يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ** لعلمت أنك في العبادة تلعبُ
من كان يخضب خدّه بدموعه.. فنحورنا بدمائنا تتخضّبُ
هذه الأبيات للإمام العابد المجاهد عبدالله بن المبارك رضي الله عنه وأرضاه، إلى الأمة في عصر الفضيل بن عياض، أحد أعلام أهل السنة وكان لقبه "عابد الحرمين" لاعتكافه بين مكة تارةً والمدينة تارةً؛ وكان يحثه فيها على الرباط في الثغور، والقتال مع المسلمين في الجبهات، فلما قرأها الفضيل بكى، وقال: "صدق أبو عبدالرحمن ونصح"؛ رغم أن الفضيل كان أتقى أهل زمانه، وقيل عنه "ما من أحد كان الله في صدره أعظم من الفضيل بن عياض".
اجعل شعارك في الحياة تبسّما، وعطر بطيـب القول من لاقيته، فلعل بعض القول يسعد مسلما ويبقى ذكرى الأثر لا يندثر ،فلنترك لنا أثر حتى لا نندثر .
سمعناها كثيرا وقرأناها كثيرا، ولكن حينما سمعناها من أبي عبيدة، كان لها وقع كبير في نفوسنا، والسبب في ذلك هو الفرق الشاسع بين من يقولها في خطبة جمعة أو محاضرة أو محفل، وبين من يقولها في أرض الجهاد والرباط، وصدق من قال :