الجبهة الديمقراطية تدعو لتحويل يوم غد الجمعة إلى يوم غضب شامل في الداخل المحتل والضفة الغربية والقدس المحتلة، ضد العدوان الإسرائيلي على غزة وتضامناً مع القطاع.
قللت مصادر مقربة من حركة المقاومة الإسلامية حماس من أهمية الرسالة التي سارعت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية إلى نشرها يوم الاثنين وزعمت أنها تتضمن خطابا أرسله اسماعيل هنية لوزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد يشكره فيها على مساعدة بلاده للفلسطينيين.
وأثارت الرسالة المنسوبة إلى القيادي في حماس والتي لم تؤكدها الحركة تساؤلات كثيرة خصوصا انها جاءت بعد فضيحة التجسس الإماراتية التي كشفت عن تورط وفد الهلال الأحمر الإماراتي في قطاع غزة بأعمال استخبارية لصالح إسرائيل.
المصادر التي تحدثت إلى موقع الجمهور أكدت عدم رغبة الحركة بالدخول في أي صراع مع قطر عربي حتى لو سبق وان اعلن اصطفافه إلى جانب الكيان الإسرائيلي.
واعتبرت أن أي معركة جانبية مع بعض الدول العربية التي تساند إسرائيل ستصرف الانظار عن المعركة المصيرية التي تخوضها الحركة الآن.
وأكدت أن حماس تدرك جيدا موقف الإمارات المساند للانقلاب العسكري في مصر ومناهضتها لجماعة الإخوان المسلمين وسعيها لإعادة القيادي الفتحاوي السابق ومستشار ولي عهد أبوظبي محمد دحلان لحكم غزة، لكنها تتجنب بالوقت الراهن الدخول في اي صراعات جانبية مع "الاشقاء".
وفي تطور مهم كشفت مصادر أخرى متطابقة من داخل قطاع غزة تفاصيل هامة عن الأموال التي صادرتها حركة حماس من الوفد الاستخباري الإماراتي الذي جاء القطاع تحت غطاء الهلال الأحمر.
وقالت المصادر إن أجهزة الحركة الأمنية صادرت أموالا إماراتية كانت بحوزة الوفد الإماراتي تم إدخالها سرا إلى القطاع وعثر عليها بمنزل أحد الجواسيس الفلسطينيين القريب من مستشفى ميداني في مدينة دير البلح وسط القطاع، كان يسعى الوفد إلى افتتاحه على نفقة الحكومة الإماراتية.
وأضافت أن حركة حماس وزعت هذه الأموال على موظفي القطاع الذين لم يقبضوا معاشاتهم منذ أكثر من أربعة أشهر ويعانون شظف العيش.
وأوضحت أن الإمارات كانت تهدف من إدخال الأموال المصادرة إلى تمويل ودعم عملاء دحلان في غزة من أجل إحداث فلتان أمني وزعزعة الاستقرار الداخلي في القطاع.
وقال أحد هذه المصادر إن أبو ظبي لا تتوقف عن إعطاء دحلان فرص جديدة للعودة إلى الحياة السياسية الغزاوية، بعد إعلان رئيس السلطة محمود عباس فصله من فتح وطرده من القطاع عقب سيطرة حماس على مقاليد الحكم هناك.
وبحسب المصادر، تم اعتقال عدد كبير من عناصر دحلان في مناطق مختلفة من القطاع خلال الأيام القليلة الفائتة وذلك أثناء قيامهم بتعقب المقاومين، ومحاولتهم الكشف عن مواقع إطلاق الصواريخ.
ووفق المصادر أيضا، تم مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة التي كانت بحوزة المعتقلين وتحويلهم إلى محاكمات.
وكانت وزارة الداخلية التابعة لحكومة حماس السابقة قد اتهمت في وقت سابق جهات عربية لم تسمها بتمويل بعض من وصفتهم بـ"المشبوهين والفارين" من أجل تخريب الوضع في القطاع، مؤكدة أن البعض حاول استغلال الأجواء بالدول المجاورة لنقل الفوضى إلى غزة.
وكشفت مصادر أمنية فلسطينية لموقع الجمهور في وقت سابق أيضا تفاصيل خطة إسرائيلية - إماراتية يرعاها جهاز المخابرات المصري بالاشتراك مع جهات أمنية عربية وغربية، كانت تهدف إلى إسقاط حكم حماس في القطاع، بعد إطاحة الحكم الإسلامي في مصر.
وأكدت المصادر حينها أن محمد دحلان، المقيم في أبو ظبي يعتبر أحد أهم الذين تتم استشارتهم في الخطة.
وقالت المصادر إن اجتماعات سرية عقدت في الإمارات وايلات وطابا، حضرها مسؤولو أجهزة المخابرات، لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية والإمارات.
وعلم أن رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني ماجد فرج، حضر معظم هذه الاجتماعات، إضافة إلى دحلان.
ونقل عن مستشار الأمن الوطني هزاع بن زايد، الذي حضر الاجتماعات ايضا قوله إن حكام الإمارات يدعمون خيار إسقاط حماس، على اعتبار أنها فصيل إخواني أكثر من كونها فصيل فلسطيني، يريد مصلحة فلسطين.
اكد الدكتور حسن الصيفي وكيل وزارة الاوقاف والشئون الدينية ان الوزارة سترسل خلال الساعات القادمة كميات كبيرة من مياه الشرب تقدر بـ5مليون لتر الى قطاع غزة للتخفيف عن المواطنين نظرا للاستهداف الصهيوني المتواصل لمياه الابار بغزة ومحطة توليد الكهرباء الوحيدة.
واوضح الصيفي انه اجرى تلقى اتصالا من وزير الاوقاف الدكتور يوسف ادعيس للاطمئنان على الاوضاع في غزة حيث اكد له انه تم دفع مبلغ 5 مليون شيكل وملابس واغطية وفرشات سترسل الى غزة خلال الساعات القادمة للتخفيف عن كاهل المواطنين المشردين .
واضاف ان الوزارة وزعت خلال الايام الماضية 10 الاف طرد غذائي و3000 بطانية وفرشة على مئات المواطنين رغم الاستهداف الصهيوني لمؤسسات الوزارة.
واشار الصيفي الى ان قوات الاحتلال استهدفت بصوايخها مخزنا للوزارة بداخله 900 فرشة مساعدة للمواطنين في بني سهيلا شرق خانيونس بالاضافة الى تدمير مقر زكاة مدينة رفح.
واضاف الى انه تم تدمير اكثر من 1000 مسجد بصبورة كلية وجزئية ناهيك عن استهداف مقابر الاموات في قطاع غزة بصورة مباشرة بصواريخ الاحتلال الاسرائيلي.
كتب اسلام صوالحة - تنظر بعض الاطراف العربية والاقليمية للعدوان الصهيوني البربري على قطاع غزة المحاصر، على أنه حصان طروادة الذي سيمكنهم من خلال تمرير مخططاتهم المشبوهة التي تستهدف خصومهم .
اذ تصدرت حملات التضليل الاعلامي ضد بعض الدول العربية ومن بينها الاردن، الصحف والمواقع الاخبارية المحلية والعربية والعالمية بصورة غير مسبوقة، وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي على انها حقائق موثقة، وقامت بعض الجهات والدول بتجنيد كتاب ومحللين ومثقفين يحظون بمتابعة عالية من القراء، وضخت بواسطة اقلامهم الشائعات والاخبار المفبركة، بقدر ما ضخت في جيوبهم الاموال.
ولان ذاكرة الكثير من القراء كذاكرة السمك، غيب الوعي كما غيبت الذاكرة، اذ تغاضى بعض من يتناقلون الاخبار المفبركة والاتهامات المعلبة والمعدة سلفا للظروف المماثلة، الخلفية الفكرية والسياسية لمن يختلقون تلك الاخبار، وكذلك الخلفية التمويلية والجهات الراعية لبعض وسائل الاعلام التي تحولت لماكنات اعلامية لدى بعض الدول والاطراف السياسية.
في 'جراسا' تصدينا مسبقا وتحصنا من عدوى الشائعات التي يكثر تناقلها في مثل هذه الظروف والاحداث، ولادراكنا ان الحرب الاعلامية اشد خطرا من الحرب العسكرية، وان المتصيدين والموتورين يتكاثرون في موسم الحروب، ارتأنا التريث قبل نشر او نقل اي معلومة او خبر، وقراءة ما بين السطور والتحقق من مصدر المعلومة بدقة لكي لا نتحول وسيلة لتحقيق اهداف مشبوهة ومسمومة.
ما دفعني لهذا الحديث ، تقرير تداولته اليوم الخميس، صحف ومواقع عربية ومحلية للاسف، بصم كثير ممن تداوله على صدقيته على اعتبار انه صادر عن صحيفة عالمية مشهود لها بالدقة والمهنية وهي صحيفة نيويورك تايمز الامريكية، ويتحدث التقرير عن ' قصة الحلف السعودي الاماراتي الاردني الامريكي الاسرائيلي ضد حماس '، وهو عنوان كاف لدغدغة مشاعر وعواطف القارئ العربي المشحون سلفا بسخط واستياء وغضب وحنق على الحكومات العربية لصمتها على ما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء العدوان الهمجي في غزة.
كاتب التقرير هو ديفيد كيرباتريك مراسل صحيفة نيويورك تايمز في مصر وفي الشرق الاوسط، نجح في اختراق ومخاطبة العاطفة الجمعية لدى القارئ العربي الذي يبحث عن 'شماعة' يعلق عليها عجزه وقلة حيلته امام مشاهد الدمار والقتل والاجرام والمجازر في غزة، فيلقي بها على كتف الانظمة العربية 'المتخاذلة والعميلة والمتآمرة على الامة ..الخ من تهم معلبة'.
الا ان مراجعة بسيطة لتقارير كتبها كيرباتريك عن الشرق الاوسط تكفي لنسف روايته بالكامل، يقول كيرباتريك في تقريره “بعد الانقلاب العسكري على الحكومة الإسلامية في القاهرة العام الماضي تقود مصر تحالفا جديدا من الدول العربية- يضم السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن، وقف بشكل فعلي مع إسرائيل ضد حماس، الحركة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة، وهو ما أسهم في فشل اللاعبين في الحرب للتوصل لوقف إطلاق النار بعد أكثر من 3 أسابيع من الحمام الدموي”
بداية، نذكر القارئ الاردني بتخاريف كيرباتريك التي حاول تسويقها في الاردن، ففي كانون ثاني من عام 2012 انتشر تقرير كتبه مراسل نيويورك تايمز ذاته، تحت عنوان 'المتظاهرون الأردنيون يحلمون بالتغيير نحو أخ الملك'، وهو تقرير تبين انه مدفوع الثمن من اطراف عربية ارادت اثارة الفتنة داخل العائلة المالكة من جهة واثارة البلبلة في الداخل الاردني في اوج الاعتصامات والتظاهرات في سياق ما يسمة بالربيع العربي.
اما عربيا، فلا يخفي كيرباتريك تعاطفه مع تيار الاسلام السياسي ، اذ كتب في المهندس خيرت الشاطر نائب مرشد الاخوان في مصر ومهندس الجماعة، في 2012 تقريرا مطولا تغزل فيه واشاد بحنكته وبرجاحة عقله وذكائه حيث وصفه بانه الرجل ذو الصوت الاكثر حسما في مصر وبأنه سيكون رجل مصر القوي، وهناك العديد من التقارير التي اعدها كيرباتريك تنتقد النظام المصري الحالي وتهاجم السيسي وتسخر من الانتخابات الامريكية وتحذر الادارة الامريكية من امكانية اندلاع ثورة نتيجة المشاركة الضعيفة في الانتخابات التي فاز فيها السيسي على منافسه حمدين صباحي باكتساح .
اذاً، وبقراءة متأنية لأرشيف الصحفي الامريكي ديفيد كيرباتريك نستطيع ان نجزم ان الرجل جزء من لعبة دمى تمسك اطراف سياسية خيوطها وتحركها كما تشاء ، وضد من تشاء، ضمن حملة مسعورة تستهدف تغييب المشاهد العربي وتحريف بوصلته الفكرية وتلويثها وغرس الاحباط والحقد داخلهم، في استثمار رخيص لدماء الشهداء والام الجرحى الذين يتسقاطون بالمئات في غزة وفي العالم العربي، والنتيجة انتاج جيل من المتطرفين والحاقدين على مجتمعهم ودولهم وامتهم.
نحن في 'جراسا' نقف لحظة بلحظة مع غزة اطفالها ونسائها وشيوخها واقدام مقاوميها...لكن لا نقبل ان يتم اغتصاب العقل العربي من اصحاب اجندات معروفة، همهم الوحيد الوصول للسلطة وتصفية حساباتهم مع خصومهم و لو كان الثمن شلالات الدماء الفلسطينية النقية!
علمت 'جراسا' من مصادر عربية متطابقة ، ان الوفد الفلسطيني المشترك الذي ي كان من المقرر ان يتوجه الى مصر لبدء الفاوضات حول مبادرة التهدئة في غزة لم يصل القاهرة.
وقالت المصادر أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفض بدء المفاوضات قبل ان يعلن الكيان الصهيوني وقفا لاطلاق النار.
ومن المقرر ان تبحث المفاوضات في مصر، تعديل المبادرة المصرية بما يضمن تحقيق شروط المقاومة التي تبنتها الفصائل الفلسطينية كافة، للوصول الى تهدئة في قطاع غزة ووقف العدوان.