-المحقق: إسمك ؟؟
-العصفور: لم أعد اذكر .. من زمن بعيدْ
غير اني –بلا شكٍ- من رعايا قائدنا الرشيدْ
-المحقق: عمرك ؟؟
-العصفور: بعضُ لحظاتٍ من حلمٍ طريدْ
-المحقق: ماذا تقول في هذه التهم:
هل فعلاً فكرت بالطيران؟
و هل ما زلت يا هذا .. تقوى على التغريد؟
-العصفور: لا , يا سيدي
فمن أنا ... لأُخالفَ النظامْ؟
و من أنا ... لأُزعجَ والينا الرشيدْ؟
-المحقق: تنفي إذاً ؟
حسناً ... كما تريدْ
فما تقولْ ... في أن كلب والينا العتيدْ
قد فز من نومه ... لما رآك في حلْمه
تطير في البعيدْ؟
و ليس هذا ... إنما
هددْتَهُ ... ببعضٍ من نشيدْ؟
كيفَ تجرُأْ .... يا أيها العنيدْ؟
-العصفور: يا سيدي ... ماذا تريدْ؟
هل سينفعُ الدفاعْ ... و هل سينفعُ التفنيدْ؟
ماذا تريدْ؟
فلطالما كنتُ المدان –بلا ذنبٍ-
و لطالما كنتُ الشريدْ
لم أعد أقوى على عيشٍ بلا أملٍ
حسناً ... سأعترف ... –بما لم أقترف- ... سأعترفْ
فلقد رسمتُ يوماً ... صورةً للوالي
من غير تاجه الذهبي ... و لم أبالي
تركتُ صدرهُ –من غير أوسمةٍ تزينهُ- خالي
تخيل يا سيدي ... لم أبالي
طرحتها أرضاً ... و لم أبالي
بصقت فيها ... و لم أبالي
مزقتها ... حرقتها ... و لم أبالي
-القاضي (غاضباً): كفى ... لا مزيد ... لا مزيدْ
حكمنا بما هو آت:
ُتُشطبُ الافادة الاخيرة من صفحة التحقيقْ
يُسجنُ المحقق (و جميع من في القاعة) ... لما سمعوا من قلة الادبْ
يُكبلُ لسانُ هذا المتهم ... بكل ما لدينا من حديدْ
ثم يُأمرُ بالأنتحار طوعاً ... حتى لا يُقالَ يوماً
هاها هنا ... قُتلَ الشهيدْ ... لا لا شهيدْ
(عاش والينا المجيد ... عاش والينا الرشيدْ)