لا مزيد من الرقص.. - لا مزيد من الرقص.. - لا مزيد من الرقص.. - لا مزيد من الرقص.. - لا مزيد من الرقص..
تنويه:
كنت قد نشرت هذه القصة والتي تنضم إلى نوع " المونولج " في السرد الروائي، وكانت تجربتي الأولى في سرد الوعي الذاتي، مع بعض الاستدراكات بأصوات مختلفة وشخصيات مختلفة سيتم ايضاحها لأول مرة، حيث أنني لم أفعل ذلك من قبل، القصة تحتوي أربع شخصيات على الأقل دون مسميات حتى يشعر القارئ بأن المتحدث هو نفسه، لذا سيكون هناك نوع من الصعوب في الاستدراك يوضح باخلاف لون كل متحدث على حدى دون ذكر مسميات كاركتورية للشخصيات.
تنويه آخر:
هذه القصة مجرد قصة لا ارتباط لها في شخص كاتبها " أنا " حيث واجهت في مرات نشر سابقة الكثير من الانتقادات الشخصية على اعتبار أن القصة عبارة عن مذكرات شخصية... ولأنها ليست مذكرات شخصية اقتضى التنويه.
هناك من يعتقد أن كسر الحصار يأتي من خلال ممانعة وجوده، وهناك من يعتقد بأن كسره يأتي بالتعايش معه، لكنني أعتقد أن كسر الحصار بفهمه وإدراكه، ومن ثم يأتي تقرير شكله بالممانعة أو بالتعايش إلى أقصى درجات ممكنة، مع أنني لا أميل إلى الفكرتين ، وهذا أمر لا يزال شخصياً، ربما لو طرحت الأمر بأن أفرض الحصار على نفسي فلا أشواق ولا اتصال ولا أشخاص بعد الآن، ماذا سيحصل! يجول في خاطري أن الأمر يشبه إلى حد ما دعوة إلى الرقص في وقت يتشح بالموت صفة لازمة، ما الذي يضحكنا!! أتت إجابة من أمي بأن الموت وحده من يفتح لنا سبيلاً للضحك، لم أدهش لإجابتها، بل دفعتني للسؤال مجدداً هل نستحق الحياة حتى نجد سبيل ملذاتها في مآسيها! لست متأكدة من صدق الإجابة، فالصدق تلك الصفة التي لا تقبل بينية المواقف قد فقدت نفسها حالاً حين أفكر فيمن حولي، فقد كفرت بالناس، وبأن يأتي التغيير منهم، أنظر إلى من حولي أجدهم مصابين بالإحباط يهربون منه إلى أشياء قد تبدو لذيذة في التعاطي معها في لحظة ريما تكون حقيقية في مكان آخر كالموسيقى والنكات والحياة والمتطلبات والالتزامات وتحقيقها، أحتار حقاً هل هذا هروب من الإحباط أم أنني مصابة به وحدي ! كلهم ينظرون إلى غزة كرسالة حياة وصمود وانتصار وإرادة، ربما هم محقون، لكنني أراها كتغيير خطر يقتل كل الأشياء فينا، الأحلام والآمال والحقوق، يغير من ملامحنا، لست أتحدث عن غزة أو عن حصارها، لا ليس هذا موضوعي ، بل أتحدث عنا، عن ملامحنا التي بدأت تتغير، ضمن هذا سألني أحدهم بلغة إنجليزية، نظرت إلى من جلس بجانبي في الكرسي قلت له:
- لا أفهم الإنجليزية بدرجة كافية حتى أجيب الرجل.
أجابه بسرعة خاطفة ثم سألني:
- والعربية ! هل تدركينها بشكل كافي !
نظرت إليه قليلاً ووجهت نظري إلى السماء صمت طويلا، ربما لنصف ساعة أو أكثر ثم قلت له:
- حتى العربية؛ لست أراهن على أنني أفعل.
حين غادرت المكان، قررت أن أفرض حصاراً على نفسي، أتقوقع بالقدر الكافي، فأنا لست أدرك الناس ولا أفهمهم، بت غير قادرة على ذلك ولعل الابتعاد عنهم يجعلني أكثر قدرة على فهمهم، فإن لم يتحقق ذلك فربما لم أخسر شيئاَ، اللهم يكن هناك سبب منطقي لي في الوقت الذي لا أجد فيه قدرة على استيعاب من حولي، ففي البعد الجيد فقدان لأسباب الفهم والتواصل.
هههه .. صدقت والدتك ...
التخبط أو ان صح التعبير الغوغائية في تفسير هذا الواقع الذي يحيط بك من صمت واحداث تأخذك معها أحياناً إلى طرق مسدودة ... تحاولي أن تضعي مفاهيم وتفسيرات لكل الوقائع لكنك تفشلين تارة ..وتارة تملين ..وتارة تستسلمين ..وتارة تعجزين بتاتاً .. في حصار غزة قوة للبعض ..ضعف للبعض ..فرح للبعض ..حزنٌ للبعض ...
أبدعتِ ..يا مي ..
استسلامنا لحصار انفسنا بحد ذاته يا مي اعتبره نوعا من الضعف
وانا معكِ فلا اميل للحالتين فلا يكون كسر الحصار لا بالتعايش معه ولا بممانعة وجوده ولكني اعتقد بان السبيل لكسره بالنظر للامور بطريقه اكثر تفاؤلا رغم علمي بمدى صعوبة ذلك
فقد بات الكثيرون منا ينظرون لما حولهم بطريقه يائسه وبأن ما نحن فيه لا يمكن تغييره وهنا تكمن المصيبه فمتى بدأ اليأس بالتسلل الى النفس البشريه تكمن الصعاب فلا تجدين مخرجا لذلك
في النهاية اعتقد بأني سأجد في ديني كل ما يريح اعصابي ونفسي فقد تعودت حينما اشعر بالاختناق ان امسك المصحف وأبدأ بالقراءه
لا اعلم ان استطعت ان اقرأ ما بين سطورك يا مي ولكني فهمت موضوعك بالشكل الذي يحلو لي فوجدت به معاني رائعه وجميله وعلي ان ابدأ بنفسي لاستطيع انتزاع الاحباط من قلوب من حولي شيئا فشيئا
دمت بحفظ الله ورعايته
حين أجابتني تلك الفتاة بأنها لا تراهن على فهمها للعربية، تركت لدي احساس صادق لم أشعر به منذ فترة، هي حقاً بدأت تدخل في غياهب العزلة؛ لست أدّعي بأنني لا أعرفها، فهي مألوفة لدي، ربما هذا الذي دفعني لسؤالها عن العربية، أجزم بأن الوقت وحده من منع كلينا تبادل الحديث، ربما أن الأمر غير مهم، لكنها بطريقة جلوسها ونظراتها شديدة الحركة وكأنها كانت تبحث عن شيء ما، ربما كانت تنتظر شخصاً ما لم أستطع أن أفسر أياً من تلك النظرات السريعة، ربما يعتقد أحدهم لو رآها أنها تقع تحت تأثير مخدر، لكنها ! لا أعرف ! أنا محتار حيالها، في الأمس التقينا هناك، واليوم حضرت هنا لعلي ألتقيها مرة أخرى، هل ستأتي ؟ ماذا إذا كان حضورها مجرد صدفة؟ هل أراهن نفسي على أنها ستعود؟ ام أكف عن ذلك ؟
بالرغم من أن الأصوات المحيطة بي هي أصوت تاريخية، إلا أنها غريبة عني، أحتاج إلى الهدوء بكثرة، لا مزيد من الموسيقى أو همسات تأتي من هنا أو هناك، لو أن بيتنا يفرغ؟ ربما يتحقق الهدوء إن كنت في مكان آخر، مكان لا يرتبط بأي مفاصل أخرى، أنا غريبة عني، لست أعرف نفسي، هناك لكنة قوية داخلي، أتمنى أن استسيغها، فيما مضى سألت أحدهم " لو كانت الحياة بدون تكنلوجيا، ألن نكون أكثر فرحاً ؟ " أحاول أن أجد شركاء في الوقت الذي فقدت فيه معنى الشريك، ربما يأتي بحثي هذا من خلال أمور سطحية، لازمني العمق لفترة طويلة من حياتي، بت أكره العمق، ماذا لو أنني مجرد محبة للموضة؟ ولكن ! من أعطاني الحق في الحكم على كل ما لا أفعله على أنه أمر سحطي وثانوي؟ هذه الأنانية بعينها، بت أجد نفسي مجرد متعالية، أتقوقع في برج عاجي، وأفاجئ نفسي بأنني لم أعد قادرة على فهم من هم حولي.
لست أعاقب نفسي بعزل نفسي لكنني فقط أعاود، لحظة ... لست أفهم.. أنا مشوشة لأبعد حد ممكن، طلبت إليه أن يبتعد عني في هذا الوقت، ومن أعطاني الحق في أن يعدمني ! هل أملك هذا الحق ؟ ألتف حول حلبة رقص تعج بمن لا يرون سوى أن الموسيقى تقتل كل حواسهم؛ ماذا لو جربت أن أعيش دون مقومات الحياة الأساسية؟ ما هي النتائج المرجوة، هل سأروض نفسي ضمن أدنى المتطلبات للحياة؟ ما يشغلني الآن هو الوقوع في التكرار، وكأنني أبحث عن تأكيدات لمعاني هي أبسط مما أظن، إلا أنني أشعر دائما بأنني غير قادرة على إيصال المعنى باختزال الكلمات، فجأة عرفت نفسي غير قادرة على أن أوصل المعنى أو أصيغه، أو ربما أعتقد ذلك، هذا الأمر يزعجني، ربما لو بدأت في الخصام غير المعلوم الأجل مع الطعام أصل إلى بداية الحل!!
احيانا الممانعة لا تجدي ولا حتى التعايش ربما نحتاج الى لحظة تمرد على الذات لحظة نتخذ فيها قرار جريء لنكسر حصار عاش بداخلنا
نحتاج ان نخرج السكوت الذي سكن بداخلنا عندها قد نبدأ بفهم ما حولنا
حين أجابتني تلك الفتاة بأنها لا تراهن على فهمها للعربية، تركت لدي احساس صادق لم أشعر به منذ فترة، هي حقاً بدأت تدخل في غياهب العزلة؛ لست أدّعي بأنني لا أعرفها، فهي مألوفة لدي، ربما هذا الذي دفعني لسؤالها عن العربية، أجزم بأن الوقت وحده من منع كلينا تبادل الحديث، ربما أن الأمر غير مهم، لكنها بطريقة جلوسها ونظراتها شديدة الحركة وكأنها كانت تبحث عن شيء ما، ربما كانت تنتظر شخصاً ما لم أستطع أن أفسر أياً من تلك النظرات السريعة، ربما يعتقد أحدهم لو رآها أنها تقع تحت تأثير مخدر، لكنها ! لا أعرف ! أنا محتار حيالها، في الأمس التقينا هناك، واليوم حضرت هنا لعلي ألتقيها مرة أخرى، هل ستأتي ؟ ماذا إذا كان حضورها مجرد صدفة؟ هل أراهن نفسي على أنها ستعود؟ ام أكف عن ذلك ؟Red
مي
سالتني الفتاة ان كنت اجيد العروبة ...بلغة الواثقين اجبتها ...تبسمت قليلا
نظرت الي نظرة لم افهم معناها والى الآن لا افهمها ولا اظنني سافهمها قالت : وهل تجيدين العروبة ؟
حينها لم اعرف أكان علي ان ابكي ام اضحك ؟ كانت روحي بداخلي تنتحب والاسئلة تتزاحم احقا اجيد العروبة ؟
نهضت الملم بقايا العروبة فذاتي ولم اعد الى تلك الفتاة فلربما كشفت عن ....اخرى
لست بخير، أحاول أن أخطط لمجيء أحدهم من مكان بعيد؛ اقترحت أماكن كثيرة، عمان هي المسرح، ونحن يجب أن نتحرك على خشبتها، رسمت كثراً من الخطط ومزقتها، ربما لو قدم هذا الغريب سوف تكون هناك خطة لم أفكر فيها بعد، أخطئ مؤخرا في قراءة الكلمات بشكل كبير، تزعجني أنا، أشعرني متطلبة بشكل كبير، يا إلهي كم أحتاج للهدوء المطلق، كم أتوق إلى صمت دقيقة كاملة...... ماذا لو ذهبت إلى صالة ديسكو صاخبة أعتقد أن مونتي كارلو مناسبة، هل سأشعر بنسبية الهدوء حولي، لكن الأصوات الهادئة إنها تصيبني بذعر شديد، فهي كالحفيف مليئة بالأشباح، ليسكت أحدهم هذه الأصوات الهادئة.
تدخين أعقاب السجائر أو ما يسمى بالـ " سبروسة " ألحقها بأخرى وبشعور الانتشاء، مرة أخرى ....خطأ .. مرة أخرى ... تدخين أعقاب السجائر أو ما يسمى بالـ " سبروسة " يجعلني أضحك خلسة كوني أشحذ حاجتي من النكوتين من مهملاتي، أحدها كان مالحاً، التقطتها من منفضة السجائر المليئة بقشور لب البطيخ شديدة الملوحة، الآن يجب أن أقول أنني ألحقها بالكثير من ... نسيت ماذا كنت أقول؟ أين وصلنا ! لست بخير.... أسوء الحوادث التي تحصل لي هي أبسطها لدى الآخرين، كأن يسقط رماد السيجارة على ثيابي، تتكرر هذه الحادثة حين أسهو عن الجمرة حين تنتزع نفسها إلى مكان آخر فتحترق ثيابي أدركه بعد حين، لو تسقط الأصوات على حين غرة!!!
حين غادرت المكان، قررت أن أفرض حصاراً على نفسي، أتقوقع بالقدر الكافي، فأنا لست أدرك الناس ولا أفهمهم، بت غير قادرة على ذلك ولعل الابتعاد عنهم يجعلني أكثر قدرة على فهمهم، فإن لم يتحقق ذلك فربما لم أخسر شيئاَ، اللهم يكن هناك سبب منطقي لي في الوقت الذي لا أجد فيه قدرة على استيعاب من حولي، ففيالبعد الجيد فقدان لأسباب الفهم والتواصل.
لست أرد ترفعاً عن المارين من هنا... إنما أؤجل ردي حتى أنتهي من كامل نشر القصة وبعدها سأرد... شكراً خالصاً لكل الذين تركوا بصمتهم هنا
.
متمسكون بحق العودة إلى أرض البرتقال الحزين,,, جميلة هذه العبارة، على أنها تمتزج بين الوجود والحُلمـ تتشابه مواقف الواحد منا تجاه ما حصل في غزة، هل صرخنا كفاية! ثلاثين مليون عربي.. لا لست متأكد ؛ إن كانت مصر وحدها تناهز الثمانين مليون في نسمتها وهم لا بد عرب.
ميلاد ذلك الشاب المصري، رفض يوماً وكقبطي أن يكون عربياً، وكذلك كان الأمر بالنسبة لهشام، حسب ما أذكر فميلاد كان من المنيا،وهشام فقد كان من المنصورة، وكلاهما على اختلاف دينهما، حين ناقشنا الموضوع، رفضا وبشكل قاطع عروبتهما، مع أن الدراسات تثبت أنهم عرب، أو ربما أنا وحدي فهمت ذلك، وحده كان ذلك العامل المصري أحاول أن أتذكر اسمه من اعترف بعروبة مصر، قال يومها: " صحيح أنا ما كملتش علامي، بس اللي أعرفه إني عربي وإن مصر دي عربية، وهي أم الدنيا، والكلام ده ما يواتيش لا ميلاد ولا هشام، لأنهم كفروا فيها من أصله، واللي كفر بأمه يلبسها التوب اللي هو عاوزه "
حين قال هذه الجملة شعرت بهما ملجومين تماماً، أغرب ما في هؤلاء المصريين الذين يأتون عمان كعمالة وافدة هو مستوى تعليمهم العالي، كثير منهم من يحمل شهادة جامعية، ميلاد مثلاً، بكالوريوس أدب فرنسي، وهشام بكالوريوس محاسبة، ورغم ذلك كانا عاملان، أما عبد المحسن آآه تذكرت اسمه، عبد المحسن، كان فلاحاً مصريا، وكما فهمت منه فإنه قدم كعامل بناء إلى هنا، حتى يزوج أخواته البنات، وينتهي من هذا الهم، ومن ثم يشتري أرضاً ويبني بيته هناك، ويرتبط ببنت الحلال، أما ميلاد فقد عمل كموظف استقبال في أحد المطاعم الفخمة، كان طموحه أن يهاجر إلى أبعد ما يكون عن بلاد العرب، وهشام الذي كان عامل تنظيفات في أحد المستشفيات، ثم انتقل ليصبح عامل بناء، فهمه كان في زوجته وابنته، كان يخشى من زوجته على ابنته، فهو كما يصفها متشددة دينياً، ويخشى أن تعقد الطفلة، لدرجة أن فكر كثيراً بجلبها إلى عمان حتى ينتهي من هذا الكابوس، برغم تفاوت الأحلام بين هؤلاء إلا أنهم قدسوا الجملة الشهيرة " مصر أم الدنيا " وكانوا يدافعون عنها بشراسة الوجود كله.