وما الحرّيّة؟! أن ترى ما تريد؛ زرقةَ السّماء في الصّباحات الصّيفيّة، وزمجرةَ الأفق في اللّيالي الشّتويّة، واخضرار الحقول في الضّحَوات الرّبيعيّة، وعُري الأشجار في المساءات الخريفيّة، وبَحْرُ الشّوق "يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ" من هُيام. وأنتَ؟! أنتَ كما تشتهي؛ تجلس على حافّة الانهيار محاوِلاً التّخلص من عبثك الطّفوليّ، وتمشي بلا هدفٍ في طريق التّوق اللانهائيّ، تمشي وتمشي دون أن تدري لماذا؟! بعضُ ما نقومُ به يظلّ سؤالاً مُعلّقًا، ويظلّ جميلاً ما دام مُعلّقًا، فإذا أجابت عنه الأقدار سقط. والحبُّ الّذي لم تستطع تفسيره في كلّ مرّة، قد ينجح هذه المرّة؛ الحبّ جنون؛ فإذا دخله العقل فسد، وتحوّل إلى سذاجةٍ تنتهي بندمٍ لا يزول!!
وما الحرّيّة؟! أن ترى ما تريد؛ زرقةَ السّماء في الصّباحات الصّيفيّة، وزمجرةَ الأفق في اللّيالي الشّتويّة، واخضرار الحقول في الضّحَوات الرّبيعيّة، وعُري الأشجار في المساءات الخريفيّة، وبَحْرُ الشّوق "يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ" من هُيام. وأنتَ؟! أنتَ كما تشتهي؛ تجلس على حافّة الانهيار محاوِلاً التّخلص من عبثك الطّفوليّ، وتمشي بلا هدفٍ في طريق التّوق اللانهائيّ، تمشي وتمشي دون أن تدري لماذا؟! بعضُ ما نقومُ به يظلّ سؤالاً مُعلّقًا، ويظلّ جميلاً ما دام مُعلّقًا، فإذا أجابت عنه الأقدار سقط. والحبُّ الّذي لم تستطع تفسيره في كلّ مرّة، قد ينجح هذه المرّة؛ الحبّ جنون؛ فإذا دخله العقل فسد، وتحوّل إلى سذاجةٍ تنتهي بندمٍ لا يزول!!
"في إيطاليا، بدلًا من ضرب الحمار حتى يتحرَّك إلى الأمام، وهو الأمر الذي قد لا يُفيد أحيانًا بسبب تصلُّب الحمار وعناده، فكَّر الفلَّاحون في حيلة: قاموا بتثبيت عصا مُعَلَّقٌ بها حزمة من البرسيم على رأس الحمار بحيث يراها الحمار ويُحدِّق فيها ويتحرَّكُ مُتوَّهمًا أنه سيصل إليها. ألا يُشبه الكثيرُ من الناس هذه الحمير؟ أليس هناك بعضُ الناس ممَّن يجعلون من الآخرين حميرًا مثل تلك التي في إيطاليا؟"
..
علي عزَّت بيجُوفِيتش
[كتاب: هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن 1983-1988م]
"في إيطاليا، بدلًا من ضرب الحمار حتى يتحرَّك إلى الأمام، وهو الأمر الذي قد لا يُفيد أحيانًا بسبب تصلُّب الحمار وعناده، فكَّر الفلَّاحون في حيلة: قاموا بتثبيت عصا مُعَلَّقٌ بها حزمة من البرسيم على رأس الحمار بحيث يراها الحمار ويُحدِّق فيها ويتحرَّكُ مُتوَّهمًا أنه سيصل إليها. ألا يُشبه الكثيرُ من الناس هذه الحمير؟ أليس هناك بعضُ الناس ممَّن يجعلون من الآخرين حميرًا مثل تلك التي في إيطاليا؟"
..
علي عزَّت بيجُوفِيتش
[كتاب: هروبي إلى الحرية؛ أوراق السجن 1983-1988م]
أعجبتني الفكرة لا المقارنة بينا وبين الواقع
وهي شبيهة بتسابق الخيول قديما ، فقد كان العرب يضعون رأس الرمح بشكل مواز لعين الخيل، فإذا رآها الخيل بطرف عينه ظن أن هناك من يسابقه فيزيد من سرعته...