ألبوم صور ........... - ألبوم صور ........... - ألبوم صور ........... - ألبوم صور ........... - ألبوم صور ...........
قصة قصيرة .........
البوم صور .......
عاد لتوه من المطار بعد وداع خالد اصغر أنجاله والذي سيشق دروبه في عباب الغربة كما فعل إخوته من قبل .
ضاقت عليه جنبات المنزل على اتساعها وبات يتعين عليه أن يجالس الجدران الصماء ويحاكي اللوحات المعلقة وينهل من البوم الصور ترياقا يبرئ سقمه من ساعات الوحدة الطويلة .
صدمه قرار خالد بالسفر لأنه المدلل وأكثر أبنائه قربا منه بعد أن فقد رفيقة دربه بعد أربعة عقود من اقترانهما كانت المودة والألفة رفيقيهما فيها فأعطاه مفتاح المنزل لعل الشوق يرده قريبا ليؤنس وحدته بعد أن أحنت الخلوة القسرية عنفوانه وحبه للحياة .
غابت أطيافهم وأصبح البوم الصور ملاذه في الليل الموحش يفرح للذكريات المبهجة وما يلبث يبتئس ويلفه القنوط عندما يصفعه غيابهم المريع .
هذا احمد عندما تخرج من الجامعة وتلك صور مالك في رحلته إلى فرنسا للتخصص في طب الأطفال وصور عديدة لسلمى مزهوة يوم زفافها وأخر لأحفاده الذين لا يعرف معظمهم إلا من خلال صورهم .
وحيدا مثل شجرة يابسة وسط عاصفة هوجاء يواسي نفسه بالقراءة والعناية بالحديقة ومجالسة كبار السن من أمثاله الذين يجترون ذكريات شبابهم ويضرسون أحلامهم السالفة .
ينتظر بشوق نهاية الأسبوع لتأتي سلمى وأبناءها الذين يقطنون في مدينة مجاورة فيملئون المنزل صخبا ً وبهجة ويتركون في قلبه سعادة غامرة تزول عندما توصد عليه الأبواب .
وعده احمد اكبر أبنائه بزيارة في العطلة الصيفية لكن مشاغله منعته من ذلك وما انفك يقتات الأمل برؤيته وأطفاله الذين ولدوا في الغربة وآخرهم " هديل " التي لم ينعم بمشاهدتها بعد .
حتى يخفف من كمد أبيه لأنه لم يف ِ بوعده بالمجيء صيفاً ِ استغل انعقاد مؤتمر طبي في البلاد واعد ّّ هدايا كثيرة ليفاجئ بها والده .
رن الجرس أكثر من مرة دون مستجيب لفتحه . فتح الباب وادخل الحقائب . كانت كل الأنوار مطفأة سوى غرفة أبيه .
لعله نائم فقد تعود على النوم باكرا .
اتجه إلى الغرفة وإذ بأبيه مستلقيا على سريره . حاول بصوت خافت أن يوقظه دون جدوى . رفع الغطاء وإذ بيديه الباردتين تحتضنان البوم الصور . بهت الابن وران صمت ووجوم على المكان ليتبعهما صراخ مرير مؤذنا ً برحيل لا انتظار بعده لأحد .