سقط هاتفي المحمول في الماء، يحتاج قرابة الخمسة دنانير حتى تتم صيانته، الآن.. تحقق ثمانين بالمئة من الانقطاع عن العالم الخارجي، لا أملك هذه الدنانير، إذاً يرجئ إصلاحه إلى ما بعد، تمتعظ أمي من عادتي في الرسم على ملابسي، لكني لا أكف عن ذلك، أتطلع إلى الكثير من الأشياء، كأن أعيش وحدي تماماً هو حُلم صعب جداً، بل يكاد أن يكون مستحيلاً، هل سيأتي ذلك اليوم؟ هي مجرد أحلام يقظة حتى الآن، أحياناً أتمنى أن يحصل زلزالاً كبيراً في حياتي، لكني أعلم تماماً أن ذلك لن يحصل مهما فعلت، فالأمر مرتبط تماماً بنسق غريب يجعل من الأشخاص منا يرتبط إلى خيط واحد، لا يمكن أن يبتعد عنه إلا في حالة واحدة هي الموت.
في ذات الوقت أفكر كثيراً كيف يمكن أن يحدث شيئاً آخر ! شيء يشبه الموت دون أن يتسبب بالألم، ودون أن نغضب أحد، مالضير في أن ....... لا أعرف عما أبحث حالياً، إلا أنني أستطيع أن أؤمن قليلاً في أن الكثير من الكلمات التي تقال هي مجرد تسبيحات فارغة، لا معنى لها، لكنها تكتسب قدسية عمياء من خلال الآخرين المرتبطين معنا بذلك الخيط، كالسبحة حين ينقطع خيطها فلا معنى حقيقاً للخرز بعد ذلك.
انتظرت إشارة منه، أية إشارة برغم أنها دامت أياماًُ كثيرة إلا أن رسالة قصيرة ولدت لدي شعور بالالتساع المفاجئ، كنت قد يأست من سلوكي وتولد في ّشعور بأني خسرته للأبد، لكن رسالته القصيرة والتي لم تحمل سوى ثلاث كلمات " كيفك ! اشتقت لك .. " كانت كفيلة بأن تنزعني من الخوف... وأنا أيضاً اشتقت له كثيراً ما كنت أقول له أنني أشتاق له كما لا أفعل تجاه أي شيء آخر أو شخص آخر في هذه الحياة، والآن أنا مشتاقة له كما لم يحصل أبداً، ولن يحصل.