هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم
هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم - هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم - هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم - هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم - هل لي بأخذ رأيكم أي الخواطر أجمل؟ .. والغاية الاحساس بذوقكم
الأخوة الأحبة .. أردت من هذا الموضوع استجماع خواطري فيه وحشدها هنا إن أمكن .. فهل لي ذلك ؟؟!! وفي خطوة أخرى هي لأخذ آرائكم أي الخواطر أجمل إن أمكن ذلك أيضا
فأقول بسم الذي خلق القلم وعلم الإنسان مالم يعلم
الخاطرة الأولى : أولى سجائري
شعلت السيجارة الأولى .. فانتهت .. أتبعتها بأختها الثانية .. ما لبثت الدقيقة حتى بثت سموم غمامتها في أعماقي وانتهت ورحلت .. أتبعتهم بأختهم الثالثة .. أسحب الأنفاس تلو الأنفاس لعل دخانها الأسود يشفي قليلا من قهري .. أو قليلا من غليل أعماقي .. في كل سيجارة كنت أحرقها كانت تحرق شعاعا من أمل .. وتشعل نارا من حقد وكراهية .. صبرت كثيرا وكثيرا لعلي أجد قول القائلين العاشقين لسجائرهم عندما قالوا : " علمتني الحياة أن أعشق سيجارتي لأنها الوحيدة التي تحترق لأجلي " ما وجدت ... سيجارة رابعة .. خامسة .. وسادسة .. عبثا فعلت ... بدأت دوامة الصداع في رأسي بالجنون كلما ازداد جنونها ازداد صداع رأسي ... داويت الصدمة بالصدمة .. سيجارة سابعة ..وثامنة وتاسعة وعاشرة ... أعلنت أعصابي الانهيار ... وأقسمت عيوني على الاستسلام .. أشهرت روحي سيف الانتقام .. الانتقام من ذاتي ؟؟!! لربما لا .. ولكنه الانتقام لذاتي من ذاتي ... انتهت الدوامة بانتهاء اخر سيجارة في علبة السجائر ... نامت عيوني لتستيقظ رغما عنها عندما أجبرتها أشعة شمس اليوم الجديد على فتح ستائرها ... علمتني سجائري أن أعيش لحظات سواد دخانها .. لكن الشمس قد همست فأخبرتني أن اليوم لن يكون كأمس .. عانق شعاع أملها عيوني .. وصدحت حرارتها في أعماق قلبي وروحي وقالت .. انهض فأنت غير الأمس !!!
كنت في الخامسة من عمري .. عندما كانت تسدل الشمس ستائرها معلنة عن الغروب , أركض إلى باب منزلنا البسيط منتظرا بفارغ الصبر قدوم العينين الزرقاوين , كان ضخم الجثة عريض الكتفين أزرق العينين أشيب الرأس باختلاط بسيط من السواد في شعره , إنه جدي .
هامة قد حناها الزمن فقد كان في عراك دائم مع الصخر ليلينه , وعند دخوله باب المنزل ما كان بإمكاني إلا الانحناء لتقبيل يديه , فيداعب خدي بيديه الخشنتين اللاتي كنت أعشق صنيعهما .
خمس دقائق .. عشرة .. ساعة .. ساعتين ها قد أراح جدي جسده المنهك يجب علي أن أجلب له شبابته ليبدأ بعزف الميجنا والآه على أنغام شبابته التي لطالما أفتقد لترانيمها العذبة التي كان يصنعها جدي .
كنت أحاول دوما سؤال جدي عن سر خشونة يديه , عن سر لون عيونه الزرقاوين , كنت أجهل ما يدور حولي وأحاول السؤال عن كل شيء .
وفي إحدى صباحات أيام الشتاء البارد , كان البرد يكاد أن يتخلل في عظامي وعندما فتحت عيناي واستسلمت للأرق جفوني واستيقظت على كلمات جدي وهو يقول " أصبحنا وأصبح الملك لله " كانت الساعة حينها تعلن الخامسة والنصف من عمرها .
لم تسعني الفرحة فهذه أول مرة أستيقظ على جدي وهو غاد إلى عمله , وقبل أي شيء قمت بارتداء ملابسي بسرعة البرق متوجها إليه بكل لهفة طالبا منه اصطحابي معه إلى عمله .
قام بغسل وجهي وكم كنت فرحا وكفيه الخشنتين تداعب وجنتاي وتسبل لي شعري .
وبدأ مشوار ذلك اليوم , حبات المطر تداعب الأرض كما كانت تداعب يدي جدي الخشنتين وجهي .
وصلنا إلى مكان العمل , مقلع للحجارة والصخور , وكان لا يقينا من حبات المطر سوى لوح من المعدن ( الزينكو ) أعده جدي ليكون مكانا يجلس تحته , ذهب جدي ليبحث عن بعض من قطع الخشب وقد عاد بحزمة كبيرة منها .. أشعل النيران فيها وبدأت النار تضطرب , وبدأ بدق الحجارة تعانده وينحتها كانت قاسية جدا فتزداد قسوة جدي معها إلى أن تصبح بشكلها الذي يريد .. وكلما هدأت النار كان يزيدها خشبا وكازا فيعاود هديرها يصنع ألحانا متناسقة مع تلك التي تصنعها حبات المطر فوق لوح المعدن الذي يقينا , ويستمر جدي برسم لوحاته ولمساته على تلك الحجارة القاسية .
كان جدي يتعامل مع كل شيء قاسي .. مع الحجارة ’ البرد والمطر , حتى مع قسوة الحياة , كان يلين الحجارة ويصنع منها ما يزين البيوت وكان يعجبني ذلك في جدي فقد علمني ما علمته الحياة .
لكنه من يومها إلى يومنا هذا كان قد أضرم نيران الرحيل ورحل ولم أجد من يومها من يطفأ نار الرحيل وعذاب الفراق .
رحل جدي وترك تلك النيران مشتعلة , موصيا في وصيته بورثة عظيمة تركها لحفيده ومهمة كانت صعبة جدا على من كان في الخامسة من عمره بأن يطفأ النار ويراعي قسوة حجارته التي كان يعشقها .
علمتني يا جدي كيف أضرم النيران وأشعلها وإن هدأت كيف أزيد من صوت وقوة هديرها ورحلت ولم تعلمني كيف أطفأ نيران الرحيل والشوق .. هل كنت قاسيا يا جدي ؟!! هل كان جدي قاسيا ؟!!
لأول مرة أشعر بترابط الأرواح .. حتى بترابط الطبيعة معها .. عندما أمطرتنا السماء بالدموع .. في ليلة شعواء .. أجبرتنا فيها الأقدار على البكاء .. من بعد لحظات لقاء صامت .. تستدرك صمته اللحظات الشيقة لتتحدث عن ذكريات ما قبل الشهور السبعة .. لا.. إنها ليست شهورا سبعة .. إنها سنين عجاف سبعا كانت تفتقر إلى اللقاء .. تغص بالمشاعر .. تزدحم بالأحاسيس .. ظننت أن أجراس البداية قرعت .. وما ظننت بأن هناك أيد شريرة للقدر تسحق بقبضتها أحلاما تتوارى خجولة خلف ستائر المعاناة والشقاء .. لتعلن النهاية !!
ليلة شتوية باردة .. وأظنها لو كانت صيفية لكانت برودتها أشد من الشدة .. توغلت رماح القدر الشريرة واستنزفت من الآهات ما يضمن لها انتهاء اللقاء بالضربة القاضية .. لا بل بالضربة القاتلة .
نعم لقد أمطرتنا السماء متباكية علينا .. أبو باكية علينا فلست أدري هل السماء وقفت في صفنا ذاك اليوم أم كانت محايدة متعاطفة .. نعم لست أدري .. وأبدا ما كنت أدري .. أني إلى المجهول أمضي .. أبدا ما كنت أدري أن الضياع عنواني .. وأن الذكرى سجني وسجاني .. أبدا ما كنت أدري أن الأحلام يمكن أن تسحقها مخالب القدر بثواني ..
أبدا ما كنت أدري أني إلى المجهول أمضي بين ضلوعي نازف قلبي .. يصيح يصرخ يتألم .. أليس من حقي ؟؟!!
سأطلق العنان لقلمي .. ليعزف على أوتار الصمت ألحنانا وأشجانا .. لن ألجم صمتي بالصمت .. سارتجل دوامة العمر الآتي .. لا لن تجدني عن يمينك .. ولا عن شمالك .. لن تجدني أمامك ولا خلفك .. لن أحاصر أسياف ظروفك .. لن استنطق أصنام صمتك .. لن أرتجي عودتك .. لن أبحث عن نسيانك في عيون سواك .
لن أهمس الزيف أو أطارد سراب نسيانك .. فأنا أحببتك حب العمر كله وانتهى الأمر .
الفرق بيننا أني تساءلت عن الفرق .. أني حاولت الوصول إلى أعماقك بكل الحواس .. من خلف دمعة حزن حاولت أن أراك .. ومن وراء حاجز كبرياء الجرح حاولت أن أراك .. ومن غابات صمتك حاولت أن أجدك .. وفي تقلبات طقوس مناخاتك حاولت أن أفهمك ..
وعندما أغمضت عيني وتمسكت بأصابع البصيرة رأيتك أحلى وأقرب .. فأغمضي عينيك وحاولي أن تري بوضوح .. أغمضي عينيك وعانقي ذاكرة الأيام .. هل رأيت في عيني حروف صدقي ؟؟!! هل عانقت جرحي في أصداء صمتي ؟؟!! آه ليتك رأيتني بنبضات قلبك لعرفتني ..
لم أغمض عيوني كي لا ترتسم بأحداقي كل الجهات الأربع موعدا مستحيل فيه لقاءك .. تآمرت مع الجراح على قلبي لأنفيك .. تآمرت على نبض اصطنعته أنت في زحام الظروف وقسوة الأنانية ..
تصالحت مع الليل مع الويل مع الألم كي لا أعود إليك .. سيدتي خضعت لسلطان عقلي .. أعتقت دواخلي من هواجس عشقك كي أستطيع أن أعيش أن أحيا من غير أن تكوني أنتي الحياة .. ومن دون أن أكون ....
وهاي هي النتيجة فشلت في إنجاز المهمة الصعبة جدا ..!!!!
اعتدت في أيام الشتاء البارد .. على احتضان مشاعري جالسا جلسة القرفصاء .. ناصتا لصوت المدفئة التي تحرق ما في أحشائها بهدوء لتعطيني من الدفئ ما أشاء .. وحدها التي كانت تشعر بي عندما كنت أحترق من داخلي .. وفي أيام الصيف وعندما جن جنون صمتي .. وحارت أفكاري واضطربت مشاعري .. كم أتوق لأن أشعلها .. في كل لحظة أشعر وأني بحاجة إليها ..
ومن بين أصوات الضجيج التي علت على مسامعي .. وطمست معالم تفكيري .. همس في أذني صوت بعيد قريب .. أنا معك .. لأول وهلة شعرت وأن هذا الصوت ران على مسامعي .. اعتلى على كل الأصوات رغم هدوءه .. ظننت أني أحلم فلطالما كنت وحيدا .. أشكي ألم الفراق والرحيل .. من أين أتى هذا الصوت .. يوما بعد يوم عشعش في مخيلتي في ذاكرتي .. ظل يرددها على مسامعي .. " أنا معك " حتى أيقنت أنه قدري .. عاهدت نفسي على الكتمان .. وأن أحتفظ بنفسي لبريق هذا الأمل الذي لازمني وما زال .. حبب لي الدنيا .. جعلني أرى الدنيا بكل تفاؤل وأمل .. تساءلت بيني وبين نفسي .. هل سترحل عني كما رحل من سبقوك ؟!! أجابني وهل يرحل المحبون إذا عشقوا ؟؟ صعقني بإجابته .. أذهلني ببروده .. كيف لا وأجدهم يرحلون واحدا تلو الآخر .. فعاد وهمس في أذني انظر للسماء فستجد تحتها كل من أحبك وأحبتهم .
ازداد شعوري وايماني بأنه قدري .. عاهدته على الوفاء .. على أن تصبح الأحلام حقائق .. فبادلني العهد والوفاء .. فأنا على العهد يا من فرشت لي السماء لآلئا .. وجعلت من قلبك لي مسكنا .. ومن عيونك أستشعر بريق الأمل .. فمن أين أتيت وإلى أين جئت !!؟؟
الحقيقة أخ أنس نص " رحيل " أكثر ما أعجبني ... و لا أخفيك أن جميع النصوص جميلة
ملاحظة :
خواطر هو إسم مجموعة نصوص للكاتب الغسان كنفاني ( ال التعريف مقصودة ) و منها درج الأسم لهذه الطريقة في الكتابه عند العامة ، لكن في الأدب لا يوجد شيء إسمه خواطر بل تسمى سرد الذات
انها روائع لا خواطر اخي انس
نثرت في كل مره احرفاً من ذهب واتمنى ان تتزايد احرفك هنا وتزيد من العطر الذي فاح منها
مروري الخجل ما بين حروفك
دمت بحفظ الله ورعايته
الحقيقة أخ أنس نص " رحيل " أكثر ما أعجبني ... و لا أخفيك أن جميع النصوص جميلة
ملاحظة :
خواطر هو إسم مجموعة نصوص للكاتب الغسان كنفاني ( ال التعريف مقصودة ) و منها درج الأسم لهذه الطريقة في الكتابه عند العامة ، لكن في الأدب لا يوجد شيء إسمه خواطر بل تسمى سرد الذات
صديقي اليائس مرورك الرائع دوما على مشاركاتي يجعل عندي الدافع الاكبر .. غسان كنفاني من أروع الكتاب الذين قرأت لهم .. أول ما قرأت له عائد إلى حيفا
راق لي اختيارك لرحيل ربما واقعيتها وخروجها من الصميم أكثر ما ميزها .. أشكر تفاعلك
انها روائع لا خواطر اخي انس
نثرت في كل مره احرفاً من ذهب واتمنى ان تتزايد احرفك هنا وتزيد من العطر الذي فاح منها
مروري الخجل ما بين حروفك
دمت بحفظ الله ورعايته
أشكر تفاعلك الدائم أخت حنان .. كان الهدف من سردها جميعا في مشاركة واحدة استجماع آرائكم فيهمني نقدكم ومن جهة أخرى حفظ كل المشاركات في مشاركة واحدة .. مرورك أكبر من أن يكون خجولا فهو يضفي على كتاباتي رونقا أروع .. وأنتظر ابدعاتكم للتفاعل معها
أشكر تفاعلك الدائم أخت حنان .. كان الهدف من سردها جميعا في مشاركة واحدة استجماع آرائكم فيهمني نقدكم ومن جهة أخرى حفظ كل المشاركات في مشاركة واحدة .. مرورك أكبر من أن يكون خجولا فهو يضفي على كتاباتي رونقا أروع .. وأنتظر ابدعاتكم للتفاعل معها
الله يجزيك الخير اخي وبصراحه فأنا اكثر كتاباتي بالمنتدى العام فأجد نفسي في الكتابات العامه اكثر
دمت بحفظ الله ورعايته