حيد عن الجيشي يا غبيشي - حيد عن الجيشي يا غبيشي - حيد عن الجيشي يا غبيشي - حيد عن الجيشي يا غبيشي - حيد عن الجيشي يا غبيشي
“غبيشي وحسناء”.. أغنية تراثية فلسطينية حيّة منذ أربعينيات القرن العشرين
“حيد عن الجيشي يا غبيشي قبل الحناطيرِ ما يطلُّوا”، بهذه الكلمات تبدأ الأغنية الشعبية الفلسطينية “غبيشي” التي راجت في أربعينيات القرن العشرين، لتعود وتنتشر من جديد بأصوات فلسطينية شابة.
تعود هذه الأغنية للأديب حسين اللوباني، بحسب ما ورد في معجم الأغاني الشعبية الفلسطينية، وتحكي قصة “المطاريد” الفلسطينيين قبل مجيء الاحتلال الإسرائيلي، في فترة الإنتداب البريطاني على الأردن وفلسطين.
“غبيشي”، شابٌ شجاع وسيم الوجه، أحب فتاة جميلة تُدعى “حسناء”، تنتسب إلى قبيلة قوية وكبيرة، وتقدم لخطبتها لكن عائلتها رفضت مصاهرته لأنه من قبيلة صغيرة وقليلة الشأن. هذا الرفض لم يُثني غبيشي عن هدفه، فقد عاد مرات لطلب يد حسناء للزواج، ولم يوفر طريقة ولا واسطة إلا استخدمها، لكن دون فائدة.
بعد ذلك قرر غبيشي أن يتزوج بحسناء، ويهرب بها إلى قمة جبل بعيدة، وهذا ما حصل فعلا، لكنهما ظلا يعيشان في خوف ورعب من القبيلة، فقرر أن يسهر في كل ليلة أحدهما على الآخر، حتى لا تباغتهما قبيلة حسناء.
بعد زواجهما، جن جنون والد حسناء وأقاربها، فاستنجدُوا بالقائد الإنجليزي السير جون باجوت غلوب، قائد قوَّات إمارة شرق الأردن في عهد الإنتداب بين العامين 1939 – 1956، والمعروف بـ “أبو حنيك”، وسمي بهذا الاسم لأن رصاصة أصابت حنكه وخلفت أثراً عليه، فشاع اسمه بين العربان بأبي حنيك.
وتعهَّدَ أبو حنيك بإحضار رأس غبيشي، فاصطحبَ كتيبة من الجنود والحناطير والمصفحات، مدجَّجين بالأسلحة والرَّشَّاشات وشرعوا بالبحث عن العاشقين الفارّين (غبيشي وحسناء).
وفي إحدى الليالي، عندما كان غبيشي نائما لاحظت حسناء التي كانت تسهر على زوجها وتراقب المكان، جلبة وضجيج عساكر وحناطير، فأيقظتهُ وطلبت منهُ ” كف الشَّر ” و”التَّحييد” عن الجيش قبل مجيئهم، وأنشدت هذه الكلمات الشعريّة، في الوقت الذي ردَّ عليها غبيشي بكلمات أخرى، لينظموا قصيدة على شكل حوار، تحولت فيما بعد لأغنية تراثية، انتشرت في كل مكان، وأصبح الناس يرددونها في الأعراس والمناسبات بألحان مختلفة، وما زالت تُغنى في الأعراس الفلسطينية حتى يومنا الحاضر.
ويُقال أن غبيشي استطاع دحر جنود غلوب باشا، لكنه أصيب إصابة بالغة كانت سببا في موته لاحقا. وفي الحوار بين المحبوبين تطلب منه حسناء أن يبتعد عن ملاقاة الجيش خوفاً عليه وحباً له، لكنه يرفض ذلك ويتوعدهم بالقتال الشديد، وتعبر عن حبها له بسبب شجاعته.
أمَّا نصُّ القصيدة كاملاً حسب معظم الروايات فهو:
حسناء: حيِّدْ عنِ الجيشي يا غبيشي قبل الحناطير ِ ما يطلُّوا
غبيشي: وَاحَيِّدْ عن ِ الجيشي لويشي ولْ يِقحَم غبيشي يا ذلُّو
حسناء: عين دربَكْ زين شيل شدّي واقطع درب الصِّين واوعَى تهدِّي .. تراهُنْ جايينْ فندي وفندِي معَاهُمْ مارتينْ وبرابيلُّو
غبيشي: ماخِذْ متراسي وقاعِدْ حاضرْ فرودي حُرَّاسي والخناجرْ .. وبساحة ْ برجاسي مين يخَاسِرْ ومِنْ عنِّة رصاصي يولُّو
حسناء: يا ويلي عليكْ ويلي حينَكْ مالكْ قبيلهْ حتى تعِينَكْ .. وإن صابكْ إشي وحياة عينَكْ لقُصِّ الجديلهْ وشعري حِلُّو
غبيشي: وِينِكْ يا حسنا وقت العَركِهْ ودموم سايلِهْ مثل البِركِهْ .. وإن قتلوني إوعِكْ تبكي وغبيشي ارحملوا حَسَنلُو
حسناء: نزلْ العسكرْ ووقف القايِدْ وبصوتو الغدَّارْ قتلَكْ رايِدْ .. يا الله يا ستَّارْ كلّ سايدْ وغبيشي المغوارْ لا يذلُّو
عبيشي: قوطرُوا صوبي يبغوا قتلي مشيوا دروب إل ما بغتلي .. سمعت محبوبي يزغرتلي أعطيتهم نوبِهْ قلوب خلُّو
حسناء: لوِ إنَّكْ جبان ما حَبِّيتَكْ تقهَر العدوانْ يُعمُرْ بيتَكْ .. باكِرْ في البلدانْ يفقعْ صيتَكْ تسمَع العُربانْ وتجلُّو
غبيشي : لا يهمني الجيش ولا الدولِهْ بيدي إم كركار وإلهَا صُولِهْ .. وقت شبوب النار تبقي تقولي وغبيشي الغوار لا تذلُّو
هَدَر الماتورْ وإجَا العسكَرْ إثي عشَرْ طابُورْ والاَّ أكثرْ .. والسيف المشهُورْ وفردي المَنشرْ وعددهُم موفورْ الله يقلُّو
شوفي رصاصاتي ما يخيبُو بقلوب عداتي دوم يصيبُو .. وثلاث ساعات قبل ما يغيبُو راحُوا شتاتي وما يندلُّوا
غبيشي: ” بُو حنيكْ” أعطيتُو منِّي هديِّهْ ثلاث دعيتو بحالِهْ رثيِّهْ .. وخرَّبتْ بيتُو بها العطيِّهْ وخلفي رميتُو بطنُو يغلُّو
حُطّي إيدِكْ بيدِي لنوَلّي لوين تريدي ما تندَلّي .. والعيشِهْ طريدِهْ ولا تذلّي ولا تقلُّو سيدي وتخضعلُو
سافرُوا العشَّاق بليل الدَّاجي يا عناق وبوس وضمّ وغناجي .. يا الله للمشتاق تقضي حاجِهْ والحلو ما يِنذاقْ تا تذوق خِلُّو