جدي .. و جدك .. - جدي .. و جدك .. - جدي .. و جدك .. - جدي .. و جدك .. - جدي .. و جدك ..
قد أكون فعلاً لاجئاً .. لأني لم أرى شروق شمس فلسطين .. و لم أسمع هديل الحمام في ساحات قبتنا الذهبية .. و لم أُشاهد تضارب أمواج البحر في غزة .. الا أنني أخجل أن أُقارن نفسي بذلك الذي ذاق فعلا معنى كلمة "لاجئ" ...
فهو من وضع القرش فوق أخيه ليبني بيته حجرا حجرا .. ثم خرج منه مُرغما .. و رآه يتحول الى حطام ..
و هو من أدخل عروسه ليلة زفافه بيمينها ... ثم رأى ذا ظفيرتين و قبعة يطأ ثرى ما وطأت ..
و هو من زرع زيتونة شرقي باب البيت .. ثم رآها جُرفت و و تناثرت أغصانها ..
هو .. من سكن الخيام .. و استخدم كرت المؤن .. و سهر على أمل وعود لم تتحقق ..
هو من عاش على حلم العودة .. و مات و هو يحلم ..
أبى أن ينعم بمعيشة .. لأنه "راجع عالبلاد "..
أبى أن يتملك أرضاً .. لأنه "راجع عالبلاد"...
أبى أن يستقر أو يفرح .. لأن الاستقرار و الفرح لا يكون الا "بالبلاد" ...
فهو من عاش نعيم "البلاد" فرأى كل ما دونه عذاب ..
رأى يافا و حيفا و القدس .. و اشتم نسيم عكا ...
رأى التاريخ في الرملة و بيت لحم ..
هو من لا يزال يحمل بين كفيه مفتاح بيته .. بالرغم من أنه تهدم ..
هو و لستُ أنا ..
هو من عرف النعمة .. فلما حُرم منها .. أبى أن ينعم الا بها ..
فلست أنا لاجئاً ... لأنني لم أعرف النعيم بعد ..
انه هو .. من نعِم .. فحُرم .. ثم لجأ ..
جدي .. و جدك ..
"ما بعرف شمس فلسطين .. و لا شروق الشمس بيافا .. قاعد برسم صورة شمس و جرب هزها من كتافها .. وعيها و قلها شمسي . شمسي .. لاجئ. ......." ..