الآية التي تأثرت بها هي (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ )) الطور : 48
و إليكم القصة ...
تمر بنا الأيام ، يوماً بعد يوم ، تبدأ بإشراقة شمس دافئة حنونة و تنتهي إلى غروب مشفق على انقضاء هذا اليوم بما فيه ... و يبدأ الليل فإن كان حزيناً طال فوق طوله و إن كان سعيداً كان بطول النهار الذي مضى سريعاً
يأتي الليل و يأتي ما فيه من حزن أو فرح .. ينتهي الصخب و ينتهي التعب و تخفت الأصوات و يعم الهدوء الأرجاء حتى نسكن نحن و من حولنا و تسكن قلوبنا و عقولنا و تطمئن أرواحنا
هذه هي حال أغلب ليالينا لكن الحال لا يبقى على حاله أبداً ، فلحظات العمر في تبدل مستمر و الأيام تمضي و لا تعود فتمر بنا لحظات فرح كما تمر بنا لحظات حزن و قلق و ألم ، فالليل قد يكون سكناً و قد يكون أرقاً متعب
و مع ذلك فجميعهاً جميلة من الله تعالى حتى لحظات الحزن التي نحياها فلولاها ما عرفنا طعم الفرح و ما ذقناه بصدق
:: :: :: :: :: :: ::
جميعنا قد تمر به أيام قاهرة ... فيتبدل حاله من بعد قوة ضعفاً و من بعد عزة ذُلّا و من بعد سعادة حزنا و من بعد رجاء و أمل قلقاً و يأسا فهذا حال البشر دوماً و في تلك اللحظات التي نكون فيها أضعف من ورقة على مهب الريح لا نجد ملجأً نلجاً إليه إلا الله ، فلكل فرد هم يكفيه و لكل حزين حزن أكبر منه كما أن بعض المشاكل تكون قلبية نفسية داخلية لا يستطيع حلها أي انسان على وجه الأرض .. لن يفهمك الإنسان كما هو الله تعالى
أنا كغيري من البشر مرت بي ليالي متتابعة لا يعلم مدى سوادها إلا الله تعالى ... لا أحلك منها و لا أشد ... حاولت أن أشتكي لكن دون فائدة كمن يحدث نفسه و يجد صدى صوته يعود إليه دونما أي تأثير ، فخطر ببالي كتاب الله تعالى ... تذكرت بأنه شفاء للصدور من كل هم و بلية و حزن
قمت من سريري بعد أن طال بي الأرق فتوضأت و أمسكت كتاب الله تعالى و فتحته على صفحة عشوائية ... كان أملي من الله كبير أن أجد شيئاً من كلامه يواسيني و يريحني مما بي و كأنه موجه لي فقط لأخرج مما بي فقد كان مابي فوق الاحتمال
فتحت القرآن و بدأت القراءة فإذا بهذه الآية أمام ناظري مباشرة (( و اصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا )) سورة الطور
توقفت ثم أعدت القراءة مرة أخرى و أخرى و أخرى و صمتت طويلاً ... بصراحة لم أقرأ غيرها أبداً لأنني لم أعد أرى سوى هذه الكلمات ، فالدموع ملأت عيوني رغم أنها منذ زمن لم تدمع ... واصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا
هل هذا الكلام موجه لي ؟ و هل أنا بحق في رعاية و عيون خالقي ؟ هل أستحق هذا حقاً ؟ هل لي أهمية عند خالقي فيراعيني و يواسيني ؟؟ كان بكائي مختلطاً ما بين استحياء من ربي لشدة حزني و أنا التي تعلم بأنه خير لي لا شر كل مصابي و ما بين سعادة لاستشعاري بقيميتي و عظمتي و أنا أضعف مخلوق على وجه الأرض
لما يا نفسُ تحزني و الله قد وعدكِ خيراً في كل الأمور ؟؟ و لما يا نفس تيأسي و قد أمركِ بالصبر و وعدكِ العطاء الجزيل ؟؟ و لما يا نفس تخافي و قد أبدلكِ الله الخوف بالأمن ؟؟ لما يا نفس لا تعودي لخالقك قبل البشر و هل ينتظركِ ؟؟ ماذا يعني بأنك بأعين الله تعالى ؟
كان حزني على هذه الدنيا و ما فيها من شدة و بلاء فأصبح حزني على آخرة كدت أضيعها بانشغالي بحزني في الدنيا ... نسيت ما هي عظمة الثواب التي ممكن أن أنالها ... استعجلت الفرج علماً بان مافي الجنة أكبر و أجمل .. يأست فوجدت رحمة الله أكبر .. عدت إلى الله وقت فقدت الأمل في البشر
استحييت من ربي في تلك اللحظات و حمدت الله الذي ألهمني العودة إليه و إلى كتابه لأقرأ و أرتاح مما بي
مالي و مال الدنيا و مالي و مال مصائبها ؟؟ لما الحزن يا نفسي فالله معكِ يكفلكِ و يرعاكِ و يشد من أزركِ
الله معك أكثر من أقرب قريب لكِ .. لا حماية فوق حمايته و لا رحمة تعادل رحمته .. استحييت مما بي من ألم و كأن الله ليس بقربي و شكرت الله على ما أصابني
و عاد النور من جديد إلى وجهي و قلبي ، أشرقت الشمس من جديد و عاد الأمل بحياة أفضل فإن لم تكن في الدنيا كانت في الآخرة
عدت إلى زحمة الحياة و مشاغلها و همومها و أمورها لكن ما نسيت تلك اللحظة التي عشتها مع ربي بصدق أبداً .. لحظة لا تعوض و لو أردنا افتعالها ما استطعنا ، لحظة أمن و أمان و طمئنينة و راحة بال و قناعة تامة بأمر الله فينا
حسبنا الله و نعم الوكيل ، حسبنا الله و نعم الوكيل ، رضيت يا رب ، رضيت
[ إذا جلست في الظلام .. بين يدي العلّام .. فاستعمل أخلاق الأطفال !.. فالطفل إذا طلب شيئاً .. فلم يُعطه ! بكى حتى أخذه .. ]
قوله تعالى " واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا " فيه مسألتان :
الأولى : "واصبر لحكم ربك" قيل لقضاء ربك فيما حملك من رسالته وقيل لبلائه فيما ابتلاك به من قومك ثم نسخ بآية السيف .
الثانية : قوله تعالى " فإنك بأعيننا " أي بمرأى ومنظر منا نرى ونسمع ما تقول وتفعل وقيل بحيث نراك ونحفظك ونحوطك ونحرسك ونرعاك والمعنى واحد ومنه قوله تعالى لموسى عليه السلام " ولتصنع على عيني " أي بحفظي وحراستي وقد تقدم .
فيه مسألتان :
الأولى : قوله تعالى : " وسبح بحمد ربك حين تقوم " اختلف في تأويل قوله : "حين تقوم" فقال عون بن مالك وابن مسعود وعطاء وسعيد بن جبير وسفيان الثوري وأبو الأحوص يسبح الله حين يقوم من مجلسه فيقول سبحان الله وبحمده أو سبحانك اللهم وبحمدك فإن كان المجلس خيرا ازددت ثناء حسنا وإن كان غير ذلك كان كفارة له ودليل هذا التأويل ما خرجه الترمذي" عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غفر له ما كان في مجلسه ذلك " قال حديث حسن صحيح غريب . وفي "عن ابن عمر : كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة من قبل أن يقوم رب اغفر لي وبت علي إنك أنت التواب الغفور " قال حديث حسن صحيح غريب . وقال محمد بن كعب والضحاكوالربيع المعنى حين تقوم إلى الصلاة قال الضحاك يقول الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا قال الكيا الطبري وهذا فيه بعد فإن قوله " حين تقوم" لا يدل على التسبيح بعد التكبير فإن التكبير هو الذي يكون بعد القيام والتسبيح يكون وراء ذلك فدل على أن المراد فيه حين تقوم من كل مكان كما قال ابن مسعود رضي الله عنه . وقال أبو الجوزاء وحسان بن عطية المعنى حين تقوم من منامك قال حسان ليكون مفتتحا لعمله بذكر الله . وقال الكلبي واذكر الله باللسان حين تقوم من فراشك إلى أن تدخل الصلاة وهي صلاة الفجر . وفي هذا روايات مختلفات صحاح منها حديث عبادة "عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من تعار في الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير والحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته " خرجه البخاري تعار الرجل من الليل : إذا هب من نومه مع صوت ومنه عار الظليم يعار عرارا وهو صوته وبعضهم يقول : عز الظليم يعر عرارا كما قالوا زمر النعام يزمر زمارا "عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد حق اللهم لك أسلمت وعليك توكلت وبك آمنت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وأسررت وأعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك " متفق عليه و"عن ابن عباس أيضا أنه عليه الصلاة والسلام كان إذا استيقظ من الليل مسح النوم عن وجهه ثم قرأ العشر الآيات الأواخر من سورة آل عمران" وقال زيد بن أسلم المعنى حين تقوم من نوم القائلة لصلاة الظهر . قال ابن العربي : أما نوم القائلة فليس فيه أثر وهو ملحق بنوم الليل . وقال الضحاك إنه التسبيح في الصلاة إذا قام إليها الماوردي وفي هذا التسبيح قولان أحدهما وهو قوله سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود الثاني أنه التوجه في الصلاة يقول : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك قالابن العربي من قال إنه التسبيح للصلاة فهذا أفضله والآثار في ذلك كثيرة أعظمها ما ثبت "عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة قال : وجهت وجهي "الحديث . وقد ذكرناه وغيره في آخر سورة الأنعام وفي البخاري "عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال : قلت يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي فقال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم "
ويا له من تعبير ! ويا له من تصوير ! ويا له من تقدير !
إنها مرتبة لم يبلغها قط إنسان . هذه المرتبة التي يصورها هذا التعبير الفريد في القرآن كله . حتى بين التعبيرات المشابهة .
لقد قيل لموسى عليه السلام: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى). . وقيل له: (وألقيت عليك محبة مني ولتصنع على عيني). . وقيل له: (واصطنعتك لنفسي). .
وكلها تعبيرات تدل على مقامات رفيعة . ولكنه قيل لمحمد [ صل الله عليه وسلم ]: (فإنك بأعيننا)وهو تعبير فيه إعزاز خاص , وأنس خاص . وهو يلقي ظلا فريدا أرق وأشف من كل ظل . . ولا يملك التعبير البشري أن يترجم هذا التعبير الخاص . فحسبنا أن نشير إلى ظلاله , وأن نعيش في هذه الظلال .
ومع هذا الإيناس هداية إلى طريق الصلة الدائمة به: (وسبح بحمد ربك حين تقوم . ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم). . فعلى مدار اليوم . عند اليقظة من النوم . وفي ثنايا الليل . وعند إدبار النجوم في الفجر . هنالك مجال الاستمتاع بهذا الإيناس الحبيب . والتسبيح زاد وأنس ومناجاة للقلوب . فكيف بقلب المحب الحبيب القريب ? ? ?
جميعنا قد تمر به أيام قاهرة ... فيتبدل حاله من بعد قوة ضعفاً و من بعد عزة ذُلّا و من بعد سعادة حزنا و من بعد رجاء و أمل قلقاً و يأسا فهذا حال البشر دوماً و في تلك اللحظات التي نكون فيها أضعف من ورقة على مهب الريح لا نجد ملجأً نلجاً إليه إلا الله
اي تعليق يصف هذه الكلمات ؟؟!!
أي حروف تبلغ ما بلغت هذه العبَرات ؟!!
فوالله الذي لا اله غيره حينما وصلت الى كلمة " إلا الله " فاضت عيناي خوفا ورهبة واستشعار به جلّ في علاه
جميعنا قد تمر به أيام قاهرة ... فيتبدل حاله من بعد قوة ضعفاً و من بعد عزة ذُلّا و من بعد سعادة حزنا و من بعد رجاء و أمل قلقاً و يأسا فهذا حال البشر دوماً و في تلك اللحظات التي نكون فيها أضعف من ورقة على مهب الريح لا نجد ملجأً نلجاً إليه إلا الله
اي تعليق يصف هذه الكلمات ؟؟!!
أي حروف تبلغ ما بلغت هذه العبَرات ؟!!
فوالله الذي لا اله غيره حينما وصلت الى كلمة " إلا الله " فاضت عيناي خوفا ورهبة واستشعار به جلّ في علاه
إم يحيى ,, زادك الله حرصا وجزاكِ كل خير
وانا فاض القلب بها حبا لهذه الاية
بكرة عندي درس بالمصلى عن اية وتفسيرها وانا اخترت "الم يان للذين ءامنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق"
واليوم كنت اقرا بتفسيرها واجت عيني على هل اية
لما قرات عنها اشي والله ليريح اكبر عذاب في القلب مهما بلغت الهموم والمتاعب والمرض والياس والمشاكل الميؤس منها
الحمد لله ان ربي هو الله
هذه اكبر نعمة علينا جميعاً
مشكور لمرورك يا صادق
الذي هو ارحم منا على انفسنا .. هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه هل من سائل فاعطيه بالله عليكم اليس من الجحد ان نكون بعيدين عن الله وهو ينادينا كل ليله للقائه والبعض يرفض ذلك.. ما احلمك يا رب علينا وكم هى قاسية قلوبنا
الذي هو ارحم منا على انفسنا .. هل من مستغفر فاغفر له هل من تائب فاتوب عليه هل من سائل فاعطيه بالله عليكم اليس من الجحد ان نكون بعيدين عن الله وهو ينادينا كل ليله للقائه والبعض يرفض ذلك.. ما احلمك يا رب علينا وكم هى قاسية قلوبنا
الا بذكر الله تطمئن القلوب
بلا والله يا رب تطمئن القلوب
وتخشع
وتعيش
وتحيا
وتزهر بكل انواع الحب والفخر بانك رباً لها
تحميها وتهديها وترضى عنها وتدخلها جنتك