نزل من سيارته الفخمة وركنها بجوار المنزل الذي مضى على مغادرته سنين عديدة لم ير َ خلالها أيا من أفراد عائلته .......
علم بوفاة أبيه فأجل كل صفقاته ومواعيده وعاد ليتقبل العزاء ....
بات َ وشقيقه الأصغر وجها ً لوجه بعد أن حالت بينهما عداوة مستحكمة وخلافات في الأعمال التي كانا يتشاركان فيها فانفصلت عرى الشراكة وتشرذمت ْ ْأواصر الأخوة إلى أجل ٍ غير معلوم ......
لقاء ٌ بارد لم تشعله سطوة اللحظة الراهنة ولم تكسر الجليد المتراكم .......
أبوه المسجى أمامه وأمه المكلومة تغالبها الدموع على زوجها تارة وعلى عقوق ابنها تارة أخرى لم تحرك مشاعره ولم تحن ِ شيئا ً من عناده الأجوف ....
يقفان أجسادا ً في استقبال المعزين ولولا الكبرياء المصطنع وخشيتهما من شماتة نخبة المجتمع لانتبذ كل منهما زاوية في المكان .......
ثلاثة أيام ٍ فرض عليهما أن يجتمعا معا ً ولما انفض ّ الجمع ُ تنادت همسات ٌ من هنا ووشوشات ٌ من هناك للتعجيل باقتسام التركة كسبا ً للوقت .
تنازعوا كنزهم بينهم وباتت الخطوات أكثر َ بعدا ً بانتظار موت عزيز ٍ آخر َ قد يحرك ُ المياه الراكدة وينهي الجفاف ......
أحس بمرارة حروفك هنا ،،
لن أتحدث في ما يخص مضمون قصتك ، فهو كاد يكون روتينا نعيشه ، نتذوقه ربما من المقربين لنا ، لكنني سأحكي شيئا عن الفن الذي أراه جديدا علينا في الأدبي ، ما لم أكن قد مررت بواحد دون أن أتذكر ..
فنصك ينتمي لما يسمى بفن القصة القصيرة جدا ، توافرت فيها جميع العناصر ( تقريبا ) ، وما ميزها عن القصة القصيرة كثرة الأحداث ، وهذا ما نراه في هذه القصة ، فقصر أحداثها ما جعلها تكون قصة قصيرة جدا ...
مرحبا بك أخي الأخضر
ومرحى لقلمك الجميل أيها الجميل،،،