عن الوحدات ، المخيم ، الدلالة ، صلاح غنام - عن الوحدات ، المخيم ، الدلالة ، صلاح غنام - عن الوحدات ، المخيم ، الدلالة ، صلاح غنام - عن الوحدات ، المخيم ، الدلالة ، صلاح غنام - عن الوحدات ، المخيم ، الدلالة ، صلاح غنام
كتب الصحفي موفق ملكاوي ،،، عن المخيم الدلالة والارث والوحدة والعلاقة الابدية ما بين الشعيبن والتوحد في الهموم والايثار وكتب عن صلاح غنام وكأن الكلمات تحمل حرقة كاتبها فقال :
عن الوحدات وعهوده القديمة
- لم أكن أعلم أنني أدخل حياض المخيم، وأنا أعبر ساحة مسجد أبو درويش باتجاه حي الأرمن في منطقة الأشرفية.
كنت أدير طقسا من حياة لا تضمر خيرا بي؛ فقد كففت عن الحلم منذ زمن بعيد، ولا أبصر سوى الساعة الراهنة، أو الدقائق الأولى منها فقط.
أحببت أنني أرسل نفسي إلى "حارة" ضيقة لا ذاكرة حزن ولا فرح لي فيها، ولم أكن منتبها إلى حياة كاملة تتزاحم بالقرب مني. كانت تلك الحياة في مخيم الوحدات؛ المخيم الذي كان يسهر حتى الساعات الأولى من الفجر، وينام على هدهدة جراحه وحيدا.
ياما تفكرت في تلك "الوحدات" الصغيرة التي تؤوي "حالمين" خرجوا من بيوتهم، ويأملون بعطف زمان غير منظور، ليعودوا إليها من جديد.
أدمنت على السير من طريق معينة. كنت أمشي فيها عصر كل يوم، لكي تنال عيناي جائزتها برؤية امرأة بكامل بهائها، تمتشق "يانس الصلاة" الأبيض، وتقف بالقرب من بوابة بيتها الحديدية، مرسلة بصرها إلى المجهول. أقنعت نفسي على مدار أكثر من عامين، بأنها تقف في هذا المكان بالذات لانتظاري.
كنت أسحب صديقي طارق يوميا من يده، وأجبره على أن يمر من الطريق ذاتها، ونحن نتوجه إلى مستشفى البشير حيث ينتظرنا حيدر بأسئلته الكثيرة التي كنا نتبرم منها باستمرار، ليجبرنا بعدها على انتظاره ساعات طويلة، قبل أن ينهي دوامه في قسم الطوارئ.
بعد أيام قليلة، اكتشف طارق سر الإدمان. وأنا، بدوري، لم أحاول إخفاء أي شيء. لا يمكن أن أخطئ في الدفء؛ كان ذلك تفسيري للانجذاب الكامل لتلك المرأة النورانية. كان حدسي صحيحا تماما؛ إنه الدفء، غير أنه ليس دفء المعرفة والحب الإنساني فحسب، بل الصدمة، ومن بعدها الاستكشاف كذلك. إنه دفء المخيم الذي آوى الآلاف، وما يزال يمتلك المساحة الكافية لمنح الحب لغريبين يأوون إليه بلا استئذان.
هو "الوحدات"، ذلك الذي كان يثير الضجيج أكثر مما يمنح السكينة، ويستنفر الحواس أكثر مما يعمل على تهدئة الأعصاب والخواطر، ويؤوي غريبين من دون أن يسألهم عن ذنوبهم؛ الماضية والمستقبلية.
بحسبته القديمة، وبائعي الخضار واللحّامين ومهندسي بيع الأدوات المنزلية والكهربائية، كان يصنع عالما خاصا به، وبنا، نحن، الذين أتيناه بلا دالّة لنا على الوقت والزمن وانكسار الرؤى والأحلام.
كنا قليلي عدد، فلم ينتبه إلى استثمارنا بالزمن؛ وقليلي حيلة فلم يراقب تمظهراتنا؛ وقليلي شأن فلم يرصد تحولاتنا.
صلاح، ابن الوحدات، كان يداهمنا كل يوم بحثا عن رفقة معقولة. وعبدالهادي الآتي من أقصى الشمال، يتفنن في طهو "قلاية" يدعي أنه لا شبيه لها. ولؤي ابن اللاذقية، جاءنا غامضا، ورحل قبل أن نكنشف سرّ غموضه. وإحسان.. متعهد نظاراتنا الطبية الذي كنا ننسى دائما أن ندفع له في مقابلها.
كنا جميعنا أبناء الوحدات، نتلمس مداواة جراح غير منظورة لحيوات أسرفنا فيها بالحلم، فارتد ألما علينا. كنا أشقاء في الروح والبوح والبكاء، وتقاسم اللقمة التي كانت تعيينا أحيانا؛ إلا أن أيّا منّا لم يخلع صاحبه.
ظلت تلك المعادلة تحكمنا جميعنا، إلى أن تخلينا عن صلاح.. لم ندرِ حتى اللحظة لماذا اختار مقاطعتنا.. ورحل وحيدا من دون تلويحة وداع!
عن الوحدات و عهوده القديمة - عن الوحدات و عهوده القديمة - عن الوحدات و عهوده القديمة - عن الوحدات و عهوده القديمة - عن الوحدات و عهوده القديمة
أخوتي الأحبة .. أعجبتني هذه المقالة فأحببت و ضعها بين أيديكم ..
موفق ملكاوي / جريدة الغد
لم أكن أعلم أنني أدخل حﯿاض المخﯿم، وأنا أعبر ساحة مسجد أبو درويش باتجاه حي اﻷرمن في منطقة
اﻷشرفﯿة.
كنت أدير طقسا من حﯿاة ﻻ تضمر خﯿرا بي؛ فقد كففت عن الحلم منذ زمن بعﯿد، وﻻ أبصر سوى الساعة
الراھنة، أو الدقائق اﻷولى منھا فقط.
أحببت أنني أرسل نفسي إلى "حارة" ضﯿقة ﻻ ذاكرة حزن وﻻ فرح لي فﯿھا، ولم أكن منتبھا إلى حﯿاة كاملة
تتزاحم بالقرب مني. كانت تلك الحﯿاة في مخﯿم الوحدات؛ المخﯿم الذي كان يسھر حتى الساعات اﻷولى من
الفجر، وينام على ھدھدة جراحه وحﯿدا.
ياما تفكرت في تلك "الوحدات" الصغﯿرة التي تؤوي "حالمﯿن" خرجوا من بﯿوتھم، ويأملون بعطف زمان غﯿر
منظور، لﯿعودوا إلﯿھا من جديد.
أدمنت على السﯿر من طريق معﯿنة. كنت أمشي فﯿھا عصر كل يوم، لكي تنال عﯿناي جائزتھا برؤية امرأة بكامل
بھائھا، تمتشق "يانس الصﻼة" اﻷبﯿض، وتقف بالقرب من بوابة بﯿتھا الحديدية، مرسلة بصرھا إلى المجھول.
أقنعت نفسي على مدار أكثر من عامﯿن، بأنھا تقف في ھذا المكان بالذات ﻻنتظاري.
كنت أسحب صديقي طارق يومﯿا من يده، وأجبره على أن يمر من الطريق ذاتھا، ونحن نتوجه إلى مستشفى
البشﯿر حﯿث ينتظرنا حﯿدر بأسئلته الكثﯿرة التي كنا نتبرم منھا باستمرار، لﯿجبرنا بعدھا على انتظاره ساعات
طويلة، قبل أن ينھي دوامه في قسم الطوارئ.
بعد أيام قلﯿلة، اكتشف طارق سر اﻹدمان. وأنا، بدوري، لم أحاول إخفاء أي شيء. ﻻ يمكن أن أخطئ في
الدفء؛ كان ذلك تفسﯿري لﻼنجذاب الكامل لتلك المرأة النورانﯿة. كان حدسي صحﯿحا تماما؛ إنه الدفء، غﯿر أنه
لﯿس دفء المعرفة والحب اﻹنساني فحسب، بل الصدمة، ومن بعدھا اﻻستكشاف كذلك. إنه دفء المخﯿم
الذي آوى اﻵﻻف، وما يزال يمتلك المساحة الكافﯿة لمنح الحب لغريبﯿن يأوون إلﯿه بﻼ استئذان.
ھو "الوحدات"، ذلك الذي كان يثﯿر الضجﯿج أكثر مما يمنح السكﯿنة، ويستنفر الحواس أكثر مما يعمل على
تھدئة اﻷعصاب والخواطر، ويؤوي غريبﯿن من دون أن يسألھم عن ذنوبھم؛ الماضﯿة والمستقبلﯿة.
بحسبته القديمة، وبائعي الخضار واللّحامﯿن ومھندسي بﯿع اﻷدوات المنزلﯿة والكھربائﯿة، كان يصنع عالما خاصا
به، وبنا، نحن، الذين أتﯿناه بﻼ دالّة لنا على الوقت والزمن وانكسار الرؤى واﻷحﻼم.
كنا قلﯿلي عدد، فلم ينتبه إلى استثمارنا بالزمن؛ وقلﯿلي حﯿلة فلم يراقب تمظھراتنا؛ وقلﯿلي شأن فلم يرصد
تحوﻻتنا.12/20/13 www.alghad.com/print.html www.alghad.com/print.html 2/2
صﻼح، ابن الوحدات، كان يداھمنا كل يوم بحثا عن رفقة معقولة. وعبدالھادي اﻵتي من أقصى الشمال، يتفنن
في طھو "قﻼية" يدعي أنه ﻻ شبﯿه لھا. ولؤي ابن الﻼذقﯿة، جاءنا غامضا، ورحل قبل أن نكنشف سرّ غموضه.
وإحسان.. متعھد نظاراتنا الطبﯿة الذي كنا ننسى دائما أن ندفع له في مقابلھا.
كنا جمﯿعنا أبناء الوحدات، نتلمس مداواة جراح غﯿر منظورة لحﯿوات أسرفنا فﯿھا بالحلم، فارتد ألما علﯿنا. كنا
أشقاء في الروح والبوح والبكاء، وتقاسم اللقمة التي كانت تعﯿﯿنا أحﯿانا؛ إﻻ أن أيّا منّا لم يخلع صاحبه.
ظلت تلك المعادلة تحكمنا جمﯿعنا، إلى أن تخلﯿنا عن صﻼح.. لم ندرِ حتى اللحظة لماذا اختار مقاطعتنا.. ورحل
اشرقت شمس الاصيل تجوب شوارع المخيم كان الرجل قد افاق من غفوته يذهب ويرشق الماء على وجهه كي يطرد الشيطان الرجيم ويتوضاء ويصلي صلاته الفجريه ويشق طريقه باتجاه كشكه الصغير الكبير انه باب الرزق المعهود يشعل النار التي تأتي بأطيب فنجان قهوه .
وما هي الا بضع دقائق تبدأ حملة البيع وتبدأ الحفله اليوميه بحلول الاصدقاء والاحبه
لكي يحتسو اطيب فنجان قهوه او قدح من الشاي وتبدأ الاحاديث وتبدأ النقاشات في شتى المواضيع والقصص والاحداث اليوميه والطرائف التي تحدث معهم او مع غيرهم.
اصبحت الجلسه في هذا المكان برنامجا يوميا لا غنى عنه اصبح وكأنه جزء لا يتجزء منا
انه المكان الاكثر راحه مكان تبث من خلاله مع اصدقاءك جميع الهموم والمشاكل مشاكل المخيم واهل المخيم والبحث المستمر عن حلول مهما كانت
هذ الكشك اصبح وكأنه البيت انه كشك الثوره البيتيه والشعبيه والنادويه والعائليه