً فهمت منها رضاه قبل تسليم روحه بابتسامة لا يفارقني مشهدها حتى الآن.
قمة المجد والشهرة
عام 1969 التحق عبد القادر بالتلفزيون الأردني واستمر نحو 22 سنة قدم خلالها مجموعة برامج في مجالات مختلفة أبرزها بعنوان «مع الناس» وتولى رئاسة إدارة الرياضة. يقول: كنت أنجز فقرات ميدانية في رمضان وبعدما ذاع صيت طفلة عمرها 12 عاماً زعمت قراءة الغيب وفك السحر وكانت تستقبل زبائن من دول عربية عديدة ذهبت إليها قبل موعد الإفطار لإجراء حوار معها لكن عمتها رفضت وطلبت حضورنا بعد التراويح فادعيت أنني متأخر على زوجتي وأجهز نفسي للسفر ورجعت ليلاً وعندما كررت الصبية أمام الكاميرا ما طرحته على مسامعها من معلومات خاطئة أعلنت دجلها وكذبها على الملأ حين بثت الحلقة.
يسترسل: وصلت إلى قمة المجد والشهرة سواء عبر البرامج المتتالية أو التعليق على مباريات عالمية ولم تفقدني الشهرة تواضعي وكنت أراعي الله في مهنتي فلم أتكسب منها بصورة مشبوهة وعندما قررت الزواج عام 1974 ابتعدت عن التكاليف الباهظة وجمعت مبلغاً من «المياومات» مع قيمة جائزة عن فيلم وثائقي أنجزته حول مرشدات الكشافة لإنهاء ترتيبات الزفاف ومنحني التلفزيون رحلة سفر إلى لندن مع شريكة حياتي.
عبد القادر اتجه عام 1977 إلى الإنتاج الفني وقدم عشرات الأعمال بينها«رمضان كريم»و«أيام رمضان«
موضحاً أن بدايته في هذا السياق كانت بمحض المصادفة عن طريق لقاء جمعه مع تاجر أحذية معروف في سيارة نقل عام. ويعقب:تكفل التاجربتوفير الدعم المادي مع استثمارعلاقاتي في استقطاب نحوم الوطن العربي قبل أن أشق طريقي بنفسي لاحقاً ثم توقفت درامياً.
مفترق طرق
ويتوقف عبد القادر عند مفترق طرق فاصل في حياته بوفاة ابنه «عامر» عام 2001 عن عمر يناهز 19 سنة بعد مرض عضال. ويقول: كانت الفاجعة الأكبر في حياتي وشعرت بانكسار كبير في داخلي وما عادت الدنيا همي وأصبحت أميل إلى العبادات وأمور الخير أكثر وبتوفيق الله أسست مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم يتخرج فيها 200 ملتحق سنوياً وعملت على طمر بعض حفر الغربة بيني وبين أولادي الثلاثة الآخرين بعدما أخذتني انشغالات العمل منهم وصرت أتقرب إليهم وإلى علاقتي مع الخالق وأديت العمرة ست مرات ولم أكمل مناسك الحج عائداً قبل إتمامها بثلاثة أيام فقط بسبب عارض صحي أصابني وقتها لكنني راجع إلى الديار المقدسة بمشيئة المولى.
ويشير عبد القادر إلى حرصه وانطلاقاً من تعاليم الدين على بر والدته قبل رحيلها وكفالة كل متطلباتها ويضيف: كسبت في الدنيا الشهرة والصيت واحترام الناس وأجريت حوارات مهمة مع زعماء وشخصيات سياسية ورياضية عربية وعالمية معروفة وحضرت ملتقيات على أعلى مستوى وألفت كتابين في مجال تخصصي وعانيت في المقابل مواقف مؤلمة منها تلقي بعض الطعنات من معارف خدمتهم وخسائرمادية وشعوري بعدم التقدير المناسب رسمياً لكنني كسبت المحافظةعلى سلوكياتي القويمة واتقاء الله في نفسي ومع الآخرين رغم أنني لست راضياً عن نفسي دينياً حتى الآن.