وعلى الباغي تدور الدوائر - وعلى الباغي تدور الدوائر - وعلى الباغي تدور الدوائر - وعلى الباغي تدور الدوائر - وعلى الباغي تدور الدوائر
وعلى الباغي تدور الدوائر
تحت سواد السحاب،فوق أرض الرماد،تصطف الجثث كسنابل القمح في الحقول، في زمن ليس ببعيد،في تلك الأرض،عدو بغى ودمر ،وظلمه في الأرض انتشر، وفتنته باتت تقتل البشر،احتل الأرض فسلب خيرها ،ونزع ممتلكات أجدادها ،فتاه الناس في ظلمة العدوان،حيث لا حريات ولا أمان .
تحيطها أربع جدران،يخيفها صوت الدبابات وهي تطحن كل ما يأتي أمامها،يخيفها صدى الصمت ليلاً وتقتلها الوحدة، أمٌ حامل في قرية بسيطة،قتل زوجها بجيوش العدو،بقيت وحدها تبكي على فراق زوجها،الذي كان شعلة الأمان الوحيدة لها بعد وفاة عائلتها،سندها في هذه الحياة ،تبكي وتزداد حرقة على مولود سيرى وجه الحياة بلا أب ،بلا معين وبلا سند يتكئ عليه ليبدأ أول خطواته .
لم يبق الحال بهذا السوء،فقد تمادى العدو ببغيه،أمر بهدم منازل القرية .
بدؤوا بهدم المنازل ،الأم في بيتها ،سمعت صوت انهيار البيوت وصرخات الأمهات وبكاء الأطفال وقد تشردوا،أصابها هلع شديد لم تعرف ماذا ستفعل ؟،وقفت حائرة ، أخذت تمشي في البيت بجزع رهيب،تخرج م ن غرفة لتدخل في أخرى،حاولت البحث عن شيء تحتمي به،وبينما هي تبحث،باغتها عدو واقتحم البيت،اختبأت تحت السرير، أمر أحد الجنود بهدم المنزل ،بدأت الجدران تنهار،أخذت الأم تصرخ،تستنجد لكن لم ينجدها أحد فالجيران كل في مصيبته مشغول.
الأم ما زالت تحت السرير ،حاولت الخروج لكن الباب من الجهة التي بدؤوا بهدمها، والركام قد سدّ طريق الخروج،لجأت الأم الحامل لباب المطبخ،لكن الجنود واقفين خلف الباب ،ترددت،رجعت خطوة إلى الوراء،لكنها إن بقيت داخل المنزل ستمـــــوت
،بحثت الأم عن مفتاح الباب،لم تجده،حاولت كسر الباب لم تستطع،ذهبت مسرعة لتحضر المفتاح الأخر من الغرفة المجاورة،كانت تضعه على المكتب،لكن كل ما في البيت يهتز،سقط المفتاح على الأرض،أخذت تبحث عنه،ووجدته أخيرا،ذهبت مسرعة نحو الباب،وضعت المفتاح بالباب،و حاولت فتحه لكن يدها المرتجفة لم تسعفها بسرعة،علق الباب،أخذت تهزه بجنون،أخرجت المفتاح أعادته مرة أخرى حاولت فتحه مجددا، فتح الباب،خرجت بسرعة تركض مبتعدة عن المنزل،سقطت أرضا من التعب.
انتهى الجنود من هدم المنزل،ذهبوا،رأتهم وهم يهدمون بيتها،لم تستطع فعل شيء،أخذت تصرخ وتبكي، لكن صراخها لم يشفع لها،لم يُعد شيئا من البيت، حاولت النهوض لكن الإرهاق غلبها،حاولت مجددا،قامت بخطوات متثاقلة، سقطت فوق الركام بيتها،وفجأة أصابها ألم شديد، علمت أنه حان وقت الولادة،أخذت تصرخ وصراخها يزداد،استمرت لبعض الوقت بالصراخ،سمعت إحدى الجارات صوتها، جاءت مسرعة ومعها غطاء،أنجبت الأم طفلا،كانت مرهقة جدا ،حاولت أن ترفع رأسها لتراه ،لمحته،أخذت المرأة الطفل ،لفته بالغطاء،أطلق الطفل أول صرخة أابتسمت الأم ثم أغمضت عينيها وفارقت الحياة.
عودتك مرحب بها دائما أختي عازفة الصمت
ربما كان حبك للصمت يشدو بالألحان..ربما كانت صامتة فعلا لكن صدقيني
حروفكِ لم تكن كذلك ..حروفك نطقت الألم وأوجعت من جال هنا
تبا لأعداء الله والإنسانية أينما كانوا
حياكِ الله من جديد في بيتك يا عازفة الصمت
عودتك مرحب بها دائما أختي عازفة الصمت
ربما كان حبك للصمت يشدو بالألحان..ربما كانت صامتة فعلا لكن صدقيني
حروفكِ لم تكن كذلك ..حروفك نطقت الألم وأوجعت من جال هنا
تبا لأعداء الله والإنسانية أينما كانوا
حياكِ الله من جديد في بيتك يا عازفة الصمت