باعتراف الاحتلال... بندقية القنص "غول" التي أعلنت عنها كتائب القسام قبل قليل أردت أكثر من 18 جنديا في جيش الاحتلال قتيلا خلال العدوان المستمر على قطاع غزة منذ 28 يوما.
الجيش الصهيوني يكشف عن خلل في ادارة المعارك في قطاع غزة
هاأرتس
يكشف القتال المتواصل في غزة مواضع خلل مقلقة في الجيش الاسرائيلي، في الاستعداد للمعركة وفي شكل إدارتها. وبينما يعرض الجنود والقادة في الميدان حياتهم للخطر بل ويضحون بأنفسهم للدفاع عن الدولة، يبدو أن قيادة الجيش، بقيادة رئيس الاركان بيني غانتس، اعتادت على أن ترى في طلبات علاوة المقدرات حلا لكل مشكلة، واستخدام قوة نار كبيرة لتنفيذ خطط عملياتية نموذجية ومتوقعة مسبقا. في الاستعداد للحرب أمام عدو مصمم وقليل الميزانية كحماس، طورت قياداته العسكرية ردا على التفوق الجوي والاستخبارات المتطورة الاسرائيلية، امتنع الجيش الاسرائيلي عن الحيل والمفاجآت، واستند أساسا الى سلاح الجو، في ظل اهماله للقوات البرية والوحدات الخاصة.
ويبرز على نحو خاص القصور في التصدي لتهديد الانفاق. فشعبة الاستخبارات العسكرية “امان” تدعي بانها كانت تعرف عن المسارات الهجومية التي حفرتها حماس من غزة الى اسرائيل، وحذرت منها أمام القيادة السياسية. ولكن دور الجيش لا يتلخص في ارسال مذكرات وبث استعراضات. عليه أن يطور ردا عملياتيا وأن يتدرب استعدادا لها. هذا لم يتم، وكانت النتيجة ارتجالات تطيل القتال وتجبي الضحايا بين جنود الجيش والمواطنين الفلسطينيين.
لقد اخفقت الاستخبارات في اكتشاف منظومة القيادة والتحكم لدى حماس، والعثور على مكان اختباء قادتها. يتباهى كبار قيادات الجيش الاسرائيلي بالايام الاولى من “الجرف الصامد” بانجازات هائلة، بالضربة القاضية لحماس، بمؤشرات الانكسار للعدو. ولكن محمد ضيف ورجاله يواصلون التحكم بقواتهم، اطلاق الصواريخ على اسرائيل والهجوم على قوات الجيش الاسرائيلي حتى في الاسبوع الرابع من المعارك.
في غياب استخبارات نوعية وابداعات في التخطيط العملياتي، اختار الجيش الاسرائيلي حل “الرصاص المصبوب” – النار الكثيفة على المناطق المأهولة، في ظل الاصابة الشديدة لمدنيين. لقد بلغ عدد القتلى الفلسطينيين 1.400، غالبيتهم الساحقة مدنيون، مئات الالاف اصبحوا لاجئين، ودمر العديد من المنازل. ورغم التسويغ القانوني الذي يتغطى به الجيش، من الصعب الاقتناع بانه بذل جهد حقيقي لتقليص الاصابة للابرياء، الحفاظ على الاخلاق القتالية والامتناع عن تعميق كراهية الجيران، الذين سنضطر الى العيش الى جانبهم حتى بعد أن تتوقف النار.
نقلا عن اسرائيل من الداخل
الدكتور احمد نوفل
تحت عنوان (نتن ياهو يتحرق لإنهاء القتال وسيضطر للاكتفاء بوجع الرأس) قال يوسي فيرطر- محلل سياسي لهآرتس: إن الهجوم الإسرائيلي على كيري وتدهور العلاقات مع أمريكا يشير إلى فقدان السيطرة الإسرائيلية على الأحداث.