في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام "
في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام " - في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام " - في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام " - في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام " - في حضرة الغياب ...مقالات صحفية في رثاء "صلاح غنّام "
لعل الحروف ان نطقت و خرجت عن صمتها ستفضح الجرح رغماً عن صاحبها ،يستظل الرجل بيديه كي يخفي خرير الدمع من عينه كي لا تحرقه شمس الاخرين بنظرة حزن ،وكي لا يشرك الناظرين بغرق عيونه في بحر دموعه !
خلال تصفحي لعدة مقالات في رثاء الراحل عنا "صلاح غنام" وجدت كم يملك هذا الرجل في قلوب الآخرين القلب نفسه .... رفاق و زملاء أوجعهم الرحيل فبكو ثم كتبوا ... فاقرأوا ما كتبوا :
لو ألمحت لنا بأن ذهابك بات وشيكا، لكُنّا جهزنا أنفسنا للرحيل القسري، ولكنّا اختبرنا وإياك بعض "الشقاوات" التي كنّا نؤجلها دائما عن سابق تصميم، من غير أن ننتبه أن حساباتنا، ربما، لا تستقيم مع أيام لا تتعاطى مع أمنياتنا.لو ألمحت لنا، لو بالإشارة، لكنّا "تزودنا" من رفقتك بما قد ينفعنا قليلا في غيابك، ولكنّا ودّعناك، كما يكون الوداع بين الأصدقاء، وكما يليق بالذين اختبروا معا جميع ظروف الحياة، وصافحوا عمّان شارعا شارعا، وبيتا بيتا.لست أدري عن ماذا سأكتب بالتحديد يا صديقي العزيز، عنك، أم عني، أم عن الموت الذي "يفرط حبات المسبحة". لكنني، بالتأكيد أشعر بثقل وطأة عشرين عاما من الصداقة التي انتهت بلا مقدمات. تماما كما ترفع الصورة من إطارها، فتغيب الملامح، ولكن الإطار يبقى في مكانه. يا للعبث، كيف يظل هذا الإطار وحيدا بلا زائرين!على مدار الأعوام، وفي جميع مفاصل صداقتنا غير الواهية، كنت أنت نكهة كل الأشياء الجميلة التي اختبرناها هناك معا. أتذكر مشاويرنا الدائمة من الأشرفية إلى الوحدات فجبل التاج، وصولا إلى وسط البلد. وأتذكر كيف راقبنا المدينة وهي تمتد غربا، وسوّرناها بخطواتنا التي كانت تغنينا عن "التكسيات" التي لم نكن نملك نقودا لها.اعتبرنا الحياة "غنيمة"، فأحببناها بكل ما فينا من عنفوان وشباب. لم ندرك يومها أن الخيانات تبدأ من الجسد، وتنتهي به. لم ندرك أن هذا الجسد قد يتهاوى في لحظة مصيرية حاسمة، فيخذل صاحبه. لست أدري، كيف قررتَ أن تموت بعيدا عن عمّان، وتحديدا عن مخيم الوحدات الذي سفحت على ترابه خطواتك الأولى، واجتهدت في حبّه حتى غدوت من أشهر عشاقه. لماذا اخترت موتا صعبا، في مدينة أخرى، بعيدا عن عمان وعن الوحدات؟لست أدري عن ماذا سأكتب بالتحديد يا صديقي العزيز، ولكنْ، قل بربّك: أين أفرّ من عشرين عاما تلاحقني صورها في كلّ أحياء عمان وشوارعها! وماذا أخبئ من تفاصيل صداقتنا، وماذا سأعلن منها؟قل لي: أين أفرّ من رقم هاتفك الذي سـ"يقبض علي" في كل مرة أستخدم فيها هاتفي، فأين أشيح بعينيّ عنه!تلك تفاصيل صغيرة، لن تضطر أنت إلى أن تختبرها. تفاصيل صغيرة، ولكنها مؤلمة، وتجعل جذوة الجمر مشتعلة على الدوام.أشعر بمرارة حمل عبء عشرين من الرفقة على الكاهل. كنا بدأناها في حي الأشرفية، في ذلك البيت الذي جمعنا شبابا يرسمون أولى خطواتهم للحياة، ويتخيرون أجمل الأمنيات مرسى لشيخوخة يعدونها سوف تأتي كما يتمنون تماما.لم نكن ندري يومها يا صديقي، أن بعضنا لن يدرك، حتى، الكهولة، وأن شبابه سوف ينطفئ من دون أن يدرك ذلك.سأتذكرك دائما، كما كنتَ دائما؛ بشوشا، تشعل الفرح في الجلسات أنّى حضرتَ. وكريما تعرف كيف يكون الكرماء الذين ينفقون بلا منّة أو تبجح.سأذكرك فارسا وواضحا في انحيازاتك، وفي خلافاتك، ولم تلجأ إلى الطعن بالظهر، بل إلى المواجهة الرجولية التي تسمي الأشياء بأسمائها الصريحة الواضحة.سأذكر صلاح غنام "أبو الوليد"، الذي أحببناه طفلا كبيرا، يحب الحياة والورد والأصدقاء.كن بخير دائما يا صديقي، ولتكن روحك حرة كما كانت على الدوام.صلاح غنام: أين نفر من تفاصيل عشرين عاما؟صلاح لن ينسى (جلال ضمرة - الأردن)رحمة الله عليك يا صلاح اذا انت يا استاذ موفق تعرف المرحوم منذ عشرين عاما فانا اعرفه منذ اكثر من 24 عاما وبالتحديد عام 1989 عندما كان ياتي الى الرجيب لنلعب معا عندما كنا نعشق لعب الورق للصباح عندما كنت ازوره في منزله القديم في مخيم الوحدات لنسمع كلمات اغنية وردة الجزائرية " لو سالوك" عندما كنت اعتبره مستشاري العاطفي لقصصي الغرامية في الجامعة .... رحمة الله عليك يا ابو الوليديعني فوق وجعنا أبكانا المقال ، هذا حال كل أصدقاء صلاح المقربين..غمدت روحه الجنة
كنتُ أشعرُ بأحزانٍ كبيرة، أكبَرُ مما أحتملُ عادة من حزنٍ طارئ، أو كآبة عابرَةٍ لسبَبٍ واضحٍ، يزولُ بسبَبٍ مبهمٍ. رحتُ أتفقَّدُ جسدي الضئيلَ، وأمراضه الصغيرة، وأعدُّ ما استطعتُ من الخسارات المتراكمة، ولم أجدْ سبباً واحداً يُبرِّرُ كلَّ ذلك البكاء السريِّ في "استديو" مُعْتِمٍ في "أبوظبي"؛ سوى خبرٍ يبدو أنَّني كنتُ أشعر به من دون أنْ أدركه، حتى أسمعه لاحقاً بعد حزنٍ من الأيَّامِ، باقتضابٍ شديدٍ، أشدَّ من الوجَع:" صلاح غنَّام أعطاك عمره"! ولو كنتُ أعرفُ أنَّ "صلاح"، وهو في عمر الأبوة، في الواحدة والأربعين، يُريدُ توزيعَ البقيَّةِ من عمره على من أحبَّوه، أو الذين لم يتأكَّدوا من حبِّه، لأخبَرْته أنَّني لم أكُنْ مُحْتاجاً لكلِّ تلك الأعوام التي تركَها خلفَهُ، ولكُنْتُ أنَّبْتُه بحرص أبٍ لم يعرف الأبوَّة، وقلتُ بإحساس لن أتقنَهُ فيما بعد: إنَّ"وليد" و"راما" و"عمر" أوْلى منِّي بهذا العمر، وكنتُ نصَحْتُهُ بحَدْس لن يأتيني من بعد، أنْ يؤجَّل ذهابهُ إلى "الجنوب"، وكنتُ ارتدَيْتُ لبوسَ الشيْطان، ووسْوَسْتُ له ألاَّ يكونَ دائماً موظفاً مجتهداً، ويعتذرُ عمَّا لمْ يفعَلْ! وذهَبَ "صلاح" الذهابَ الذي لا مسربَ للإياب فيه على "الطريق الصحراوي"، من دون أنْ يودِّعَ أحداً وداعاً يَضْمُرُ سرّاً، أو يترك خلفه دلالةً واحدةً من دلالاتِ المَوْتِ؛ ذهَبَ إليْهِ كلاعبٍ مُغامرٍ يَرْكضُ خلفَ الكرةِ في أوَّل مشوارهِ الكرويِّ، ومثل "رجل شجاع" يكتبُ "النهاية" التي يريدُها إذا كان الخيار: الموْتُ أو حياةٌ مهشَّمَةٌ بحادثِ سَيْر. أعرفُ جيِّداً، عن بعد آلافِ المسافاتِ، أنَّ "صلاح" فضَّلَ الموتَ في الساعتَيْن الفاصلتَيْن بين حياةٍ وأخرى؛ فـ"الذلُّ طعمُهُ مُرٌّ" وهو كانَ دائماً "حرٌّ وحرُّ"! كان اسمه "صلاح غنام"، وكانت لديهِ ثقةٌ زائدَةٌ في موسيقا اسمِه، فيحدَّثني دائماً عن إنجازاته، وكيف حصل "الوحدات" على أوَّل رباعيَّةٍ تاريخيَّةٍ، فقط عندما كانَ مديراً إدارياً للفريق، وأنَّ اسمه أحياناً كان يَسْبِقُ اسمَ "رأفت علي"، في هتافات الدرجة الأولى، ولما كنتُ أُبدي عدم اكتراثٍ، أو أقلل من قيمَةِ ما يتحدَّثُ فيه، كان يزعمُ أنَّني أحفظ جميعَ أرقام أصدقائي في هاتفي باسمِهِ، لأقولَ لمَنْ يكون بجانبي حين يرنُّ هاتفي مهما كان رقمُ المتَّصِلِ، إنَّ "صلاح غنام"، بنفسه، بنفسه فقط، يُهاتِفُني! .. وهاتفي اليومَ خالٍ من الأسماءِ يا "صلاح"، ولا أتوقَّعُ بعد الآن صوتكَ لتخبِرَني نتيجَةَ مباراة مصيرية لا يبثُّها التلفزيون، أو لتعطيَني التفاصيلَ المملَّة لصفقَةِ عودَةِ "حسن عبد الفتاح" إلى "الوحدات". أنتَ يا أيُّها الصادقُ كالدمع، من اختارَ هذه النهاية؛ بالنسبة لي، فقد وضعتُ اسمكَ في هاتفي مكانَ كلِّ أسماءِ الأصدقاءِ، وانتظرْتُ طويلاً، لكنَّ أحداً منهم لم يتصل لأرى اسمكَ الذي كان "صلاح غنَّام"! في كافتيريا "الغد" القهوة كلها مُرَّةٌ، والطاولة التي كانت من أربعَةِ مقاعدَ، صارت نصف فارغَةٍ، فقد ذهب من قبل "زياد العناني" إلى صمتهِ ولم يعُدْ، وذهبْتَ أنتَ يا "صلاح"، ولم تقلْ شيئاً عن العودة. ستبردُ القهوةُ أمامَ "منار الرشواني"، وتبقى سيجارة "موفق ملكاوي" باردَةً في كفِّه، وسيبردُ قلبي من دونكَ؛ فقد كنتُ أحبُّكَ، وهذه حقيقةٌ مؤلمَةٌ اكتشفتُها متأخِّراً كالأشياء العظيمة، وكانت خطيئتي أنَّ أحبَّ الأصدقاءَ غير المخلصين الذينَ يفضلونَ الموتَ بحوادث السير، على أنْ يستكملوا إفطارَهم معَنا! "الوحدات" لن يفوزَ بعدَ الآنَ مهما فازَ، ولن تكتَمِلَ أيُّ "رباعيَّةٍ" له؛ ففي غيابكَ سيُصبِحُ لكلِّ معنى طعم "الخسارة"، وفي عين "طارق خوري" الآن دمعٌ و"جَميلٌ" لا يُرَدُّ، وفي خطوات "فيصل إبراهيم" ارتباكٌ في الطرق التي تعودُ كلُّها إلى الوراء، وعلى ذراع "عبدالله أبو زمع" شارَةٌ جديدَةٌ للحداد! وفي "الغد" سيبقى أثركَ، في مكتبكَ البسيط في قسم "التحدي"، وفي الممرِّ الطويل حتى قسم "التنفيذ"، سيبقى صوتكَ متحدثاً على الهاتف في أمورٍ مهمَّةٍ تدلُّ على أنَّ اسمكَ مهم وغير قابل للمحو، فأنتَ الذي أقنَعْتَ "زايد الدخيل"، ابن بدو الوسط، أنْ ينتسِبَ إلى نادي "الوحدات"، وفشلْتَ في استدراجي أنا ابن وسط "رام الله"، أيُّها النقيُّ كالدم على صفاف النهر النحيل؛ كنتَ ابن "مخيَّم الوحدات" الذي اختارَ أنْ يموتَ في "الكرك"!
برمشة عين، غاب صلاح غنام! لن أراه بعد اليوم في معشوقتنا "الغد"، لن أراه يصعد درج الصحيفة بعد اليوم، ولن أسمع صوته! إذ كانت لصلاح ملامح حضور واضحة، تنبئك بقدومه قبل أن تراه بأم العين؛ كان يسبقه صوته، وهو يلقي تحايا الصباح والمساء على كل من يصادفه، وكيف لا يفعل وهو المحبوب من الجميع؛ المقرب من الجميع؛ الودود مع الجميع، ذو الحضور والبسمة الدائمة.
لن يزورني صلاح في مكتبي بعد اليوم، ولن يسألني في السياسة ويجادلني بقناعاته، لن يسألني عن مجلس النواب ولا عن حال أصدقائه من النواب، لن يمازحني بعد اليوم.
صديقي صلاح ذهبتَ برمشة عين دون أن تستأذن بالغياب، ودون أن تشعرنا، نحن زملاءك ورفاقك في رحلة الكفاح، أنك مللت البقاء، وعزمت على الرحيل المبكر.
هي سنوات تناهز العشرين مرت أمام العين، ذكّرتني بكل ما فيها من أيام حلوة، وما فيها من أسابيع قاسية؛ ذكّرتني بأن الحياة عبارة عن غمضة عين، وأن الأثر الطيب يبقى دائما وأبداً.
صديقي! مع من سأتحاور هاتفيا يوميا في شؤون الساعة، ومع من سأتحدث في شجون مجلس النواب وأحواله، ومع من سأنسج خيوطا فكرية لا تنسج إلا مع أشخاص على شاكلة صلاح غنام أبي الوليد؟! صديقي صلاح، هي رحلة اخترت فيها أن تموت مسافرا، تبحث عن محطة وقوف كما كنت دوما؛ اخترت فيها أن ترحل بعيدا عن معشوقك مخيم الوحدات، كما اخترت أن ترحل بعيدا عن بيت محسير. ولأن الأوطان عندك واحدة، وقلبك مليء بحب الأردن؛ سهلا وجبلا ومدنا، فلا ضير إن كانت ساعة الرحيل في عمان أو على الطريق الصحراوي في الحسا.
صديقي صلاح لم يكن رياضيا فحسب، بل كان سياسيا له بصمات في أماكن كثيرة أعرفها انا وهو، وكان ودودا له حضور عند الجميع، وكانت دائرة المحليات في "الغد" تسعد بزيارته لها، وكنا نشاطره الحديث ونشتاق له عندما تطول زيارته لنا. أما بعد اليوم، فإن "المحليات" ستشتاق لصوتك بيننا؛ ستشتاق لروح صلاح غنام وفرحه ومناكفته.
يا صديقي ورفيقي أبا الوليد، ماذا أقول لأحبائك في نادي الوحدات، وفي حارات المخيم القديمة، وأنت الذي عشقت المخيم فتماهيت معه، وأنت الذي عشقت قضيتك فتوحدت فيها؟ ماذا سأقول لأهلك في جبل التاج وجبل الجوفة؟ سأقول لهم خسارتنا بك ثقيلة، وأي خسارة أكبر من خسارة غيابك عنا.
داهمني، أبا الوليد، خبر فراقك وأنا أتقبل العزاء بابن عم ورفيق صبا فقدته قبل يومين، وآه كم أدماني فراقه؛ فقد عشت معه مدارج الصبا، وخبرت وإياه شقاوة الطفولة وأحلام الشباب. وقبل أن ينقضي بيت أجره، صعقني خبر رحيلك عنا، وأنت الذي أكملتُ معه رحلة الحياة زميلا ورفيقا في "العرب اليوم"، ومن ثم في "الغد". وأذكر كم كنا متشوقين يا صلاح لرؤية العدد الأول من الصحيفتين اللتين كان لنا شرف حضور ولادتيهما، وأحببانهما كأحد أبنائنا.
صديقي ورفيقي صلاح غنام، غبت مبكرا وعاجلتني بالصدمة، وأنا الذي لم استفق حتى الآن من أثر وفاة حمزة منسي أبو عواد ابن عمي، حتى عاجلني القدر بخبر وفاتك، فهل يستطيع هذا الجسم الذي أدماه ما يجري شرقا وغربا وشمالا وجنوبا أن يتحمل؟ وهل هناك مزيد من الأخبار السيئة يخبئها القدر لنا؟ آه أيها الموت ما أقساك علينا! آه ما أصعب ما تفعل بنا! تفقدنا أصدقاء الطفولة والشباب؛ أصدقاء خبرنا معهم عمرا شقيا حينا، وصعبا حينا، ولكن هذا العمر كان له طعم مختلف، وأحلام متفرقة، وآمال مفتوحة، قد لا يسعفنا القدر لتحقيقها كلها.
صديقي صلاح، أرقد بسلام.. ابن عمي حمزة، لك الرحمة. ولكني سأفتقدكما يوميا، وأفتقد مدارج الصبا وأحلام الرجولة معكما.
بعد قرآتي للمقالات وبعدما شعرت بالقشعريره ودموعي تنساب اريد ان اتوجه الى الله تعالى بدعائي لابو اوليد بان يرحمه ويغفر له ويكون بين الشهداء والصديقين الى جنات الخلد ابا الوليد انا لله وانا اليه راجعون
خبر كالصاعقة جائنا الأمس ،، لم أصدقه في بداية الأمر ،، لكن هي حكمة الله وقضائه أن يأخذ الرجل الخلوق صلاح غنام من هذه الدنيا (الزائفة) .. صلاح غنام ذلك الرجل الذي لم يسجل عنه إلا الكلام الموزون الذي اجتمع فيه حب الوطن أولا وحب ناديه الذي قدم له الكثير الكثير وبدون مقابل حتى أصبح في فترة من الفترات رجل المهمات الصعبة بعد أن كان سببا في فوز الوحدات برباعية موسم 2009 !!
حادث سير مؤسف أودى بحياة هذا الرجل الذي كان دائما في المكان المناسب وصنع لنفسه مكانا خاصا بقلوب الجماهير الوحداتية التي تنادي بإسمه دائما لمعرفتها بمقدرة هذا الرجل دائما على صنع الحدث !!
رحل صلاح غنام وترك خلفه كل خير من كلام وفعل وترك في قلوبنا صدمة كبيرة تأثرنا بها جميعا ..!!
أذكر في التدريب الذي سبق إحدى مباراتي الفيصلي والوحدات في ربع نهائي كأس الأردن السنة الماضية ،، في موقف السيارات القريب من الملعب إلتقيت به للمرة الأولى ولمح داخل سيارتي شعار الفيصلي ،، فجاء مازحا وقال لي (لا تغلبوا حالكم فايزينكم فايزينكم وسلم علي ونحن لا نعرف بعضنا) ...!!
ندعو الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يفرش له الجنة بالورود وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يحسبه مع الصديقين والشهداء .. وأن يلهم أهله ومحبيه وجماهيره من أبناء نادي الوحدات وأن يلهمنا كذلك الصبر والسلوان !!
إلى جنات الخلد يا صلاح غنام
ولا تنسوه إخواني من صالح الدعاء لعله كان شفيعا له عند الحساب.