أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور
أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور - أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور - أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور - أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور - أزمة خانقة تعصف بالكرة الأردنية ومبادرات إنقاذ لم تر النور
بعد انتهاء الموسم الكروي 2020 الذي شبهه محللون كـ"ولادة من الخاصرة" وقرب انطلاق الموسم الجديد 2021 تجد الأندية الأردنية نفسها في صراع مع ضائقة مالية هي الأصعب في تاريخها.
نادي الوحدات المتوج بطلا بدوري المحترفين، كلفه فريقه الموسم الماضي أكثر من مليون دينار أردني (1.5 مليون دولار) وهو يسعى لتعزيز صفوفه من أجل ظهور مشرف في مشاركته الأولى بدوري أبطال آسيا. ولا يبدو حال الفيصلي أفضل من غريمه التقليدي وهو يسعى لاستعادة مكانته على منصات التتويج ويأمل بالمنافسة على لقب كأس الاتحاد الآسيوي، وأعلن أن خسائره الموسم الماضي تجاوزت الـ500 ألف دينار (700 ألف دولار).
الحال نفسه ينطبق على أندية الجزيرة (وصيف البطل) الذي أعلن أن مديونية النادي تجاوزت المليون دينار (1.5 مليون دولار)، والرمثا (الثالث)، والسلط (الرابع) ومعان الذي أعلن أن عقود جميع لاعبيه قد انتهت ويعاني من مديونية ضخمة ولا يملك المال لإجراء عقود جديدة، وباقي الأندية تعاني ماديا وتصارع من أجل الخروج من تلك الأزمة.
كيف بدأت الأزمة المالية؟
كانت بوادر الأزمة المالية قد بدأت في الظهور حينما أعلن الراعي الرسمي للبطولات المحلية عن سحب رعايته بعد 10 سنوات من الشراكة مع اتحاد الكرة، لتفقد الكرة الأردنية مليونا ونصف المليون دينار سنويا، ثم جاءت جائحة كورونا التي بسببها منعت الجماهير من الحضور إلى الملاعب والصالات الرياضية لتخسر الأندية رافدا مهما لخزينتها، فضلا على ذلك عدم وجود رعاة للأندية باستثناء ناديي الوحدات والفيصلي اللذين ترعاهما شركة اتصالات محلية، والتي بدورها صدمت إدارة الناديين قبل عدة أيام وأعلنت تقليص حجم الرعاية من 500 ألف دينار (700 ألف دولار) إلى 150 ألف دينار (211 ألف دولار)، ويزيد من معاناة الأندية شكاوى اللاعبين والمدربين المتكررة للاتحادين الأردني والآسيوي للمطالبة بحقوقهم المالية المتأخرة.
بوادر وحلول لم تر النور
حاولت الأندية الخروج من ضائقتها المالية من خلال إطلاق حملات تبرع ودعوة المؤسسات والداعمين، إلى ضرورة إنقاذ الأندية، معتبرة أن التحدي يكمن آلان في الموسم المقبل الذي يحتاج "فزعة" الشركات والمحبين، لكن تلك الحملات لم توفر دخلا كبيرا على الأندية، حيث جمع الوحدات من حملته ما يقارب الـ50 ألف دينار، بينما لم يفصح الفيصلي عن مقدار الدعم الذي دخل خزينة النادي، بيد أن مقربين من النادي أكدوا أن قيمة التبرعات لم تتجاوز الـ20 ألف دينار.
وأطلقت مبادرات من هنا وهناك، لكن لم تر النور، كمبادرة بشار الحوامدة الرئيس السابق لنادي الوحدات التي جاء فيها أهمية تشكيل لجنة مؤقتة لإدارة النادي مكونة من 11 إداريا، وكل منهم يتبرع بـ50 ألف دينار قبل تسلم منصبه، لكن تلك المبادرة أحدثت انقساما كبيرا بين جماهير النادي بين مؤيد ومعارض لها.
مبادرات أخرى أطلقتها الجماهير كإنشاء محفظة إلكترونية للأندية وجمع التبرعات من خلالها ولو بمبالغ بسيطة، كل هذه المبادرات لم تر النور.
حلول اتحاد الكرة
من المعروف أن الضائقة المالية التي تعصف بالاتحاد والأندية على حد سواء جاءت نتاجا لتراجع الاقتصاد المحلي وعزوف شركات القطاع العام عن دعم الرياضة ورعايتها، وعلى الرغم من أن هناك دعما حكوميا موجها للرياضة بشكل عام، لكنه يمنح للجنة الأولمبية ووزارة الشباب وكل منهما يوزع ذلك الدعم على الاتحادات الرياضية ويخصص جزءا منه لإنشاء وصيانة الملاعب والصالات الرياضية.
وكان اتحاد الكرة قد ناقش مع أندية المحترفين استراتيجية الاستدامة والتمكين المالي قبل عدة أيام، مبينا أنها سترى النور الموسم المقبل 2021.
وبحسب الموقع الرسمي للاتحاد: "تهدف الاستراتيجية لمساعدة الأندية للخروج من الضائقة المالية وتحقيق الاستدامة المالية على المدى الطويل، من خلال تشجيع الأندية على الإنفاق المسؤول وتطبيق الحاكمية المالية الرشيدة وزيادة الشفافية، كما تضع الاستراتيجية حداً للتضخم في قيمة التعاقدات مع اللاعبين والمدربين، لضمان تنفيذ وسداد الالتزامات المالية للدائنين.
وأشار: "تضع استراتيجية الاستدامة والتمكين المالي أطر وضوابط وتعليمات الإنفاق المالي، بناءً على دراسة شاملة حددت مسببات الضائقة المالية للعديد من الأندية وسبل تجاوزها، للوصول إلى مرحلة التوازن والاستقرار المالي خلال السنوات القادمة.
وتتضمن استراتيجية الاستدامة والتمكين المالي، خطة عمل في السنوات الأربع الأولى، وتطبق من خلالها سلسلة من التعليمات والضوابط، بشكل تدريجي، لتحقيق الاستقرار والتوازن المالي لجميع الأندية، من خلال خفض معدلات الإنفاق، وتقليص حجم الديون المتراكمة بحلول العام 2024".
سقف محدد للتعاقدات
نجم الكرة الأردنية ونادي الوحدات المعتزل حسن عبد الفتاح كانت له رؤيته الخاصة في تطوير كرة القدم الأردنية والحد من الإفراط في صرف الأندية لعقود اللاعبين، مقترحا خلال حديثه مع Winwin إجبار الأندية على وضع سقف محدد للتعاقد مع اللاعب المحلي، وتصنيف اللاعبين في 3 فئات A , B, C، وإجبار الأندية على وجود لاعب تحت 20 سنة أساسي في المباريات المحلية ورفع عدد الأندية في دوري المحترفين.
استغلال شعبية الأندية
المحلل الرياضي عمر أبو هوشر قال خلال حديثه مع winwin: "إن البحث عن وسائل للخروج من هذه الأزمة لن يكون بالأمر اليسير، فالظروف الاقتصادية الصعبة أصابت كل القطاعات، وهنا لا بد من أن تكون هناك محاولات جادة من الجميع للبحث في آلية دعم حكومي للحفاظ على المكتسبات التي يمكن تحقيقها نتيجة التطور في الجانب الرياضي، فضلا عن العمل الجاد على عقد شراكات مع بعض المؤسسات سواء أكانت محلية أو إقليمية بهدف إيجاد مداخيل ثابتة لنشاطات الاتحاد".
وختم: "يمكن لاتحاد الكرة أن يعمل على الاستفادة من شعبية بعض الأندية المحلية وإقامة لقاءات كأس السوبر وبعض اللقاءات المهمة ببطولة الدوري، أو الكأس في المنطقة الخليجية"، مبينا: "أن مثل هذه اللقاءات من شأنها أن تعود بالفائدة على الأندية والاتحاد على حد سواء، وهذا من الممكن أن توفره بعض الشركات المتخصصة بالتسويق الرياضي".