من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8 - من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8
من نوادر الأدب العربي - الحلقة 8
(!)..شعر للإمام علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه..(!)
(1)
أبيات تأخذ الألباب في صنعها.. فإن قرأت كلماتها رأسياً لم تخالف نظمها أفقياً
ألـــــــــــوم صديقـــــي وهــــــــــذا محــــــــــال
صديقـــــي أحبـــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــــال
وهــــــــــذا كـــــــــــلام بليـــــــــغ الجـمــــــــال
محــــــــال يـقــــــــــال الجمــــــال خيــــــــــــال
(2)
وهذا البيت إقرأه بالمقلوب حرفاً حرفاً واكتشف الإبداع لأنه يبقى على حاله ولا يتغير
مودته تدوم لكل هول وهـل كل مودته تدوم
(3)
وهذين البيتين اللذين يحملان في ثناياهما مدحاً وثناءً ففيهما من العجب العجاب.. فإنك إن قرأتهما بالمقلوب كلمةً كلمةً
فإنها تصبح هجاءً وذماً دون أن يختل الوزن أو القافية
حلموا فما ساءَت لهم شيم ... سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قــــدمُ ... رشدوا فلا ضلّت لهـم سننُ
عند قراءتها بالمقلوب تصبح هجاءً
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا ... شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا ... قدمٌ لهم زلّت فلا سلمــــوا
(3)
أما القصيدة التالية فهي الإعجاز بعينه، فإنك إن قرأتها كما هي كانت مدحاً لرجل يدعى نوفل بن دارم
إذا أتيت نوفل بـــــــــن دارم ... أمير مخـزوم وسيف هاشـــــم
وجــدته أظـــلم كل ظـــالـــم ... على الدنانير أو الدراهـــــــــم
وأبخـل الأعراب والأعـــاجم ... عـــرضــه وســره المكــاتـــــم
لا يستحي مـن لـوم كل لائـم ... إذا قضى بالحق في الجرائــــم
ولا يراعي جـانب المكـــارم ... في جانب الحق وعدل الحاكــم
يقـرع من يأتيه سن النــادم ... إذا لم يكــن من قدم بقـــــــادم
أما إذا اكتفيت بقراءة الشطر الأول من كل بيت فيصبح لديك قصيدة في الذم
إذا أتيت نوفل بــــــن دارم ... وجدتــه أظلـم كل ظــــــــالم
وأبخل الأعراب والأعاجــم ... لا يستحي من لــوم كل لائــم
ولا يراعي جانـب المكارم ... يقـرع من يأتيه سن النـــادم
الله الله الله
ما هذا الجمال الخلاب والذي لا يعرفه إلا من عنده غيرة على لغتنا العربية
جميل نقلك بل فيه من السحر ما لا يمكن أن يوجد في أية لغة سوى لغتنا الأم
ولكن ، من يقدر؟!!
من نوادر الأدب العربي (9) - من نوادر الأدب العربي (9) - من نوادر الأدب العربي (9) - من نوادر الأدب العربي (9) - من نوادر الأدب العربي (9)
بسم الله الرحمن الرحيم
حكي أن معن بن زائدة اتفق نفر على إغضابه، وقالوا من يغضبه فله مئة بعير ، وكان من بين هؤلاء شاعر قد وعدهم بذلك، فلما وقف بين يدي الأمير لم يلق عليه تحية الملوك ونطق قائلا:
أتذكر إذ لحافك جلد شاة ،،، وإذ نعلاك من جلد البعيــــــــر؟
فسبحان الذي أعطاك ملكا،،،وعلمك الجلوس على السرير
فقال الأمير : أذكر ذلك ولا أنساه وهل أحد ينسى قديمه !
فقال الشاعر :
سأرحل عن ديار أنت فيها،،، وإن جار الزمان على الفقير
فقال معن: إن جاورتنا فمرحبا بالإقامة، وإن فارقتنا فصاحبتك السلامة.
فقال الشاعر:
فجُدْ لي يا ابن ناقصة بمال ،،، فإني قد عزمت على المسير
الأمير وهب له مع هذه الإهانة 3000 دينار
فقال الشاعر :
قليل ما أتيت به وإني ،،، لأطمع منك في المال الكثير
فأعطاه الأمير مثل ما أعطاه
الشاعر لم يزل يطلب الزيادة حتى وصلت منحة الأمير 10000 دينار ولم تظهر عليه بوادر الغضب.
عندها انطلق لسان الشاعر بالشكر والثناء على الأمير قائلا :
سألت الله أن يبقيك ذخرا ،،، فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حقا ،،،وفضل يديك كالبحر الغزير
فقال الأمير : أعطيناك عشرة آلاف دينار على ذمنا ، ولك مثلها على مدحنا .
الحكمة،،، متى سنتقلد مناصب ونصير مثل هذا الخليفة؟!!
أنا شخصيا ،، لا أدري