إيـليــاءٌ سمّاني الرّومان،واسمٌ غيّره الزّمان،لكنّ الأحزان لم تتزحزح عن قلب فلسطين روح البلدان ،تغلغلت داخل صميم الوجدان،حضارة كل البلدان ومحط أنظار كل عينين،ودائماً هناك كان المزيد المزيد من العدوان،يسلب إنسانية الإنسان،وينزع حرية الأوطان.
أنا القدس،أنا الفتاة الجميلة التي يطمع فيها الجميع ، وفي النهاية كان الزواج المشؤوم الذي كرهته وما زلت أكرهه ،ذاك الذي استغلني استغلالاًُ،وقيدني تقيداً،وأسر حرية أهلي أسراً ومنعهم من رؤيتي،ذاك هو الاحتلال .
أنا القدس التي زفوني بثوبٍ أحمرٍ قانٍ،بين أجواء العرس المغبرة برمال القتال،وأفراحٌ و زغاريتٌ قُلِبت أعاز و ويلات ،والحاضرين هم جثث تمردت على ظلم الجبروت المهيمنة وملت ظلم السنين،أما باقات الورود فهي رصاصاتُ بندقية من طراز جديد،والأضواء هي شرار البارود ونيران الحريق،وهديتهم هي قنبلةٌ تتوجه نحو صدري الحزين ،وسهمٌ قاتلٌ سامٌ يقتلع صبر الجنين،فيخرج مقاتل من المقاتلين،ورمحٌ يحرك بنيان صمتٍ ثقيل،يقتل منه ألاف الملايين ، فتبدأ حفلة الأعداء ومجزرة الثائرين،وتعلو أصوات المواويل ،ويبدأ نواح الأمهات كالموسيقى ،ويكون عرسي بين سلّ السيوف وحرقة قلب المشاهدين وشرار دموع الباكين،وتتساقط زينة العرس قطرات دم المجاهدين.
طالما حلمتُ بأنني ارتدي ذاك الثوب الأبيض الجميل،لكنه كان دائماً يتضمخ بدم الشهداء المباركين، فتجدد ذكراهم مقاومة كالجمر لا تستكين ،ونطالب بالحرية ، ونسير باتجاهها إلى نهاية الظلم المكدس عبر السنين ،واصرخ مطالبة بزوج يتوجني بإكليل الياسمين ، بتاج العفة ،لأكون أنا عاصمة فلسطين ،لأكون أنا القدس تاريخٌ معطرٌ بعبق المجد للفلسطينيين .
أجل سأقولها:لن أقبل إلا بالحرية زوجاً، يرفع رأسي عزاً وشموخاً وافتخاراً، مهما طال الوقت وزادت الحروب دماراً، ستبقى الحرية زوجاً ً شامخاًً خالداً، أجل، لن أقبل إلا بالحرية زوجاً.ً