يروى أن يونس بن عبد اﻷعلى - أحد طلاب اﻹمام الشافعي - اختلف مع اﻹمام محمد بن إدريس الشافعي في مسألة أثناء إلقائه درساً في المسجد!!...
فقام يونس غاضباً .. وترك الدرس.. وذهب إلى بيته!!...
فلما أقبل الليل ، سمع يونس صوتَ طرْقٍ على باب منزله!!...
فقال يونس: مَنْ بالباب؟...
قال الطارق: محمد بن إدريس!!...
قال يونس: فتفكرتُ في كل مَنْ كان اسمه محمد بن إدريس إلا الشافعي!!...
قال: فلما فتحتُ الباب ، فوجئتُ به!!
ألم يصطفيك أن كنتَ مسلمًا.. وحولك مليارت البشر..
منهم من يعبد البقر.. ومنهم من يعبد البشر..
و كثير منهم لا يعرف له رباً خالقاً!!
{قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} الْأَنْعَامِ: 161
ثم اصطفاك تعالى مرة أخرى.. فوفّقك لاتباع سنة نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..
وحولك من يحارب السنّة ويزعم أنه مسلم.!!
و اصطفاك ثالثاً بنعمة السمع و البصر .. ولو شاء لسلبها منك .. ولن تجد من يردها إليك.. {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ}.الْأَنْعَامِ: 46
فلِمَ السخط ؟ و لم الضجر؟ وأنت ممن اصطفاهم الله.!!
فاحمد الله تعالى في كل حال ..و اسأله دوام تلك النعم ..
و سلوا الله تعالى مثلها لإخواننا المضطهدين في الشام خاصة..بل و في كل مكان..
د. حسان شمسي باشا
من هنا تأتي الحكمة في نهي النبي الشريف عن إغماض العينين أثناء الصلاة ..
فإغماض العينين ولو كان بينة الخشوع سيتيح لك الدخول إلى عالم افتراضي .. عالم خارج واقعك المحسوس .. لكن لا !
الصلاة أبداً ليست من أجل الهروب والتسلل من هذا الوقع .. بل هي للمواجهة وللتصويب أكثر على الهدف .