في قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)
عبر بلفظ الإتباع دلاله على التقرب ,لأن من آثار المحبة تطلب القرب من المحبوب
وعلق محبه الله تعالى على لزوم إتباع الرسول لأنه الرسول الداعي لما يحبه .
انظر التحرير والتنوير 3/81
**************************************** *******************
تأمل هذه الآية : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)
إنها آية واضحة في بيان معيار المحبة والإتباع الحقيقي للنبي _صلى الله عليه وسلم _ فلا يصح لأحد أن يزايد على هذه المحبة بفعل ما لم يشرعه
فضلا عن الابتداع في دينه بدعوى المحبة واشد من ذلك أن يقلب الأمر فيوصف من لم يوافق المبتدع على بدعته بأن محبته للنبي _-صلى الله عليه وسلم – ناقصة .
( فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ) آل عمران : 95 ، ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ) لقمان ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) الأنعام :90
تأمل الرابط بينها ، تجد أنه أمر باتباع السبيل والملة والهدى مع أن هؤلاء أئمة معصومون ؛
وذلك لتوجيه الأمة بألا تقتدي بالأفراد لذواتهم مهما علا شأنهم وارتفعت مكانتهم وإنما نقتدي بهداهم ، فإن زل أحد المنهج بقيت هي على الطريق ،
وهذا درس عظيم لو وعاه كثير من المسلمين لسلموا من التعصب الذي أضل الأمة .
أ.د. ناصر العمر
(( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ))الفرقان
وذكر أهل العلم عند تفسير هذه الآية أنواع هجر القرآن وهي:
1- عدم الاستماع إليه إذا تلي، وإكثار اللغط والكلام عند تلاوته حتى لا يسمع.
2- ترك الإيمان به وعدم التصديق .
3- ترك تدبره وتفهمه.
4- ترك العمل به فلا تمتثل أوامره ولا تجتنب نواهيه.
5- ترك التحاكم إليه.
6- عدم الاستشفاء به.
7- العدول عن سماعه إلى سماع آلات اللهو والغناء والطرب، نسأل الله أن يخلصنا مما يسخطه ويستعملنا فيما يرضيه.
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون [الجاثية:23]
::: التفسير الميسر :::
-------------------------
أفرأيت -أيها الرسول- من اتخذ هواه إلهًا له، فلا يهوى شيئًا إلا فَعَله، وأضلَّه الله بعد بلوغ العلم إليه وقيام الحجة عليه، فلا يسمع مواعظ الله، ولا يعتبر بها، وطبع على قلبه، فلا يعقل به شيئًا، وجعل على بصره غطاء، فلا يبصر به حجج الله؟ فمن يوفقه لإصابة الحق والرشد بعد إضلال الله إياه؟ أفلا تذكرون -أيها الناس- فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك فلن يهتدي أبدًا، ولن يجد لنفسه وليًا مرشدًا؟ والآية أصل في التحذير من أن يكون الهوى هو الباعث للمؤمنين على أعمالهم.
قال تعالى(وتوبوا إلى جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون) وعن الأغر بن يسار المزني رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم في اليوم مائة مرة رواه مسلم .
فما أحوجنا للتوبة.
قال ابن القيم :
"وكثيرا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : "إياك نعبد" تدفع الرياء، "وإياك نستعين" تدفع الكبرياء"
مدارج السالكين ١/ ٥٤
محمد بن مهدي العجمي
اللهم وكلتك نفسي وسائر أمري وماأهمني فتولني وأنت حسبي
وكفي بك حسيباً ...
كلام يكتب بماء العيون ،،،،،،
التوفيق ليس بيتا ًتسكنه، ولا شخصاً تعاشره، ولا ثوباً ترتديه، التّوفيق غيثٌ إنْ أذنَ الله بهطوله على حياتك ما شقيت أبداً، فاستمطروه بالصلاة والدّعاء، وحسن الظن بالله ثم حسن الظن بالناس دائماً، وحتى تتيقن أن المسألة هي مسألة "توفيق"، انظر إلى "الذِّكر" من أسهلِ أسهل الطاعات، لكن لا يوفق له إلا قليل.