(1) بمحض الصدفة ومن وحيها اجتمعا على المبدأ واستبقا أبوابها كل يحاول الاجتماع بالآخر يسترقون من الزمن دقائقه وما فرقتهما سوى المنية عابثة بأوراق خريف العمر لتسقط آخر ورقة فبدأت من هنا الحكاية كما انتهت ,,,
بمحض الصدفة اجتمعا على المبدأ ..استرقا الدقائق قبل اني يأتي الموت ليهدم احلامهما ..ولما لم يأت ارتأى ان يهدم الحلم بيديه ...لئلا يؤذيها غيره
أظن الموت بفراق الأرواح للأجساد .. فتفنى الأجساد وترفع الأرواح .. وفناء الجسد مقتصر على برهة أجمع الجميع على قصرها
(2) اختلفت الأماكن واجتمعت عقارب الساعة على أن لا تفترقا إلا وقد قضى من عمره الآخر ساعة .. وأجمع الجميع على شمس المغيب بأن تُغيب أجمل لحظات العمر عن المفارِق للمفارَق .. وقضي الأمر الذي فيه يستفتون .. فما تلك المراسم التي كان يعيشها بصمت دون إيقاع إلا لوحة معقدة استحال على الجميع قراءة رمزيتها ,,,
تلك المراسم التي لا تزال تمارس طقوسها وفي قمة الصراخ لا يسمعها الآخر المتلبس بالصمت ...و لربما ظن الناظرون باعين لا ترى انها فقدت عقلها وما فقدت سوى قلبها ...
أتريدين مني يا رفيقة الأفكار أن أخوض بالقبانيات ؟؟!! كنت أهواها وأعشق الغوص في أعماقها .. لكن القسوة اتخذت من نفسها قناعا فقنعتني وأقنعتني بأنها الأجدى .. فلن تسعفني الكلمات لأرد أكثر من ذلك
(3) شجرة من السنديان تعبث ريح كانون بوريقاتها ... عجوز يعزف على شبابته ألحانا من الدهر ممزقا فراغه مغذيا جسده المنهك برائحة كنزته المغزولة بألوان فقدت بريقها بإعلان الرحيل ... وتقرع الشمس أجراس المغيب ... يغادر تلته إلى مملكة فقدت ملكتها فيأوي إلى فراشه منتظرا لحظة اللقاء ,,,
حين تقرع الشمس اجراس المغيب تقرع الروح اجراس النحيب ...ويتزاوج كيانا الحزن ليشكلا سمفونية الحب الاسطوري الخالد تمتد يد الغدر لتقتلع سنديان الروح فلا تصيب الا بعض وريقات ...وتموت اختناقا الروح بطعنة الغدر تلك
ما الحب إلا مزيج من الحزن بقليل من السعادة والفرح .. لن أراهن على أيد من الغدر بأني قادر على كبح جماحها .. فدائما ما تأتينا الطعنات من الخلف .. أما أشجار السنديان فتموت شهيدة مبطونة
(4) وتمضي الأيام والسنون .. الجسد جسد عجوز والروح روح مسافر والقلب قلب مغادر .. والعمر صفحة تنتظر نقطة نهاية السطر ليغلق الكتاب على نهاية حكاية تبدأ من حيث تنتهي ,,,
الروح تسافر الى حيث سافروا ..ويهرم العمر على وقع ضحكاتهم يموت الفرح ولا تحيا سوى بقايا لك الهيكل المسمى جسدا ... امير الحكايا اتشرب في حكاياك الابداع ممزوجا برائحة الحب ..فهل تراني افقد شيئا من روحي ام ان في البحر سكون اقوى من عغضب الموج الهادر ؟ دمتم بعز
سبق وأخبرتك بمفهوم الموت عندي .. وسعدت جدا وردودي تنساب بين ثنايا حروفك فمالي ومال حروفك .. أحاول مجارتها ولا أظن أني بقادر .. فقد امتزجت بنوع من المستحيل
عدت يا انس
ولكن لا اعلم باي حال عدت....
كل حروفك حلوة
بس اكثر شي حبيت
(4)
وتمضي الأيام والسنون .. الجسد جسد عجوز والروح روح مسافر والقلب قلب مغادر .. والعمر صفحة تنتظر نقطة نهاية السطر ليغلق الكتاب على نهاية حكاية تبدأ من حيث تنتهي ,,,
قد نرى من نحبهم يوما او قد لا نراهم
لكن ما زالت هذه الرائحة هي من تعطي للحياة جمالية
مع كل المها .......
أهلا بعودتك من جديد أخت أم يحيى
أنا أثق باللقاء دوما ثقتي بالفراق .. يأخذنا الحنين تارة .. وتسلب الذكريات راحتنا تارة أخرى .. وتنتشي شمس المغيب بالنحيب .. وتتذوق أحزاننا بطعم الفراق