هم أصل الملاعب ونكهتها العبقة الندية ......لا طعم للمباريات من دونهم .........أقسى عقوبة لأي فريق هي حرمانه من اللعب أمام محبيه ....... يتجشمون المصاعب ويصبرون على المنغصات ويحتملون الاهانات ..... يوفرون نقودا من قوت أبنائهم ليحضروا المباريات ويؤازروا فريقهم على الطبيعة .....
ٍابتعد عن الكلام الإنشائي لأخوض في تجربتي الشخصية ........
لم كان الوحدات هو البوصلة الوحيدة وهو محط الأنظار وموئل الخفقات والآهات وكل الترانيم اختصرت مسيرتها وقدمت ولاءها للأخضر ولا لون سواه ........ عندما أصبح لي مورد دخل ثابت يمكنني من الذهاب إلى الملعب لم أكن لأتأخر ومثلي الآلاف عن الذهاب إلى الملعب ...... إن كانت المباراة في يوم عطلة فمرحبا وإلا فورقة الإجازة جاهزة .........
لا أذكر أنني تأخرت أو استنكفت عن حضور مباراة لأي سبب كان .......طوال السنين الأربعة الزاهية من 94 – 97 وهي التي احتكر فيها الفريق بطولة الدوري لم تضع علي مباراة في الملعب أنّى كان ذلك الملعب .......
لا المرض ولا التعب ولا حتى الصيام يكون حائلا ........ في موسم 1994 تعرضت لسقوط من مكان مرتفع اضطررت مكرها لمشاهدة مباراة لن أنساها في حياتي ضد الوصيف الأزلي ويومها فاز الوحدات بهدف عصام محمود وعندما نزعت الجبس والضمادات عن كلتا قدمي كانت المباراة في الأسبوع التالي ضد الحسين في اربد وكنت بالكاد أستطيع المشي فذهبت وأنا أعرج وأتألم وكنت أقفز في الهواء غير آبه للألم وعدنا يومها بالتعادل بهدف القناص جهاد ............
كانت المباريات تقام أحيانا في شهر رمضان المبارك قبل الإفطار فكنا نصلي الجمعة في المسجد وننطلق رغم المشقة ثم نعود لنلحق الإفطار في المنزل ......أما إذا كانت المباريات في الليل فكانت الجماهير تذهب بعد الإفطار مباشرة وتصلي التراويح في الملعب لتتحول المباراة بعد ذلك إلى مهرجان واحتفال صاخب ينتهي بالفوز غالبا فننسى ما أصابنا من تعب ..........
كان اللاعبون يقدرون حب الجماهير لهم فلا يدخرون جهدا ويلعبون ليمتعوا ويستمتعوا ولم يكن غول الاحتراف قد هجم علينا بعد فكان كثير من اللاعبين يرغبون باللعب للوحدات طمعا بحب جماهيرهم ووفائها ..............
إذا كانت المباراة في يوم عمل أكون قد أخذت إجازة وتفرغت كليا للحدث الجلل ..... اذهب إلى العاصمة مبكرا فأتجول في ساحاتها العتيقة وأجلس قريبا من المدرج الروماني لأقرأ الجريدة ثم أتجول في شوارع عمان وأتناول طعاما سريعا حتى إذا اقترب موعد اللقاء أذهب لأحجز مكانا بين الجماهير الزاحفة .......
لأجل هذا العشق كنا نحرم من طعام الغداء والاجتماع مع الأهل إن كانت المباراة عصر يوم الجمعة فنصلي في مجمع رغدان ( للأسف لم يعد له وجود الآن ) وننطلق غير آبهين للجوع ولا يزورنا الندم ما زلنا نرضي عشقنا الذي لا ينتهي ....
مجتمع رائع ذلك الذي يجتمع لهدف واحد وهو تشجيع الفريق الذي يجمع عشرات الآلاف في مكان واحد ........
تعارف وحكايات وتحليل ونقد وغضب وحزن وفرحة طاغية وأهازيج كلها على قلب رجل واحد .......
عندما تنتهي المباراة فان الأعداد الغفيرة المنهمرة من بوابات المدينة تحدث أزمة مرورية خانقة تضطر الكثيرين للمشي مسافات طويلة أو الركوب في حافلة مكتظة تحمل أضعاف حمولتها العادية لكن أحدا لا يتذمر أو يضجر ما دام فريقه خرج فائزا .......
سنوات عديدة وذات التفاصيل ترحل بنا من ذكرى إلى أخرى أجمل منها .... لا نكترث للتفتيش وازدحام الطوابير والتدافع وانتظار الدخول وشراء التذاكر .......
في موسم 1995 كانت المباراة الختامية للوحدات أمام الكرمل للتتويج وصادف أن كانت مساء وفي شهر رمضان وعندما اعتذر التلفزيون عن نقلها تدفق الآلاف إلى الملعب بطريقة لم أشاهدها في حياتي ........
تحدثت الصحف يومها أن العدد داخل الملعب وخارجه قد تجاوز 50 ألفا ....... أكثر من ثلاثة أضعاف السعة الحقيقية ...
اقتربت المباراة من بدايتها ولا زال الكثيرون في الخارج والملعب امتلأ عن آخره فما كان من المئات إلا أن تسلقوا الأسوار وخلعوا السياج ودخلوا إلى الملعب !!!!!!!
منظر مدهش عز نظيره في الأردن .....أربعون ألفا أو يزيد ... كنت أقف في أعلى الدرجة الثانية وخلال ثوان لم أدر كيف وصلت إلى أسفل المدرجات بسبب التدافع الكبير ........ لم تغير هذه الأحداث في الأمر شيئا لأن الأخضر فاز واحتفظ بلقب الدوري وأسعد عشاقه .........
تعمدت أن أسهب في سرد تفاصيل أحداث ماضية عاشها الكثيرون لأزيل الاستغراب والدهشة من المدرجات الخاوية التي صارت عنوانا لأغلب مباريات الوحدات ........
لم يعد هنالك شوق لمن يلعب لفريق أن يدافع عنه باستماتة وشراسة بقدر ما أصبح بئرا يغرف منه المال وان نضب هذا البئر يذهب ليبحث عن غيره ...... غابت الغيرة والانتماء في غياهب المصالح وتوارت خلف الجشع والشهرة .......
هذا هو الوحدات اليوم ........فما قولكم دام فضلكم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تألق جماهير المارد الأخضر واقع عايشناه منذ بداية ثمانينات القرن الماضي ،،، ولكن وبكل أسف لم يحسن اتحاد الكرة ولا مجالس الإدارة المتعاقبة على هذا النادي احترام تلك الجماهير الغفيرة فكان من الطبيعي أن يتناقص العدد حتى بات كافة من يشاهد مباراة هامة للوحدات لا يملأون مدرجا واحدا مما كان عليه الحال في الثمانينيات أو حتى في مباراة الكرمل الشهيرة التي تحدثت عنها أخي الكريم ،،،
موفور الشكر على هذا الموضوع الذي يحاكي ذكريات عزيزة على قلوبنا
هنالك العديد من القصص و الفصول الرائعة لجماهيرنا مع المعشوق الابدي نادي الوحدات
هنالك العديد من الجماهير تركت معشوقها الاخضر بسبب الضرب المستمر و التفتيش المبالغ به على ابواب الملاعب و ايضا اهمال الادارة للجمهور رغم انهم الرقم الاول في اي نادي
قبل 3 سنوات كانت مباراتنا مع الفيصلي و كانت بعد الافطار في رمضان
بدأت المباراة و انتصرنا على الفيصلي 2-0 على ما اتوقع و بقينا في الملعب للساعة الواحدة ليلا .. كانت المباراة في الزرقاء و توجهنا فورا الى عمان ... و ذهبنا للصحور سويا ... ايام لا تنسى
اشكرك على هذا الموضوع القيم والرائع
بالحقيقه كما تفضل اخونا الغالي ابو اليزيد عايشنا الوحدات منذ نهاية السبعينات والثمانينات والتسعينات وكان جمهور ولا اروع
ولا اجمل من جمهور الوحدات وبالذات في الثمانيات اقل مباراه كان هناك عشرون الف مشجع هذه المباراه الوديه او المباراه مع فريق ضعيف نسبيا
اليوم باقوى المباريات لا نرى اكثر من عشر الاف هذا اذا حضر عشر الالاف حقا شئ غريب وعجيب
ومن السبب بذلك ولماذا ذلك الله اعلم