على الرفوف كتب وجرائد قديمة،قاموس للغة الإنجليزية,ومعجم الوسيط, ودفتر مذكرات بمفتاح صغير،وورق"فلوسكاب" وفنجان قهوة منسيّ، انتحرت فيه ذبابة بائسة.
كتاب قديم هو ديوان شعر المتنبي، منسيٌّ عن غير قصد بين الكتب على الرغم من أهميته – عندي- وشوية غبرة علتْ جلدته الخارجية القديمة. الحمد لله أن صاحب الديوان لا يعلم بذلك، وإلا كان عاتبني عتابا شديدا؛ ولكن لِمَ يعاتبُني، ما هي سوى "شوية غبرة" لا تستدعي العتاب أو الغضب. كثير من الأشياء الثمينة عندي غطتها الغبرة، بعضها لا يقدر بثمن.
قلبتُ صفحات الديوان، ورقة ورقة، قصيدة قصيدة، حكمة حكمة، تجربة تجربة. دفعني فضولي لقراءة بعض الأبيات :
أقَلُّ فَعَالي بَلْهَ أكْثَرَهُ مَجْدُ وذا الجِدُّ فيهِ نِلْتُ أم لم أنَلْ جَدُّ
سأطْلُبُ حَقّي بالقَنَا ومَشايخٍ كأنّهُمُ من طولِ ما التَثَموا مُرْدُ
ثِقالٍ إذا لاقَوْا خِفافٍ إذا دُعُوا كَثيرٍ إذا اشتَدّوا قَليلٍ إذا عُدّوا
وطعْنٍ كأنّ الطّعنَ لا طَعنَ عندَهُ وضرْبٍ كأنّ النّارَ من حرّهِ بَرْدُ
إذا شِئتُ حَفّتْ بي على كلّ سابحٍ رِجالٌ كأنّ المَوْتَ في فَمِها شَهْدُ
أذمُّ إلى هذا الزّمانِ أُهَيْلَهُ رِجالٌ كأنّ المَوْتَ في فَمِها شَهْدُ
وأرْحَمُ أقواماً منَ العِيّ والغَبَى وأعْذِرُ في بُغضِي لأنّهُمُ ضدُّ
أغلقت الديوان، وأمسكتُ قطعة قماش مبللة، أريد أن أمسح" شوية الغبرة " عن جلدة الكتاب، نظرت خلفي إلى الرفوف المكتظة بالكتب والأشياء، ثم عاودت النظر إلى قطعة القماش، عرفت أن الأمر سيطول، فالغبرة قد غطت كل الأشياء الثمينة وغير الثمينة. ألقيت قطعة القماش، وأدرت ظهري للرفوف، ومسحت عن كتفي الصغير" الغبرة".
غبرة تصف الواقع المرير الي نعيشه ..هي مجرد غبرة ربما على الربيع العربي أن يشيلها ....
الصمت لا يساعدني الان ..ساعود يا غالي ..لان عودتك احييت في داخلي الكثير ...
نورت القسم الأدبي ...أخي ابو محمد ..راجعلك عندي فورصة ههههههه
اهلا بطلتك البهية صديقي العزيز
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه هذا هو حال الدنيا يا صديقي لكن تأكد انه لن يضيع حق وراءه صاحب حق
بالنسبة للغبرة كل ايامنا مغبرة شو بدك تنفض منها وشو بدك تترك
لا تطول علينا ياسر نشتاق لكلماتك دائما انفض شوية هالغبرة وامشي يا عزيزي
سيدي المحترم
كم سعد قلبي لما رأى كلماتك تعود لتشرق من جديد في المنتدى بعد طول غياب ما اعتدنا عليه ..
تلك الغبرة لم تعد تعلو فقط قلوبنا بل ملامحنا التي جار عليها الزمن