«لولاك ما ظلموا» - «لولاك ما ظلموا» - «لولاك ما ظلموا» - «لولاك ما ظلموا» - «لولاك ما ظلموا»
يقول الله تعالى [ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ]
روى الترمذي والنسائي واحمد في المسند وابن حبان في صحيحه والحاكم في المستدرك وجماعة عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال
(( خرج الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة خمسة واربعه أحد العددين من العرب والاخر من العجم فقال :
اسمعوا هل سمعتم انه سيكون بعدي امراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض
ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو مني وانا منه وهو وارد علي الحوض. ))
قال المروزي رحمه الله تعالى:
يُروى عن الامام الإمام أحمد بن حنبل، حينما كان مسجوناً في محنة "خلق القرآن" سأله السجان عن الأحاديث التي وردت في أعوان الظلمة، فقال له: الأحاديث صحيحة، فقال له: هل أنا من أعوان الظلمة؟ فقال له: لا، لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم!
وروي أيضا انه جاء خياطٌ إلى سفيان الثوري فقال: إني رجل أخيط ثياب السلطان (وكان السلطان ظالما)، هل أنا من أعوان الظلمة ؟ فقال سفيان: بل أنت من الظلمة أنفسهم، ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط ..!!
إن أعوان الظلمة هم أولئك الساكتون الصامتون عن الحق، ومن يبررون ويعينون ويساهمون في إدامة الظلم وبقاءه، هم أولئك الذين يكتبون الحروف أو يلوون الرؤوس أو يعلقون استهزاء أو كذبا..
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرًا.. فالظلم ترجع عقباه إلى الندمِ
تنام عيناك والمظلوم منتبهٌ.. يدعو عليك، وعينُ الله لم تنمِ
عندما قال العرب «الظلم مرتعه وخيم» كانوا يدركون أن الظلم مهما استمر فإنه في يوم من الأيام سيأكل بعضه بعضا، وذلك لأن الجشع الذي في نفوس الظالمين يسري في دمهم مهما بلغت أرصدتهم وسينقلب الكبير على الذي أدنى منه مرتبة وبالتالي سينفرط العقد الذي كان يربطهم..
وعلى سبيل الاطمئنان ثمة آية قرآنية وسنة كونية راسخة بأن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فمن مكر فإن مكره عائد إليه، ومن خدع الناس خُدِع، ومن احتال احتيل عليه، والجزاء من جنس العمل وسنة الله لا تتبدل.
اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أُضل أو أزل أو أُزل أو أظلم أو أُظلم أو أجهل أو يُجهل عليَ، وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته.