فيما تشتعل الضفة الغربية غضبا لما يتعرض له قطاع غزة المحاصر من عدوان صهيوني غير مسبوق، يحتمي رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ومن فرض على الشعب الفلسطيني رئيسا، في منزله الفاخر في العاصمة عمان.
ففي الوقت الذي قررت فيه الضفة الغربية الانتفاض لغزة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة ليل الخميس الجمعة، بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني، يقضي الرئيس عباس ليلة هادئة في عمان الى جانب عائلته التي غادرت الضفة بعد ايام قليلة على بدء العدوان الصهيوني على غزة.
وكان عباس قد وجد في لقاء الملك عبدالله الثاني ذريعة للتغيب عن الضفة تحسبا لاندلاع انتفاضة ثالثة بعد ان لاحت بوادرها في الافق خلال الساعات الماضية.
مغادرة عباس الاراضي الفلسطينية في الظرف التاريخي الذي تمر به بلاده، لا يقل خيانة عن هروب الجندي من ارض المعركة، فهل تطال انتفاضة الشعب الفلسطيني قيادته وسلطته المتخاذلة والهزيلة ؟
اردنيون على مواقع التواصل الاجتماعي دعوا الى طرد عباس من الاردن لينضم الى صفوف المناضلين الفلسطينيين، بدلا من التنقل من عاصمة الى اخرى في ظل العدوان الصهيوني على شعبه.
ورغم ان الرئيس انهى جدول زيارته الى الاردن الى ان الجميع تفاجأ من عدم عودته الى رام الله ، خاصة انه بعد الخطاب الاخير 'الغريب' لعباس، الذي راى فيه مراقبون محاولات للحاق بالموجة، اعتقد البعض ان الرئيس ابومازن كان سيبقى في رام الله.
وهنا نتساءل، ألم يتعلم ابو مازن من معلمه وسلفه الراحل الكبير ياسر عرفات، كيف رابط في المقاطعة ابان الانتفاضة الثانية، ورفض مغادرة مقر اقامته الذي تعرض لمحاولات متكررة للاقتحام من الجنود الصهاينة، بل ان العديد من حراسه قتلوا خلال مواجهات اندلعت على باب مكتب الختيار ابو عمار ، وقال حينها عبارته الشهيرة ' شهيدا شهيدا شهيدا' .
وكانت 'جراسا' قد اشارت الى تسريبات تحدثت عن هرب عائلة ابو مازن قبل ايام الى عمان.
أفادت القناة الثانية العبرية مساء الخميس أن حالة قائد وحدة الاستخبارات العسكرية في لواء ' غولاني ' الصحية تشهد تدهورا خطيرا .
وكان قائد الاستخبارات العسكرية في لواء ' غولاني ' قد أصيب بجراح خطيرة خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية على حدود غزة يوم الأحد الماضي.
-
قالت صحيفة هآرتس العبرية فجر اليوم الجمعة: إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري توصل لصيغة جديدة من أجل التوصل لوقف إطلاق للنار بين إسرائيل وحماس، وأنه تم إيصال هذه المقترحات إلى الجانبين لاتخاذ قرار بشأنها وحال عدم موافقة الأطراف، فإن كيري سيغادر المنطقة فورا.
وقالت صحيفة هآرتس على موقعها الإلكتروني باللغة العبرية: إن وزير الخارجية الأمريكي وبعد لقاءاته مع الأطراف توصل لصيغة جديدة تخرج كافة الأطراف من المأزق الميداني العسكري على الأرض، وتحفظ ماء الوجه للأطراف بعد مباحثاته في تل أبيب ورام الله والقاهرة خلال الأيام الماضية، وأنه ينتظر ردود فعل الطرفين الأساسيين في العملية وهما حركة حماس وإسرائيل بعد أن ضمن موافقة الأطراف الأخرى مثل الرئاسة الفلسطينية والرئاسة المصرية والأردن وتركيا وقطر.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجهود بهذه الصيغة تكون قد وصلت إلى صيغة غاية في الحرج؛ حيث نقلت عن مسئول إسرائيلي رفيع المستوى قوله: إن كيري أدخل تعديلات الجانبين وما عليهما سوى الرد.
وقال المسئول الإسرائيلي: إن المجلس الأمني والسياسي المصغر سيجتمع الجمعة الساعة الواحدة والنصف ظهرا لبحث هذه الصيغة والرد عليها.
وأشار المسئول الإسرائيلي إلى أن الوزير الأمريكي طلب من قطر وتركيا توجيه ضغوط على حركة حماس للموافقة على هذا الاقتراح الأمريكي وإلا فإن الأوضاع ستزداد سوءا بالميدان، مشددا إلى أن كيري طلب من قطر وتركيا الضغط على حماس للقبول.
وبحسب هآرتس فإن وزير الخارجية الأمريكي سيغادر المنطقة بعد ظهر الجمعة حال عدم التوصل لاتفاق وموافقة الجانبين إسرائيل وحماس على هذه الصيغة.
وكانت مصادر أمريكية رفيعة المستوى قد أشارت إلى أن الوزير الأمريكي بذل جهودا مضنية، وأنه لن يستطيع الاستمرار بهذه الجهود إلى ما لا نهاية، وأنه سيكون مضطرا لمغادرة المنطقة حال عدم موافقة الأطراف على مقترحاته.
مصادر إسرائيلية قالت: إن إسرائيل تنظر في المقترحات الأمريكية ولكنها تريد التأكيد على قضية واحدة وهي أنها لن تخرج من القطاع فور التوقيع على اتفاق التهدئة أو وقف إطلاق النار؛ حيث تريد أن تواصل عملياتها البرية المتمثلة بالسعي لتدمير الأنفاق لفترة أسبوعين بحيث تستمر المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار.
أفاد شهود عيان لـ ' جراسا ' في مدينة العقبة جنوبي الأردن أنهم سمعوا دوي انفجارين هائلين في مدينة ايلات في تمام الساعة العاشرة وعشرة دقائق من مساء الخميس .
وقال محمد المزايدة أحد سكان مدينة العقبة أنه شاهد الصواريخ التي استهدفت ' ايلات ' والدخان الكثيف الناتج عنها .
وكان اعلام العدو قد أعلن أن صافرات الانذار دوت في ارجاء مدينة ايلات .