بين الشيخ إسماعيل وصديقي إلياس - بين الشيخ إسماعيل وصديقي إلياس - بين الشيخ إسماعيل وصديقي إلياس - بين الشيخ إسماعيل وصديقي إلياس - بين الشيخ إسماعيل وصديقي إلياس
بين الشيخ اسماعيل ( خطيب مسجدنا ) وصديقي إلياس عوالم كثيرة ومساحات شاسعة ترتمي في حضنها اللا متناهي كل ذكريات التاريخ وكل الدين وكل الفقه والجغرافيا والسياسة واللاهوت وعلم النفس وعلم الاجتماع والذمييـِّون والوطنية والمواطنة والتوحيد والتثنية والتثليث وقضايا عويصة هي حتما ً تفوق مجموع عمريهما وعمري وأعمار كل المعاصرين
وتستعصي على الفهم وعلى الحلول الوسط والوسطية والواسطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
خرج المصلون بعد تأدية صلاة الجمعة وهم على يقين تام ٍ أنّ منْ هنأ نصرانيا ً بالكرسمس فهو منهم !!!
صار لدنيا شعور قوي أنَّ ديننا أضحى على كف عفريت وأنّ عبارة التهنئة البريئه بين صديقين ستنقض عـُرى الدين وتجيب أجله وكأن الشيخ اسماعيل لا يعرف اعداد الذين يدخلون في الاسلام سنويا ً
خرجت من المسجد حائرا ً تائها ً أستحضرُ في عقلي مواقف صديقي إلياس ..
هذا النصراني الذي لم نر منه إلا كل خير . والذي كان لا يترك مناسبة لأحد ٍ إلا شاركه فيها فرحا ً أو ترحا ً
هذا الذي كان قبل كل عيد للمسلمين فطراً أو أضحى يقول بالصوت الواثق الصادق " يا إخوان العيد بدّه مصارف كثيرة وإللي ما معه جيرة الله يحكي .. بداينه ويسد ع مهل "
هذا النصراني الذي كان يصوم معنا رمضان توقيرا ً لحرمة الشهر الفضيل ومراعاة لمشاعر زملائه المسلمين
وكنّا نـُلح عليه أن يأكل أو يشرب أو يدخن في أي ركن ٍ خفي فنحن قد أحللناه وسامحناه وعذرناه
لكن مروءته كان تمنعه من ذلك وكان يظل صائما ً حتى يصل بيته !!
بين فتوى الشيخ إسماعيل المتشددة والحازمة وبين صديقنا إلياس تقف ُ جبالٌ من الأسئلة وبحار من التيه
ربما لم يسبق للشيخ إسماعيل أن رأى نصرانيا ً وجها ً لوجه وربما كان في خطبته عندما يتحدَّث عن النصارى يستحضر الجورجين بوش الأب والابن وساركوزي وتوني بلير وجوسبان وفلاديميير بوتين وكلينتون وغيرهم
ربما لو عرف شيخنا إسماعيل ُإلياسَ كان له رأي ٌ آخر وفتوى أخرى أو عرف- على الأقل _ أنّ النصارى في بلاد الشام غير النصارى في بلاد العم سام
وأنَّ الكرسمس هو احتفاءٌ بميلاد نبي من أنبياء الله هو اليسوع الفلسطيني عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام .
صديقي إلياس : ميري كرسمس آند هبي نيو يير
لا أملك الحق في الإفتاء إن كان حراماً أو لا بأس به
و لكن ما عليك أن تعرفه أن الكرسمس ليس هو إحتفالاً بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام - العيد هو عيد وثني و لا علاقة له بالديانة النصرانية على الإطلاق . من إخترعه هم الملحدون الرومان الذين كانوا لا يؤمنون بوجود الله أصلاً