قصة كنافة ابو زنط والملك - قصة كنافة ابو زنط والملك - قصة كنافة ابو زنط والملك - قصة كنافة ابو زنط والملك - قصة كنافة ابو زنط والملك
قصة كنافة ابو زنط والملك
السبيل- مراد المحضي
استذكر أنس نجل الشيخ والنائب الراحل عبدالمنعم أبو زنط ، في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حكايات ظريفة لمهارة والده مع صنع الكنافة، أضافة إلى اشهر من تذوقها من تحت يديه من الساسة.
يقول أبو زنط الأبن "أن من المعلوم لدى الكثير أن فضيلة والدي (رحمه الله) يتقن صنع الكنافة النابلسية بيديه وهو بالمناسبة ليس (حلونجيا) ولكن بطبيعته النابلسية كحال الكثير من العائلات النابلسية التي حافظت على صنع الكنافة منزليا".
ويضيف في روايته أن "من الطريف أن كنافة الوالد تذوقها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وأكثر من رئيس وزراء ووزراء وأعيان ونواب وسياسيين ورجال أعمال ومحسنين وأقارب وأصدقاء وأحباب وأصحاب حاجة وفقراء، فلم تكن حكرا ﻷحد بل كان رحمه الله يحرص على تقديمها للفقير قبل الغني".
ويسرد حكايته من قول: "وفي إحدى المناسبات التي دعي رحمه الله لتناول الغداء -وكان نائبا-في قصر رغدان العامر وكان جلالة الملك الحسين ابن طلال (رحمه الله) صاحب الدعوة جاء سمو اﻷمير الحسن (حفظه الله) ولي العهد آنذاك للطاولة التي يجلس عليها فضيلة الوالد وسلم على والدي بحرارة قائلا: (سمعت أنا وجلالة الملك إنك بتعمل كنافه غير شكل؟!)فتبسم الوالد قائلا لسموه (كنافتنا جاهزة تنتظر اﻷمر من جلالته لتذوقها، وإن شاء الله أصنعها لكم بتحرير اﻷقصى من اليهود)، فتبسم سموه مرددا قوله(الله كريم الله كريم)".
ويشير أنس أبو زنط في منشوره أن "من الجدير ذكره بتلك المناسبة وأثناء مصافحة الوالد لجلالة الملك الحسين (رحمهما الله) قال (جلالة الملك المسجد اﻷقصى يستغيث ويوم أن يكون لكم شرف السبق في تحريره سنصنع من رؤوسنا جسرا كريما تعبروه للتحرير)، فتأثر جلالته وشد على يد الوالد بالسلام قائلا (إن شاء الله، الله كريم).
وبين أبو زنط الأبن أن الحكاية ليست واحدة مع كنافة والده بل سرد أيضاً: "ومن الطرائف التي تتعلق بالكنافة وفي أوائل الثمانينات والتي تزامنت بإعلان حركة المقاومة اﻹسلامية (حماس) عن إنطلاقتها زارنا ضيوف من منظمة التحرير تربطهم بالوالد صداقة قديمة أيام الدراسة باﻷزهر الشريف وعلى ما أذكر من بينهم سفير المنظمة آنذاك (الطيب عبدالرحيم) وكعادة الوالد قام بتحضير مقومات الكنافة، فتسللت أنا وشقيقتي -وكان عمري 12سنه تقريبا-للمطبخ وكتبنا بحبات الصنوبر بخط كبير (س امح) وأخفينا الكلمة بطبقة خفيفة من عجينة الكنافة، فجاء الوالد للمطبخ وقال (شو بتسوي ولك إنت وياها) فقلنا (منعمل الكنافة للضيوف). فتبسم وقال (خلص أنا بكملها) ولم ينتبه للكلمة المكتوبة وما أن انتهى من شويها وقلب السدر تفاجأ بكلمة (حماس) مكتوبه بالصنوبر بخط كبير فقدمها للضيوف قائلا: (شوفوا اﻷطفال شو عملوا؟!) فقال الطيب عبدالرحيم (هسا بدنا ناكل حماس ونخلص عليها) فرد عليه الوالد مبتسما (لعلها تخرج من أصلابكم)".
ويشير أنس إلى أن من الطريف أيضا "أن والدي كان يرغب الضيف على أكل المزيد من الكنافة قائلا له (كول يا زلمه كنافتنا تساعد على تحسين النسل) وبعض الاخوة يلتقي الوالد بعد سنة أو أكثر ويذكر الوالد بأنه تناول الكنافة من يديه فيسأله الوالد (هل جاءك أبناء بعدها) فإذا كان الجواب( نعم) يسأله (وهل يتميز هذا الطفل عن إخوته) فيأتي الجواب (والله يا شيخ الحمدلله أحلى واحد فيهم) طبعا دون أن يدرك سبب السؤال فيقول له الوالد مبتسما (مش قلتلك كنافتنا بتساعد ع تحسين النسل).
ويختم أبو زنط الأبن أن قصص والده رحمه الله تطول في سردها والطرائف لا تنتهي عن الكنافة، "وخشية الملل أكتفي بهذا القدر وأترك المجال لمن تذوقها أن يتحفنا بمشاركته وأن يجيب على السؤال الذي لايزال عالقا: هل فعلا ساعدته الكنافة على تحسين النسل؟"