مع انتشار حالات التسمُّم الأخيرة التي راح ضحيّتها اثنين من أبناء الشعب الأردني (رحمهم الله وألهم ذويهم الصبر والسلوان)، فإنّه لا بُدّ من الوقوف أمام هذه الظاهرة ومحاولة فهمها والتعرُّف على أسباب تكرارها من فترةٍ لأُخرى.
لُوحِظ ازدياد إقبال المواطنين على مطاعم الوجبات الجاهزة، خصوصًا مضن تقتضي أعمالهم الخروج من المنزل لساعات وقضاء أوقات طويلة في العمل، بالتالي لا بُدّ لهم من سدّ حاجات أجسامهم من الطعام والشراب، وعلى الرغم من وجود معايير وشروط تضمن سلامة ما يُقدَّم من أطعمة جاهزة في أماكن البيع المُخصّصة لها، إلّا أنّه يمكن أن يحدث خطأ ما هنا أو هناك، وعلّ أبرز ما يُمكن أن يُعزّز من بروز هذه الأخطاء هو ترافقها مع ظروف بيئيّة مثاليّة لنمو أعداد كبيرة من البكتيريا على بعض أنواع الأطعمة القابلة للفساد بسهولة.
بالتالي، تُصبح احتماليّة تناول أطعمة فاسدة وتحوي بكتيريا حيّة أعلى، دون أن يلحِظ المُستهلك ذلك في حال تمّ إعدادها قبل فترة قصيرة (في الصيف يكفي بقاء الطعام ساعتين خارج الثلاجة بعد طهوه لأن يفسُد ويتسبّب بالتسمُّم لآكلِه).
بعض أنواع البكتيريا قد تتسبّب بتوُّعك (تسمُم غذائي) إلّا أنّها لا تستدعي تناول أيّ مُضادّات حيويّة -ما لم يكُن للطبيب رأيٌ آخر- إذ يكفي الشخص السليم مقاومة جهازه المناعيّ لأن يتخلّص من البكتيريا وسمومها.