لا تحرك الوتد - لا تحرك الوتد - لا تحرك الوتد - لا تحرك الوتد - لا تحرك الوتد
للكلمة مفعولها الكبير، سواء أكانت كلمة خير أم سوء، كلمة شكر أو زجر. يمكن للكلمة أن ترفع معنويات سامعها وتجبر كسره وتمسح دمعه وتهبه أملاً قد يكون سبباً في نجاحه يوماً، وفي الحديث النبوي الشريف: «الكلمة الطيبة صدقة». ويمكن للكلمة أن تهدم مستقبلاً، وتحطم روحاً وتهشّم قلباً.
كثير من الناجحين ذكروا أن أول أسباب نجاحهم كان كلمة من قريب أو معلم أو صديق، وكثيرون كان أول أسباب إحباطاتهم كلمات تنمرية قيلت لهم.
وكما يمكن للكلمة أن تكون سلاحاً ذا حدين، يمكن للفعل مهما كان صغيراً أن يكون مؤثراً تأثيراً إيجابياً أو سلبياً. يمكنه أن يبني بيتاً أو يهدم مجتمعاً.
يقال إن إبليس أراد الرحيل من مكان كان يسكن فيه مع قومه، فرأى أحدهم خيمة فقال: لا أغادرن حتى أفعلن بهم الأفاعيل، فذهب إلى الخيمة فوجد بقرة مربوطة بوتد ووجد امرأة تحلب هذه البقرة فقام فحرك الوتد فخافت البقرة وهاجت فانقلب الحليب على الأرض ودهست ابن المرأة الذي كان يجلس بجوار أمه وهي تحلبها فقتلته. غضبت المرأة فدفعت البقرة وضربتها بشدة وطعنتها بالسكين طعناً مميتاً فسقطت البقرة ونفقت، فجاء زوجها فرأى طفله والبقرة فطلق زوجته وضربها فجاء قومها فضربوه، ثم جاء قومه فاقتتلوا واشتبكوا. تعجب قوم إبليس فسألوه: ويحك ماذا فعلت؟ فقال: لا شيء فقط حركت الوتد.
هكذا يمكن لفعل بسيط بِنيّة مسبقة أو من دونها أن يترك أثراً عظيماً لا تحمد عقباه، أو يترك أثراً جميلاً كمن أعطى طفلاً مبلغاً بسيطاً مرفقاً برسالة تقول: «اخدم الآخرين كما خدموك»، فكانت سبباً في فعل خير متوارث لدى شريحة كبيرة في المجتمع.
ولأننا نتعامل مع بشر ونفوس لينة لابد من الانتباه لكل فعل وقول حتى نكون مصدر تفاؤل وأمل ولا نكون كمن حرك الوتد فأهلك مجتمعاً بأكمله.