نعم خسر المارد الأخضر أمام متصدر الدوري بقرار تحكيمي ظالم ولربما فقد إثر ذلك الكثير من حظوظه في المحافظة على اللقب ، ولكن إذا ما نظرنا إلى النصف الممتلئ من الكأس سنجد أن الأخضر تغلب على الغيابات العديدة وعلى البداية السيئة للفريق في هذا الموسم وقدم واحدة من أجمل مبارياته فنيا وتكتيكيا بحيث تسيد المباراة من ألفها إلى يائها وأطاح لاعبوه بكم هائل من الفرص السهلة قبل أن يتبرع حكم أهوج برفع رايته الظالمة في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة ليتسبب بإحتساب ركلة جزاء ظالمة استفاد منها الجزيرة وقنص من خلالها نقاط المباراة الثلاث ليتوغل في الصدارة وحيدا وبفارق كبير عن أهم منافسيه .
وبرغم وقع الخسارة المؤلم في نفوس الجماهير إلا أن هنالك إجماع على أن الأخضر خرج بعدة مكاسب من هذه المباراة أهمها استعادة الروح العالية للفريق وكذلك تواجد أكبر عدد ممكن من اللاعبين الشباب في التشكيلة الرئيسية وعلى مقاعد البدلاء . وحتى من الناحية الفنية فقد استمتعنا بالأداء المميز للفريق حيث السيطرة شبه المطلقة على وسط الملعب من خلال ممارسة الضغط العالي في ملعب الجزيرة ومنع لاعبيه من الخروج بالكرة بشكل سليم وقد تميز غالبية نجوم الأخضر بأداء أدوار مركبة رسمت لهم بإحكام مما سهل من صياغة الهجمات بكرات أرضية وأخرى نصف طائرة من العمق تارة ومن الأطراف تارة أخرى ليتحصل الفريق على عدة فرص سهلة تم اهدارها بسبب سوء الطالع من ناحية ولقلة خبرة بعض اللاعبين من ناحية أخرى .
وما ننتظره الان أن يتصرف أطراف المعادلة الوحداتية ، من إدارة وجهاز فني ولاعبين وجماهير ، بحكمة وعقلانية ، فلا للتعويل كثيرا على المحافظة على اللقب ولا لرفع الراية البيضاء بشكل مطلق لأن الجزيرة وإن تقدم على الوحدات بفارق إحدى عشرة نقطة في بعد انتهاء الثلث الأول من عمر الدوري إلا أنه ليس بالفريق مهاب الجانب وقد يفقد نقاط عديدة في الفترة القادمة مما يجعل فرصة الوحدات قائمة بالمنافسة على اللقب إذا ما أحسن التعامل مع المباريات المتبقية . وفي المقابل علينا أن نوجه تركيزنا الأكبر بإتجاه بناء الفريق بطريقة سليمة وهنا علينا أن نقف خلف الجهاز الفني طالما أننا نلحظ لمساته الواضحة على مستوى الأداء والتكتيك من ناحية والأهم من ذلك رغبته القوية ببناء فريق شاب قوي يخدم الوحدات لعدة سنوات قادمة بعيدا عن صفقات الاحتراف الفاشلة والمتكررة والتي جعلت الوحدات أحد أكثر الأندية في العالم فشلا في استقطاب اللاعبين .
جماهيرنا الحبيبة ،
نعم أطاح شبابنا بالعديد من الفرص التهديفية ولكن هذا لا يعني أن ننصب المشانق لهم ، فالضغط الكبيرالذي يتعرض له اللاعب الشاب يؤثر كثيرا على أدائه . المطلوب الان دعم هؤلاء الشباب فيما تبقى من عمر الموسم وإن شاء الله يتطور اداؤهم للأفضل وبخاصة أن النتائج قد تلعب دورا في تخفيف الضغط عليهم مع التنويه بأن اللاعب الشاب في الأندية غير الجماهيرية بات أكثر ابداعا بل وأكثر سرعة في اثبات أحقيته باللعب كأساسي لكونه يلعب بعيدا عن الضغوط . فهل نتنبه لهذه الجزئية في التعامل مع اللاعبين الشباب وبخاصة أن الكابتن قيس اليعقوبي يؤمن كثيرا بقدرات اللاعبين الشباب والذين يبدعون أيما إبداع في التدريبات ولكن يختلف أداء البعض منهم تحت الضغط .
على الهامش ،
ربما أكثر ما يعاب على الجهاز الفني هو الطلب من بهاء تسديد ركلة الجزاء ليس لأن تسجيلها من قبل لاعب اخر مضمون بنسبة مئة بالمئة بل كافة نجوم العالم اطاحوا بركلات جزاء وإنما لأن بهاء يعتمد على القوة عند التسجيل ولا يعرف عنه القدرة على ركن الكرة في المرمى بسهولة والأهم من ذلك أن بهاء لا يتمتع بعلاقة مستقرة مع الجماهير، فالغالبية العظمى تمتدحه عندما يسجل وتسخط عليه عندما يهدر فرصا محققة وبالتالي كان على الجهاز الفني التوقع بان بهاء يلعب دوما تحت ضغط الجماهير وأن هدار ركلة الجزاء قد يؤثر على تركيزه في المباراة وهذا ما حدث بالضبط . وهنا كنا نتمنى على الكابتن عامر ذيب وعثمان برهومة أن يكونا قد اوصلا هذه الجزئية للكابتن قيس اليعقوبي لكونه لا يعرف عن بهاء سوى أنه سجل للمنتخب وللوحدات في المباريات الأخيرة التي سبقت مباراة الجزيرة وقد يكون موفقا في تنفيذ ركلات الجزاء في التدريبات ولكنه لا يعرف طبيعة بهاء وتأثر أدائه بموقف الجماهير منه .
اخر الكلام ،
يفترض أن نضع أمام أعيننا هدفا رئيسيا واحدا ألا وهو الفوز بلقب اسيوي ، فالفريق يمر الان بمرحلة بناء سليمة وبإذن الله يتم استغلال فترات التوقف الطويلة والمتعددة في المرحلة المقبلة بكل فاعلية وعندها سيشتد عود الفريق في ظل عودة المصابين وبخاصة يزن ثلجي وعبيدة السمارنة . وإذا ما تمكن النادي من تصويب أمور محترفي الفريق من لاعبين محليين وأجانب بحيث يتم الاستغناء عن بعض اللاعبين وتعويضهم باخرين على سوية عالية ، بإذن الله سيكون الفريق جاهزا للدخول في المعمعة الاسيوية بكل قوة بعد ثلاثة اشهر من الان .