حازت مقالة للكاتبة الكويتية أنوار التنيب بعنوان "اشتقت لقضيتي" استحسان القراء، كونها ذكرت بالقضية التي عملت دول وقوى على وضعها على الهامش، بغية تصفيتها وانهائها.
وقالت الكاتبة التنيب في مقالة لها بصحيفة الرأي العام: اشتقت لقضيتي بشدة... اشتقت للقضية الوحيدة التي كانت تشغل العالم العربي شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً، اشتقت لقضية حملتها في قلبي وبين جوانحي وأخذت عهداً على نفسي منذ كنت في الخامسة عشرة من العمر أن أخلص لها وأذود عنها بلساني وقلمي، حتى أراها محررة... بارقة الجبين، وأن تطأ قدماي على أرضها... وأدعك خدي برملها حباً... وإيماناً!
وأضافت: اشتقت لقضية كانت هي همي وهم الملايين من العرب، اشتقت لنزعة العروبة في دمائنا والضمير الحي المتحرك بين جنباتنا، اشتقت للأشعار المتقدة حماساً التي كانت تزلزل العدو سنوات طويلة، اشتقت للطفل الذي يضم الحجر بين أصابعه من دون الخوف من الرصاص والبارود.
وتابعت: اشتقت لسماع صيحات الشباب وهم يندفعون بكامل طاقتهم ليحطموا سياج الظلم، من دون أن يلتفتوا للدبابات، اشتقت للكوفية والوشاح بألوانهما الأربعة. اشتقت لذاك الزمان الذي لم تكن سوى تلك القضية... قضية واحدة وهمّ واحد، في وقت تعددت فيه القضايا والهموم والصدامات...!
وقالت التنيب: فلسطين... كانت تجمع قلوبنا وإن اختلفت لهجاتنا وألواننا، أما الآن ففلسطين أضحت جزءاً من همومنا، وآخر الحلول في أجندتنا! فلسطين كانت القصيدة التي حفظناها عن ظهر قلب وتعلمنا منها معنى العروبة والشهامة والإخاء، ويوم نسينا أبيات القصيدة... انكشفت عورة الضمائر والقيم والمبادئ، وصارت مجرد كلمات خاوية!
وقالت: فلسطين... اشتقت إليك يا قضيتي... اشتقت لأيام رسمت فيها وجهك على كراستي، ثم قبلتك بقلمي بين عينيك، وكتبت بحروف كبيرة كيف يكون الإيمان بك من أسس العقيدة!
وختمت بالقول: اشتقت لقضيتك يا من تمنحين القوة، لأنني من دون الاتصال الروحي معك أفقد كثيراً من عروبتي... وأصغر أمام عين نفسي.
: حقاً اشتقنا لقضيتنا.. وتباً لمن خذلها أو سعى إلى تهميشها.