هل شخصيتك ملفته للنظر وتثير الاهتمام؟ واذا لم تكن كذلك فهل الذنب ذنبك ام قد يكون ذنب غيرك؟ ولو لم تكن تثير الاهتمام فإنك وبالتأكيد دون ان تدري لا تخلو من العديد من الصفات التي من الممكن ولتعزيز شخصيتك الاستعانه ببعضها لو تنبهت اليها.
الشخصيه بتعريفها هي السلوك مضافاً اليه لباقة التصرف وحسن الهندام وهي بالاساس تستند الى التربيه ولكنها لا تنمو ولا تتبلور الا بالاكتساب. ولكونك في بداية تكوين شخصيتك تأخذ بتقليد من حولك بحثاً عن قالب يروقك تستطيع تقمصه فتتعثر ولا تعرف كيف تثبت الا انك تواصل البحث والتنقل الى ان تعثر على ما يتوافق مع طباعك فتتكيف به وتستقر عليه ، وقد تجمع صفات من شخصيات متعدده تُعجب بها وبالمران والمثابره تتشكل شخصيتك وتستقر على وضع معين يتعود الناس رؤيتك عليه ويلتصق بك الى الأبد.
لكنك سوف تميل الى التأثر بالآخرين ومحاكاتهم حتى بعد استقلال شخصيتك لكن عليك الا تبالغ في كثرة المحاكاه والتنقل وبخاصه في بداية الكهوله لئلا تعرض شخصيتك للاهتزاز فتصبح كما يقولون شخصيه مهزوزه فيتم تصنيفك على النحو الذي لا ترغب به وهو انك ضعيف الشخصيه
اما الشخصيه القويه فهي التي تتصف بالفطنه والتوازن والعقلانيه فلا يفوتها ان تدرك الصواب في الاقوال والمواقف بل وفي اية مسأله تتعرض لها في اللحظه المناسبه فتثبت عليها ولا تقبل تغييرها حتى لو تعرضت للخساره ومنهم من لا يقبل تغييرها حتى لو تعرض للموت ، على ان هذا القول لا يعتبر قاعده لا يمكن تجاوزها فلأن تكون ليّناً مطواعاً فتكسب خير من ان تكون عنيداً فتخسر، ثمة استثناءات في كل امر لابد من وضعها في الحسبان ، الا ان الرجولة - قوة الشحصيه – تعتبر في حد ذاتها موقفاً فإما ان تنال عليه الاعزاز والفخر او تنال عليه التقريع واللوم، وثمة ثوابت فطريه اوجدها الخالق عز وجل في نفس كل انسان يخضع لها في جميع تصرفاته رغماً عنه مثل: سرعة الغضب او الجبن او الشجاعه او التهور ..الخ
واذا اردت ان تعرف بعض ما فطرت عليه من نزعات نفسيه في طباعك فاسأل غيرك ولا تحكم على نفسك بنفسك ، على ان معرفتك بما تنطوي عليه نفسك من طباع لا يساعدك على تحسين احوال شخصيتك ، كذلك لا يساعدك على تغييرها وربما امكنك تعديلها في احسن الاحوال ، ومن اهم مقومات الشخصيه دماثة الخلق والذاكرة الجيده ، فلا يصح ان تنسى على التو واللحظه اسماء من تلقاهم حينما يعرفون انفسهم اليك فتعرض نفسك للاحراج او السخريه
يتبع....
اما ما يلفت انظار امن حولك ويثير انتباهههم للوهله الاولى بشخصيتك هو حسن قيافتك وعمق ثقافتك فكلما أجدت استخدام الكلمات أثرت الفضول وحظيت بالقبول ومما لاشك فيه ان في اعماقك زاوية مُعتمه تحوي العديد من الطموحات والرغبات الموؤوده التي لم تستطع تحقيقها ولم تقدر على نسيانها والتخلص منها وطال عليها الزمن فتحولت الى عُقد ، هذه العقد النفسيه تعيش في ذاكرتك على الدوام وهي التي تُسبب لك ما تُحس به من نقص يجعلك تحاول دائماً مداراته واخفائه ، معظم الناس يعانون من نقص ما مزمن داخل نفوسهم. ولعلك لا تحتاج الى طول شرح للوقوف على ما تنطوي عليه تصرفاتهم من غرائب وسخافات قد تميل بك احياناً الى الاندهاش والضحك...
ومن هنا سأبدأ الحديث عمن تواجههم في حياتك اليوميه الآن
فمنهم مثلاً من يجلس اليك ويبدؤك بالحديث مسلطاً عليك رشاشاته كلها بلا هواده ولا ينتهي الا عندما يقوم مودعاً ويمد يده مصافحاً وملامح الارتياح والاعجاب – إعجابه بنفسه هو طبعاً – تعلو محياه وهو يقول : شكراً على حديثك الممتع انه لا يمل اشكرك على ( هالجلسه الحلوه) (ولولا اني مستعجل ما تركتك الصحيح انه كلامك حلو ولا يمل ) في حين انه لم يكن قد اعطاك فرصه لأن تتنفس ولو بكلمه واحده.
ومنهم ايضا من يظن انه اذكى الناس فلا يفوته التصدي في الجلسات لأي متحدث اياً كانت مكانته العلميه فلو كان الحديث عن الذره لأوسعك شرحاً وتوضيحاً عن ادق خصائصها ثم بين لك كيف يعمل كل من الالكترون والنيوترون داخل الذره ولو كان الحديث عن الفلك لقام بتحليل كل ما طرأ من نظريات جديده في علم الفلك ، ولو كان الحديث عن الجغرافيا لأوضح لك اسباب الإعاقات التي أدت بكولمبس الى التوهان والضياع قبل ان يصل الى العالم الجديد ولبين لك ايضا كيف ولماذا تأخر ماجلان في العثور على الممر المائي الذي اكتشفه كذلك لو كان الحديث عن علم الارصاد والمحيطات او حتى عن الجان لما قصّر في مجادلتك، ومنهم من هو مولع بالعنتريات والبطولات فلا ينفك يُمعن في اثبات ذاته بالاقوال دون الافعال ومنهم كذلك من يُصر على ان يسير منفوخ الصدر مشرئب الرأس متطاول العنق وكأنه مصلوب، كل ذلك ليثبت انه فعلا يعيش حياته وهو مرفوع الرأس وكأنه يدرء عن نفسه تهمة ان يكون مهاناً
فسبحان الله ، ولله في خلقه شؤون
العُقد اكثر من ان تُحصى ولكني أتيت على ذكر بعض منها للمداعبه ولا اظنك تحتاج الى تسمية كل عقده مما ذكرت وعليك ان تدرك في نهاية هذا الموضوع ان هذا النقص الذي يُختزن في نفوس البشر هو الذي يُفعّل جميع شؤون الحياه بينهم وهو الذي يميزك ايضاً عن
غيرك ويميز غيرك عنك.
ولو شاء ربك لهيأ العقل والرشاد للجميع لكن الكمال لله وحده.
كالعاده مبدعه يا حنان الله يرضى عنك ويستر عليكي يا رب كلام رائع وفي محله ولو كنت اديبا لاقتبست من هذه العبارات كتب ومقالات ولا اروع بس للاسف ما بعرف اكتب مواضيع ادبيه